عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-04-2010, 04:05AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي [الحلقة الثانية] من هم الإسماعيلية ؟

[الحلقة الثانية] من هم الإسماعيلية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد :
فهذه هي الحلقة الثانية من هذه السلسلة التي نتكلم فيها عن الإسماعيلية ونتواصل الحديث عنها وهي إحدى فرق الروافض ( الشيعة )المنتشرة في أغلب أنحاء العالم .
وكنا قد ذكرنا في الحلقة الأولى جذور الباطنية بشكل عام . ونشأة هذه الفرقة ( الإسماعيلية )
وألقابها التي عرفت بها .
ونتكلم إن شاء الله في هذه الحلقة عن جذور هذه الفرقة (الإسماعيلية ) وعلاقتهم ببعض المذاهب
والديانات .
أولا : جذور الفكر الإسماعيلي :
إذا كان جذر الإعتقاد الباطني بدأ مع عبد الله بن سبأ ، فإن جذور هذه الفرقة تبدأ في شخصيتين قياديتين هما :
1 _ اسماعيل بن جعفر : ويعرف بالأعور وكان أكبر أولاد جعفر الصادق وأحبهم إلى أبيه وقد توفي في حياة أبيه ودفن في البقيع سنة ( 145 _ وقيل 138 هجري ) والأول أرجح .
2 _ أبو الخطاب : وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي يكنى بأبي الخطاب وأبو إسماعيل وقد كان يقول أن لكل شيء من العبادات باطنا ، وبقي على ضلاله حتى قتله عيسى بن موسى والي الكوفة من قبل العباسيين سنة 143 .
وهما اللذين سعيا معا لتأسيس حركة تتخذ من التشيع طريقا سهلا للخروج على تعاليم الإسلام وهدم كيانه .
_ وقد كان أبو الخطاب الأسدي أستاذا ل ( المفضل الجعفي ) الذي كان بدوره وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة التي أسس عليها فرقته النصيرية ( العلوية ) .
_ وكان ابو الخطاب الأسدي أستاذا ل ( إسماعيل بن جعفر وإبنه محمد ) وزميلا مخلصا
لميمون القداح وإبنه وهم الذين بدورهم عملوا بشكل فعال على إنطلاقة الحركة الباطنية بثوبها (الإسماعيلي)
التي انبثقت منها أكثر الحركات الباطنية كالدروز والقرامطة .........
* ويجدر هنا أن نقف على ماأرخه إبن الأثير عن بداية التخطيط لهذه الحركة ومن كان وراءها :
"لما يئس أعداء الإسلام من إستئصاله بالقوة أخذوا بوضع الأحاديث المكذوبة والتشكيك في الدين لدى ضعاف
العقول ، فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب وميمون القداح وغيرهما ، فألقوا إلى من وثقوا بهم أن لكل شيء من
العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئا ، وأباحوا
لهم نكاح الأمهات والأخوات وإنما هذه قيود للعامة تسقط عن الخاصة ، وكانوا يظهرون التشيع لآل البيت ليستروا
أمرهم ويستميلوا العامة ، فتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة وتعلموا الشعبذ ة والنارنجيات
والزور والنجوم والكيمياء . فهم يحتالون على كل قوم بما يتفق معهم ، وعلى العامة بإظهار الزهد " إنتهى كلامه رحمه الله .
وبعض الإسماعيلية يرجعون نشأتهم إلى إسماعيل إبن إبراهيم الخليل .
وبعضهم الآخر إلى بدء الخليقة والقول بإستمراريتها مدى الحياة فهذا مصطفى غالب المعاصر يقول "وهي بإعتقادي نظرة أزلية عاشت في دم الإنسانية منذ بدء الخليقة وستبقى ما دامت الحياة ".
ومصطفى غالب وعارف تامر المعاصران الإسماعيليان يدعيان أن واضع أسس وخطط الباطنية هو
الإمام جعفر الصادق وإبنه إسماعيل ومثله يقول عارف تامر : بأن جعفر الصادق وإبنه إسماعيل هما من المخططين لهذه الحركة اللذين وضعا بذرتها الأولى .
وكلاهما أي مصطفى وعارف قد افتريا على جعفر الصادق وهو منهم براء .
ثانيا _ علاقة الإسماعيلية ببعض المذاهب والديانات :
1_ علاقتهم باليهودية والنصرانية :
فأول بذرة لليهودية -كما ذكرنا- عن عبدالله بن سبأ الذي تظاهر باعتناق الإسلام فأدى دوره الخبيث بإنكار
موت علي ورجوع النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذه النظرية-نظرية الرجعة- التي قالت بها الشيعة عموما والإسماعيلية خصوصا هي في الأصل( معتقد يهودي تسرب عن طريق ابن سبأ الذي قال :لعجب من يزعم أن عيسى يرجع ،
ويكذب بأن محمدا يرجع ،
وقد قال الله عز وجل "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد"الآية فمحمد أحق بالرجوع من عيسى ، ثم تحول بمقولته هذه إلى علي بن أبي طالب الذي اختاره ابن سبأ ليكون قطبا لرحى أفكاره ليدور مايدور برأسه من آراء وأفكار هدامة ).
كما نلاحظ أثرا نصرانيا في تنظيم أمور الدعوة الإسماعيلية : فرتبواالدعاة على غرار رجال الكنيسة
المسيحيين كداعي الدعاة والداعي المطلق وداعي البلاغ ...
2_ علاقتهم بالفرس والمجوس :
نتيجة للمد الإسلامي وقضائه على ممالك الفرس والروم فقد حقد قادة تلك الممالك على الإسلام واستخدموا كل وسائل المكر والكيد للقضاء عليه فأثاروا الفتن والدسائس وأشاعوا العقائد المناهضة للإسلام كالتجسيم والتشبيه والحلول والتناسخ والقول بالوصية والرجعة ...
*وكان للمجوس وللوثنية تأثيرا على الفرق الباطنية عموما والإسماعيلية خصوصا حيث ذكر البغدادي : أن الذين وضعوا أساس الباطنية كانوا من أولاد المجوس ووجه الإستشهاد أن معتقد المجوس في الإله و القول بإلهين يدبران الكون هما إله النور وإله الظلمة وهذا القول يعبر عنه الإسماعيليون بالسابق والتالي فهما المدبران للكون ، فالفكر موجود وإن اختلف التعبير واللفظ .
وإلى هذا ذهب الغزالي أيضا وأشار إلى أن القضية قضية تبديل بالعبارات .
*وكان للفرس تأثيرا كبيرا على الشيعة عموما ويقول د.أبو زهرة : ومن الواضح أن أكثر أهل فارس من الشيعة وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس .
3_علاقتهم بالفلسفة اليونانية :
كما ذكر البغدادي عندما ساق رسالة عبد الله بن الحسين إلى قائده سليمان بن الحسن الجنابي وذلك في قوله :" وإذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة معولنا وإنا وإياهم مجمعون على رد نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم "
ويقول الشهرستاني " إن الباطنية القديمة قد خلطوا كلامهم ببعض كلام الفلاسفة وصنفوا كتبهم على هذا المنهاج " .
_كما يتضح من كتاب الينابيع للسجستاني وكتاب راحة العقل للكرماني فالأثر الفلسفي اليوناني واضح جدا رغم استخدام الإسماعيلية لبعض المصطلحات الإسلامية .
_ويذكر في مكان آخر بأن نظرية الفيض الأفلاطوني أثرت تأثيرا بالغا في العقائد الإسماعيلية ، وما نظام الأدوار النبوية التي قالوا بها إلا صورة تاريخية لنظرية الفيض الكوني التي وضحتها هذه الفلسفة .
_ويقول أحد المعاصرين الإسماعيليين وهو عارف تامر : أن الإسماعيلية من أنجب التلاميذ الذين درسوا الفلسفة اليونانية دراسة واقعية وأخذوا عنها الأفكار والنظريات وطبقوها وحوروها في مجتمعهم .
الخلاصة :
من خلال هذا العرض نجد أن الإسماعيلية قد شربت وارتوت من موارد هذه الديانات والمذاهب الفكرية وبخاصة الفلسفي منها وقد يعتبر أقوى تلك المؤثرات وهي بذلك تريد اقتلاع جذور الإسلام ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون .
فقد قيل سابقا بأن ملة الكفر واحدة فنجد كيف أن الإسماعيلية مما سبق في هذه الحلقة
أنها تعاونت واستقت من كل ملل الكفر ( اليهودية ، والنصرانية ، والمجوسية ،
والفلاسفة على اختلاف فلسفاتهم الإلحادية ......... إلخ )
ولا ضير عند القوم من التعاون مع أي أحد يكون له نفس المأرب وهو هدم الإسلام الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام
وأصحابه من بعده ومن سار على نهجهم .
فنسأل الله الثبات
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 03-09-2010 الساعة 12:50AM
رد مع اقتباس