عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-04-2010, 07:35PM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي [الحلقة الثالثة] من هم الإسماعيلية ؟

[الحلقة الثالثة] من هم الإسماعيلية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة التي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونواصل الحديث عنها وهي أحد فرق الروافض ( الشيعة )المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
وكنا قد تكلمنا في الحلقة الأولى عن جذور الباطنية بشكل عام . ونشأة هذه الفرقة ( الإسماعيلية )
وألقابها التي عرفت بها .
وتكلمنا في الحلقة الثانية عن جذور هذه الفرقة (الإسماعيلية ) وعلاقتهم ببعض المذاهب والديانات .
ونتكلم إن شاء الله في حلقتنا الثالثة عن المؤسسين (الدعاة) ومراحل تطور فرقة الإسماعيلية :
_ عندما لجأ الإسماعيلية إلى إسماعيل بن جعفر ومن بعده إلى إبنه محمد بن إسماعيل وأوعزوا له
بالدعوة لنفسه اضطر محمد لمغادرة المدينة المنورة إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم ،
ولم يسمع عنه أي شيء بعد ذلك فادعى الإسماعيلية أنه عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها أبناؤه من بعده وأن بعض أفراد أسرته وفدوا إلى بلاد الشام واستقروا في مدينة (سلمية) بسوريا ، وكانوا يعملون على هيئة تجار ويخفون أنفسهم ويرسلون دعاتهم إلى الأمصار للدعوة إليهم ،
وعرف هذا الدور بدور الستر لاستتار الدعاة عن أنظار العباسيين المطاردين لهم .
وذكر بعض المؤرخين أن ثمة عامل من العوامل التي ساعدت على انتشار الدعوة الإسماعيلية إبان
فترة الستر ، حيث أن بعض دعاة الشيعة الإثني عشرية ملوا انتظار إمامهم الثاني عشر الذي دخل
سرداب سامراء فعملوا على تحقيق آمالم في ظل إمام حي فاتجهوا للفرع الإسماعيلي ،
*ومن أمثال هؤلاء الدعاة ابن حوشب ويلقب بمنصور اليمن (أبو القاسم الحسن بن فرج بن حوشب)
*ومنهم ابن الفضل (علي بن الفضل الجدني)
وهما اللذان نشرا الدعوة الإسماعيلية في اليمن بحماس شديد .
*وأبو عبد الله الشيعي الذي كرس جهوده لنشر الدعوة في بلاد المغرب .
*وميمون القداح الديصاني يعتبر من أخطر الشخصيات التي كانت وراء الحركة الإسماعيلية والذي
ساهم في تأسيسها "حيث يعترف مصطفى غالب الإسماعيلي المعاصر بهذا فيقول : إن ميمون القداح
كان فيلسوفا وعالما من أنبغ العلماء ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية وعلى يده ويد
أولاده وأحفاده ازدهرت هذه الحركة في دور الستر الأول ".
_ ويحدثنا المؤرخ المقريزي عن اساليب اسرة ميمون القداح في الدعوة فيقول " كان لميمون القداح
إبن يسمى عبد الله وكان عالما بالشرائع والسنن والمذاهب وقد وضع سبع دعوات يتدرج بها الإنسان حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحيا لا يرجو ثوابا ولا يخاف عقابا وكان يدعو الى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق حتى اشتهر (عبدالله) وصار له دعاة فجاء إلى البصرة ففضح أمره ففر منها إلى سلمية ب(سوريا) وولد له بها إبن سماه أحمد الذي قام من بعد موت أبيه فبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فالتقى بها بأحمد إبن الأشعث المعروف بقرمط ودعا إلى مذهبه فأجابه وإلى قرمط هذا تنسب القرامطة .
_ وإذا كان ميمون القداح وأسرته وراء هذه الدعوة فإنهم خططوا لها ورتبوا أمرها وتدرجوا بها من
اليمن والبحرين وشمال إفريقيا حتى أقاموا لها دولة في مصر حملت لواء الدعوة كما سنرى .
1_الدعوة إلى المذهب في اليمن :
حاول دعاة الإسماعيلية أن يتلمسوا لدعوتهم أماكن بعيدة عن أعين العباسيين واختاروا اليمن
لإمكانية تأثر أهلها بهذه الدعوة ، وخير من قام بهذه المهمة هو الحسن بن فرج بن حوشب والذي
انضم إليه علي بن الفضل الجدني فقاما بالدعوة ومهدا الطريق لها.
وقد تظاهر علي بن الفضل بالزهد والتقشف وكثرة الصوم والصلاة والتعبد ليلا نهارا في بطون الأودية حتى تمكن من استجلاب قلوب الرعاع من أهل يافع فصاروا يأتونه بالطعام ولا يأكل إلا يسيرا ورفض السكنى معهم وأخيرا أجاب طلبهم بشرط أن يعاهدوه على عدم مخالفة أمره ثم بدأ
بعد ذلك بالتوسع في المدن المجاورة حتى قوي عوده وتدرج بالناس في الدعوة من مرحلة لأخرى حتى أظهر في النهاية أفكاره وعقائده الإلحادية فأعلن عقائده الكفرية وأحل المحرمات وخرب الكثير من المساجد ثم ادعى النبوة وأحل لأصحابه شرب الخمر ونكاح البنات والأخوات ولما احتل مدينة الجند (جنوب صنعاء) سنة 292 هجري صعد المنبر وقال أبياته المشهورة ،كما ذكرها البهاء الجندي في كتاب السلوك وهي :
خذي الدف ياهذه واضربي وغني هزارك ثم اطربي
تولى نبي بني هاشم وجاء نبي بني يعرب
أحل البنات مع الأمهات ومن فضله زاد حل الصبي
لكل نبي مضى شرعه وهذي شريعة هذا النبي
فقد حط عنا فروض الصلاة وحط الصيام ولم يتعب
إذا الناس صلوا فلا تنهضي وإن صاموا فكلي واشربي
ولا تطلبي السعي عند الصفا ولا زورة القبر في يثرب
ولا تمنعي نفسك المعزبين من الأقربين مع الأجنبي
فمن أين حللت للأبعدين وصرت محرمة على الأب
أليس الغراس لمن أسسه وسقاه في الزمن المجدب؟
وما الخمر إلا كماء السماء حلال فقدست من مذهب
_ وقد بنى دارا واسعة جمع فيها من تابعه من نساء ورجال متزينين متطيبين ثم توقد الشموع بينهم ساعة ثم تطفأ ويضع كل واحد من الرجال يده على أي امرأة ويقع عليها ولو كانت من محارمه وبقي ابن الفضل يعيث فسادا حتى مات مسموما سنة 303 هجري .
2_ الدعوة إلى المذهب في العراق والبحرين :
وهناك حيث رفع القرامطة شعار الدعوة إلى الإسماعيلية على يد الفرج بن عثمان القاشاني الذي أسس لأتباعه دعوة ومسلكا يسلكونه .
والذي استمال معه في دعوته حمدان ابن الأشعث الملقب بقرمط وهو الذي استلم زمام الأمور بعد القاشاني ، وبعدها عرفت الدعوة بإسمه (القرامطة) والتي اجتاحت بدورها البحرين التي كان فيه داعيتهم الحسن بن بهرام المعروف بأبي سعيد الجنابي ، حيث قاموا بإرهاب قوافل الحجيج ودخلوا مكة ؟أثناء موسم الحج وانتزعوا الحجر الأسود وأخذوه إلى عاصمتهم هجر (البحرين) بعد أن ذبحوا الألوف من الحجاج .
حيث يروى ابن كثير في هذه الحادثة :أنه عندما جلس أبو طاهر القرمطي يومها على باب الكعبة والرجال تصرع حوله يوم التروية ويقول :
أنا الله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا
ولكن الحركة القرمطية ما لبثت أن انقلبت على الحركة الإسماعيلية ففي سلمية نقضوا البيعة وخلعوا الطاعة على الإمام الإسماعيلي واقتحموا دور الأئمة وسلبوا أموالهم وقتلوا بعض أفراد الأسرة وكان وقتها إمام الإسماعيلية عبيد الله المهدي الذي هرب مع بعض أفراد أسرته إلى الرملة فتبعه القرامطة ففر الى فسطاط مصر ثم بعد أسابيع إلى شمال أفريقية وهناك أظهر نفسه وأعلن إمامته ودعوته .
* يقول المعاصر الإسماعيلي عارف تامر عن هذه الحركة " نستطيع أن نقول ونحن مطمئنون أن القرامطة إسماعيليون لحما ودما وعقيدة " .
3_ الدعوة إلى المذهب في المغرب :
بعد أن استقرت أوضاع إبن حوشب في اليمن امتد نظره الى المغرب حيث أرسل الداعي أبا سفيان والداعي الحلواني غير أنهما توفيا سريعا . فعهد ابن حوشب الى أبي عبد الله الشيعي للقيام بالدعوة الإسماعيلية في المغرب وأنه المهدي المنتظر واستطاع أن يكسب تأييد قبيلة كتامة إذ بايعه شيوخها على الدفاع عنه وعن إمامه وأن يأتمروا بأمره في دينهم ودنياهم فاستطاع بذلك أن يمهد لتأسيس الدولة الفاطمية (العبيدية) بالمغرب بعد أن أرسل في طلب عبيد الله المهدي سنة 297 هجري تقريبا .
وعبيد هذا هو سعيد بن الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون بن القداح الديصاني ويعتبر والد الخلفاء الباطنية العبيدية الفاطمية .
حيث أخرج أبو عبد الله الشيعي عبيدا هذا من أيدي العباسيين الذين كانوا قد سجنوه . فبعد إخراجه من السجن أعلن أبو عبد الله الشيعي في قبيلة كتامة أن عبيد الله إمامكم إمام الحق المهدي المنتظر .
* حيث روى ابن الأثير فقال " أن عبيد الله وأتباعه حاولوا إرغام الناس على اعتناق العقيدة الإسماعيلية فمن وافقهم أحسنوا إليه ومن أبى حبسوه ولم يؤمن معه إلا بعض الناس وقتل كثيرا ممن لا يوافقهم على قولهم " .
4_ الدعوة إلى المذهب في مصر :
فبعد أن مهد عبيد الله لدعوته بالمغرب اتجه إلى مصر فأرسلوا جيوشهم بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة 358 _ وقيل 363 هجري .
فبنى فيها مدينة القاهرة وجعلها عاصمة له وبنى جامع الأزهر الذي كان مركزا علميا لقيادة الدعوة الإسماعيلية .
* وقد تعاقب على الدعوة العبيدية الفاطمية الإسماعيلية عدد من الأئمة جاءوا على النحو التالي :
عبيد الله المهدي (297_322 هجري)
القائم بأمر الله أبو القاسم محمد (322 _ 334 هجري)
المنصور بالله أبو الظاهر إسماعيل ( 334 _ 341 هجري )
المعز لدين الله أبو تميم ( 341 _ 365 هجري ) وفي عهده انتقلت الدولة الفاطمية إلى مصر 363
العزيز بالله ( 365 _ 386 هجري )
الحاكم بأمر الله ( 386 _ 411 هجري ) وفي عهده أعلن أحد الدعاة الإسماعيليين مذهبا جديدا انشق به عن الإسماعيلية سنة 408 حيث نادى بألوهية الحاكم بأمر الله وعرف هذا المذهب بالدرزية
الظاهر أبو الحسن علي ( 411_ 427 هجري )
المستنصر بالله ( 427 _ 487 هجري ) الذي بعد وفاته انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين .
وهذا ما سنتحدث عنه في الحلقة القادمة إن شاء الله ، إنقسام الإسماعيلية
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 03-09-2010 الساعة 12:49AM
رد مع اقتباس