عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 17-04-2015, 08:25PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 33 )


[ المتن ] :


ـ إثبات الاسم لله ونفي المثل عنه



وقوله‏:‏ ‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا‏}‏ ‏{‏وَلَمْ
يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ ‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللَّهِ‏}‏‏.‏



[ الشرح ]:

{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‏}‏ البركة لغة النماء والزيادة‏.‏ والتبرك‏:‏ الدعاء بالبركة‏.‏ ومعنى ‏{‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ‏}‏ تعاظم أو علا
وارتفع شأنه‏.‏

وهذا اللفظ لا يطلق إلا على الله ‏{‏ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ‏}‏ تقدم تفسيره في آيات إثبات الوجه‏.‏


قوله‏:‏ ‏{‏فَاعْبُدْهُ‏}‏ أي‏:‏ أفرده بالعبادة ولا تعبد معه غيره‏.‏ والعبادة لغة‏:‏ الذل والخضوع، وشرعًا‏:‏ اسم جامع لما
يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة‏.‏ ‏

{‏وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ‏}‏ أي‏:‏ اثبت على عبادته ولازمها واصبر على مشاقها ‏{‏هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا‏}‏ الاستفهام للإنكار،
والمعنى أنه ليس له مثل ولا نظير حتى يشاركه في العبادة‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ الكفء في لغة العرب‏:‏ النظير، أي‏:‏ ليس له نظير ولا مثيل ولا شريك من
خلقه‏.‏


قوله‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا‏}‏ الند في اللغة‏:‏ المثل والنظير والشبيه، أي‏:‏ لا تتخذوا لله أمثالًا ونظراء تعبدونهم معه
وتساوونهم به في الحب والتعظيم‏.

‏ ‏{‏وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ‏}‏ أنه ربكم وخالقكم وخالق كل شيء وأنه لا يد له يشاركه في الخلق‏.‏
‏{‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاد‏}‏ لما فرغ سبحانه من ذكر الدليل على وحدانيته في الآية التي قبلها،
أخبر أنه مع هذا الدليل الظاهر المفيد لعظيم سلطانه وجليل قدرته وتفرده بالخلق أخبر أنه مع ذلك قد وجد
في الناس من يتخذ معه سبحانه ندًا يعبده من الأصنام العاجزة ‏{‏يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ‏}‏ أي‏:‏ أن هؤلاء الكفار
لم يقتصروا على مجرد عبادة تلك الأنداد بل أحبوها حبًا عظيمًا وأفرطوا في حبها كما يحبون الله، فقد
سووهم بالله في الخلق والرزق والتدبير‏.‏



الشاهد من الآيات‏:‏ أن فيها إثبات اسم الله وتعظيمه وإجلاله‏.‏ وفيها نفي السمي والكفء والند عن الله سبحانه
وهو نفي مجمل، وهذه في الطريقة الواردة في الكتاب والسنة فيما ينفي عن الله تعالى وهي أن ينفي عن الله
ـ عز وجل ـ كل ما يضاد كماله الواجب من أنواع العيوب والنقائص‏.



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf






رد مع اقتباس