عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-08-2015, 07:49AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي 【 لا يؤخذ العلم إلاَّ عَن الأكابر 】

بسم الله الرحمن الرحيم




【 لا يؤخذ العلم إلاَّ عَن الأكابر 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -




السؤال:

لقد كثُر المنتسبون الى الدعوة في هذه الأيام إما يتطلب معرفة وتعيين الحقيقين من أهل العلم لتوجيه الأمة وشبابها الى منهج الحق والصواب فمن هم العلماء الذين تنصح الشباب بالاستفادة منهم ومتابعة دروسهم وأشرطتهم المسجلة وأخذ العلم عنهم والرجوع اليهم في المهمات والنوازل وأوقات حدوث الفتن؟


الشيخ:

الدعوة الى الله أمرٌلا بد منه والدين إنما قام على الدعوة والجهاد بعد العلم النافع ،العلم هو الأصل العلم النافع هو الأصل ثم الدعوة ثم الجهاد {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر : 3]


الإيمان: يعني العلم لله -سبحانه وتعالى- وبأسمائه وصفاتهِ وعبادته
والعمل الصالح : يكون فرعًا عن العلم النافع لان العمل لا بد أن يؤسس على علم ،
فالدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح بين المسلمين هذا أمرٌ مطلوب ولكن ما كلٌ يحسنُ أن يقوم بهذه الوظائف ،


هذه الأمور لا يقوم بها إلا اهل العلم وأهل الرأي الناضج لا يقوم بها أي واحد من الناس لأنها أمور ثقيلة وأمور مهمة لا يدخل ويقوم بها إلا من هو مؤهلٌ للقيام بها،
والمصيبة اليوم أن باب الدعوة صار بابًا واسعًا كلٌ يدخل منه ويتسمّى بالدعوة وقد يكون جاهلًا لا يحسن الدعوة فيفسد أكثر مما يُصلح قد يكون متحمسًا يأخذ الامور بالعجلة والطيش فيتولّد عن فعلهِ من الشرور أكثر مما عالج وما قصد إصلاحه بل ربما يكون ممن ينتسبون الى الدعوة من لهم أهواء وأغراض يدعون إليها ويريدون تحقيقها على حساب الدعوة.


ربما أن بعضهم يريد تضليل الناس والتشويش على أفكار الشباب بسم الدعوة وبسم الغيرة للدين وهو يقصد خلاف ذلك يقصد الانحراف بالشباب والانحراف بأفكار الناشئة وتنفير الشباب عن مجتمعهم وعن ولاة أمورهم وعن علمائهم يأتيهم بطريق النصيحة وبطريق الدعوة بالظاهر وهذا قصده في الباطن.


كحال المنافقين في هذه الأمة الذين يريدون بالناس الشر في صورة الخير ، أضرب لذلك مثلًا في أصحاب مسجد الضرار، أصحاب مسجد الضرار بنوا مسجدًا الصورة والظاهر للناس انه مسجد وعملٌ صالح وطلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يصلي فيه من اجل ان يُرغب الناس به ويُقرهُ ولكن الله عَلِمَ من نيات أصحابه أنهم يريدون بذلك الاغرار بالمسلمين ويريدون بذلك الضرار بمسجد قبا اول مسجد أسس على التقوى ويريدون أن يفرقوا جماعة المسلمين الذين كانوا يجتمعون بمسجد قُبا فبين الله لرسوله مكيدة هؤلاء وانزل قوله تعالى (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ [107] لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين[ َ108]} [سورة التوبة ]


فبين لنا من هذه القصة العظيمة ان ما كل من تظاهر بالخير والعمل الصالح يكون صادقًا فيما يفعل.
وإنما يقصد من وراء ذلك امورًا أخرى عكس ما يظهر، فالذين ينتسبون الى الدعوة اليوم فيهم مضللون يريدون الانحراف بالشباب يريدون صرف الناس عن الدين الحق يريدون تفريق جماعة المسلمين يريدون الايقاع في الفتنة فالله سبحانه وتعالى حذرنا من هؤلاء {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [سورة التوبة : 47]


فليس العبرة بالإنتساب وبما يظهر بل العبرة بالحقائق وبعواقب الامور وبالاشخاص الذين ينتسبون الى الدعوة
يجب ان يُنظر فيهم اين درسوا ؟ ومن اين اخذوا العلم واين نشأوا ؟ وماهي عقيدتهم ؟
وتنظر أعمالهم وآثارهم في الناس ماذا أنتجوا من الخير وماذا ترتب على أعمالهم من الإصلاح يجب أن تُدرس أحوالهم قبل أن يُغتر بأقوالهم ومظاهرهم هذا أمرٌ لا بد منه .


خصوصًا في هذا الزمان الذي كثُر فيه دعاة الفتنة ، النبي -صلى الله عليه وسلم - وصف هؤلاء دعاة الفتنة بأنهم قوم يتكلمون بألسنتنا قومٌ من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا والنبي-صلى الله عليه وسلم- لما سُئِل عن الفتن قال دُعاة على أبواب جهنم من أطاعهم ،دعاة سمّاهم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها


فعلينا أن نتنبه لهذا ولا نحشد في الدعوة كل ما هبّ ودبّ وكل من قال فيها انا ادعو الى الله وهذه جماعة تدعوا الى الله لا بد من النظر في واقع الامر ولابد من النظر في واقع الأفراد والجماعات فإن الله -سبحانه وتعالى - إنما قيد الدعوة الدعوة الى الله الدعوة الى سبيل الله قال تعالى {قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ} [سورة يوسف : 108]


ادعو الى الله دل على أن هناك أناس يدعون الى غير الله -سبحانه وتعالى ، الله -سبحانه وتعالى- أخبر أن الكفار يدعون الى النار قال -سبحانه وتعالى {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُوا ۚ وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ۗ أُولَٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ۖ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ ۖ } [سورة البقرة : 221]


فالدعاة يجب أن يُنظر في شأنهم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهّاب -رحمه الله- على هذه الآية "قل هذه سبيلي ادعو الى الله" قال فيه الاخلاص فإن كثيرًا من الناس إنما يدعو الى نفسه ولا يدعو الى الله -عز وجل-.

السائل:

ويقول في السؤال ما هي أوصاف العلماء الذين يُقتدى بهم؟


الشيخ:

أوصاف العلماء الذين يُقتدى بهم
هم أهل العلم لله -سبحانه وتعالى- الذين تفقهوا في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
وتحلوا بالعلم النافع وكذلك يتحلون بالعمل الصالح
يعني الذين يُقتدى بهم هم الذين جمعوا بين الأمرين بين العلم النافع والعمل الصالح
فلا يُقتدى بعالم لا يعمل بعلمه ولا يُقتدى بجاهل ليس عنده علم ،
لا يُقتدى إلا بمن جمع بين الأمرين العلم النافع والعمل الصالح .



وبالنسبة من يُقتدى بهم في بلادنا ومن تنقل أشرطتهم ودروسهم وهم كثيرون ولله الحمد ، معروفون عند الناس لا يجهلهم أحد لا الحاضرة ولا البادية ولا الكبار ولا الصغار يعرفون اهل العلم الذين يُصدر عن أقوالهم ويُقتدى بأفعالهم هم القائمون بأعمال هذه الأمة من الفتوى والقضاء والتدريس وغير ذلك الذين عُرِفَ عنهم العلم وعُرِفَ عنهم التُقى والورع


- وعلى رأس علماءنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
فإنه رجل مَنَّ الله -سبحانه وتعالى- عليه بالعلم الغزير والعمل الصالح والدعوة الى الله والإخلاص والصدق وما لا يخفى على كل أحد وهو ولله الحمد صدر عنه خيرٌ كثير من الكتابات ومن المؤلفات ومن الأشرطة ومن الدروس،


- وكذلك العلماء الذين يفتون في برنامج نورٌ على الدرب هؤلاء أيضًا الأمة ولله الحمد تقتنع من فتاواهم وتصدر عن فتاواهم لما جربت عليهم من الفتاوى الصائبة والأقوال النافعة.

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ،
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ،
أصحاب الفضيلة القضاة لأنه لا يشتغل بالقضاء ويترك الناس منه في أموالهم ودمائهم وفروجهم إلا وهم يثقون بعلمهِ وعملهِ ،



القضاة في المحاكم أيضًا ممن يوثق بهم لأن ولي الأمر إئتمنهم والأمة أيضًا إئتمنتهم على هذه الأمور
- كذلك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة
فضيلة الشيخ عبد المحسن العبّاد ،
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي
كذلك فضيلة الشيخ صالح السحيمي
كذلك فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي ،



- إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة والإخلاص والرد على من يريدون الأنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح سواءً عن قصدٍ أو عن غير قصد هؤلاء لهم تجارب ولهم خبرة ولهم سبرٌ للأقوال ومعرفة الصحيح من السقيم فيجب أن تروّج أشرطتهم ودروسهم وأن يُنتفع بها لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين وكل عالم لم يُجرب عليه خطأ ولم يُجرب عليه…….


المصدر :


لا يؤخذ العلم إلاَّ عَن الأكابر

http://safeshare.tv/w/BbNrSDgXio











.
رد مع اقتباس