عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 15-04-2015, 12:35AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 30 )


13 ـ إثبات السمع والبصر لله تعالى


[ المتن ] :

وقوله‏:‏ ‏{‏قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ‏}‏
وقوله‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء‏}‏ ‏{‏أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم
بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى‏}‏ ‏{‏الَّذِي يَرَاكَ
حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏}‏ ‏{‏وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ‏}‏


[ الشرح ]:

‏{‏قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي‏}‏ وهي خولة بنت ثعلبة ‏{‏تُجَادِلُكَ‏}‏ أيها النبي أي تراجعك الكلام في شأن ‏{‏زَوْجِهَا‏}‏
وهو أوس بن الصامت وذلك حين ظاهر منها‏.‏



‏{‏وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ‏}‏‏:‏ معطوف على ‏{‏تُجَادِلُكَ‏}‏ وذلك أنه كلما قال لها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏
‏(‏قد حرمت عليه‏)‏ قالت‏:‏ والله ما ذكر طلاقًا، ثم تقول‏:‏ أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي وأن لي صبية صغارًا إن
ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا‏.‏ وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول‏:‏ اللهم إني أشكو إليك‏.‏

‏{‏وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا‏}‏ أي‏:‏ تراجعكما في الكلام‏


.‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ‏}‏ يسمع كل الأصوات ويبصر ويرى كل المخلوقات، ومن جملة ذلك ما جادلتك
به هذه المرأة‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء‏}‏ هم قوم من اليهود قالوا هذه المقالة لما
أنزل الله‏:‏ ‏{‏مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا‏}‏ الآية ‏(‏245‏)‏ من سورة البقرة، قالوا ذلك تمويها على
ضعفائهم لا أنهم يعتقدون ذلك لأنهم أهل كتاب، وإنما قالوا ذلك ليشككوا في دين الإسلام‏.‏



وقوله‏:‏ ‏{‏أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ‏}‏ ما يسرون به في أنفسهم أو ما يتحادثون به سرًا في مكان خال‏.‏


‏{‏وَنَجْوَاهُم‏}‏ أي‏:‏ ما يتناجون به فيما بينهم‏.
والنجوى‏:‏ ما يتحدث به الإنسان مع رفيقه ويخفيه عن غيره‏.‏ ‏{‏بلى‏}‏ نسمع ذلك ونعلم به‏.‏ ‏{‏وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ
يَكْتُبُونَ‏}‏ أي‏:‏ الحفظة عندهم يكتبون جميع ما يصدر عنهم من قول أو فعل‏.‏



وقوله‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي مَعَكُمَا‏}‏، يقول تعالى لموسى وأخيه هارون ـ عليهما السلام ـ لما أرسلهما إلى فرعون‏:‏ ‏{‏إِنَّنِي مَعَكُمَا‏}‏
أي‏:‏ بحفظي وكلاءتي ونصري لكما‏.‏ ‏{‏أَسْمَعُ وَأَرَى‏}‏ أي‏:‏ أسمع كلامكما وكلام عدوكما وأرى مكانكما
ومكانه وما يجري منكما ومنه‏.‏ وهذا تعليل لقوله‏:‏ ‏{‏لا تَخَافَا‏}‏‏.‏



قوله‏:‏ ‏{‏أَلَمْ يَعْلَمْ‏}‏ أبو جهل حينما نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصلاة ‏{‏بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى‏}‏ أي‏:‏
أما علم أن الله يراه ويسمع كلامه وسيجازيه على فعله أتم الجزاء‏.‏ والاستفهام للتقريع والتوبيخ‏.‏



قوله‏:‏ ‏{‏الَّذِي يَرَاكَ‏}‏ أي‏:‏ يبصرك ‏{‏حِينَ تَقُومُ‏}‏ للصلاة وحدك ‏{‏وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ‏}‏ أي‏:‏ ويراك إن
صليت في الجماعة راكعًا وساجدًا وقائمًا ‏{‏إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ‏}‏ لما تقوله ‏{‏الْعَلِيمُ‏}‏ به‏.‏



قوله‏:‏ ‏{‏وَقُلِ اعْمَلُواْ‏}‏ أي‏:‏ قل يا محمد لهؤلاء المنافقين‏:‏ ‏{‏اعْمَلُواْ‏}‏ ما شئتم واستمروا على باطلكم
ولا تحسبوا أن ذلك سيخفى

.‏ ‏{‏فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ ستظهر أعمالكم للناس وترى في الدنيا ‏{‏وَسَتُرَدُّونَ‏}‏ بعد الموت
‏{‏إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ فيجازيكم على ذلك‏.‏



الشاهد من الآيات الكريمة‏:‏ في هذه الآيات وصف الله سبحانه بالسمع والبصر وأنه تعالى يسمع ويبصر حقيقة
على ما يليق به منزه عن صفات المخلوقين ومماثلتهم، فالآيات صريحة في إثبات السمع والبصر حيث جاء
فيها إثبات السمع لله بلفظ الماضي والمضارع واسم الفاعل سمع ويسمع وسميع‏.‏ ولا يصح في كلام العرب
أن يقال لشيء هو سميع بصير إلا وذلك الشيء يسمع ويبصر هذا هو الأصل فلا يقال‏:‏ جبل سميع بصير
لأن ذلك مستحيل إلا لمن يسمع ويبصر‏.‏





------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس