قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله وبارك في عمره ونفعنا بعلمه - :-
قال –رحمه الله- ( بسم الله الرحمن الرحيم) :- بدأ كتابه بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم) اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول رسائله إلى الناس، وكان يبدأ – عليه الصلاة والسلام- أحاديثه مع أصحابه ب ( بسم الله الرحمن الرحيم) .
وقال صلى الله عليه وسلم :( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم؛فهو أبتر) أي ناقص البركه . وفي رواية ( بالحمدلله)
وكما كتبها سليمان فيما ذكر الله عنه لما كتب إلى بلقيس ملكة سبأ ، وقرأت الكتاب على قومها «قالت يا أيها الملؤا إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم» فالبداءة ب (بسم الله الرحمن الرحيم) في الأمور المهمة وجميع الأمور المهمة تبدأ ب (بسم الله الرحمن الرحيم) تبركا بهذه الكلمة العظيمة ، وافتتاحا للأمور بها.
ومن هنا نعلم أن هؤلاء الذين لايكتبون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول مؤلفاتهم في هذا العصر ، أنهم قد خالفوا السنة ، واقتدوا بالغربيين ، وإلا فإن المشروع في حق المسلم أن يبدأ بهذه الكلمة في أموره ، في مؤلفاته ، في خطبه ، في محاضراته ، في رسائله ، إلا أن هذه الكلمة لاتكتب أمام الشعر الذي فيه هجاء أو فيه ذم ، ولا تكتب أمام الكلام الذي فيه سباب أو شتم أو كلام قبيح ، ولهذا جاءت هذه الكلمة العظيمة في مبدأ كل سورة من سور القرآن العظيم ، سوى براءة والأنفال فإنها لم تأتي بينهما ، وقد أجاب أهل العلم عن ذلك – والله أعلم- أنهما سورة واحدة لأنهما في موضوع القتال.
المصدر..المجموع الفريد (شرح كتاب التوحيد لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب) ج1 لأصحاب الفضيلة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، وعبد العزيز بن عبد الله بن باز ، ومحمد بن صالح العثيمين، وصالح بن فوزان الفوزان..ص8