عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 01-06-2015, 09:43AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح مقدمة التفسير ( 79 )


للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -



المتن :

وقد وافقهم على ذلك متأخروا الشيعة؛ كالمفيد، وأبي جعفر الطوسي وأمثالهما.


الشرح :

عبر الشيخ ـ رحمه الله ـ هنا بالشيعة وكان فيما سبق يعبر بالروافض، فهم شيعة بحسب قولهم إنهم شيعة لعلي بن
أبي طالب، وهم روافض

لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين رحمه الله حين اجتمعوا إليه، وقالوا: ما تقول في أبي بكر وعمر فأثنى عليهما
خيرا وقال هما وزيرا جدي، يعني بجده الرسول عليه الصلاة والسلام. فلما قال ذلك رفضوه واعتزلوه ومن ثم
سموا رافضة.


والحقيقة أن أهل السنة والجماعة هم شيعة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومن آمن من آل البيت؛ لأن
المؤمن هو ولي لكل مؤمن، قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) (التوبة: 71) ، فكل من
كان أكثر إيمانا بالله عز وجل، فإنه أكثر ولاية للمؤمنين من آل البيت ولغيرهم، وعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ
برئ مما ينسب إليه من هذه الأقوال الباطلة، بل إنه ـ رضي الله عنه ـ حرق غاليتهم بالنار، لما جاءوا إليه وقالوا له:
أنت الله ـ نعوذ بالله ـ فما صبر، وأمر بالأخاديد فخدت وبالحطب فجمع ثم ألقاهم في النار شر قتلة، والعياذ بالله
لأنهم جعلوه إلهاً، والذين لا يجعلونه إلها باللفظ قد

يجعلونه إلهاً بالمعنى، ويعتقدون أنه مدبر للكون، وأنه ما من ذرة في الأرض ولا في السماء إلا والذي يدبرها علي بن أبي
طالب قطب الأقطاب.


وعلى كل حال فنحن نقول: نشهد الله عز وجل على محبة المؤمنين من آل البيت، ونرى أن المؤمن من آل البيت
له حقان علينا: الحق الأول: إيمانه، والثاني: قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونرى أنهم ما شرفوا إلا لقربهم
من الرسول عليه الصلاة والسلام، وليس الرسول هو الذي شرف بهم؛ بل هم شرفوا بقربه، ونرى أيضا أنهم مراتب ومنازل،
وأنهم وإن تميزوا بهذه الخصيصة -وهي القرب من الرسول عليه الصلاة والسلام- فلا يعني ذلك أن لهم
الفضل المطلق على من فضلهم في العلم والإيمان، فأبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم هؤلاء أفضل من علي
بن أبي طالب الفضل المطلق، وإن كان علي ابن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يمتاز عنهم في بعض الخصوصيات،
لكن هذا لا يلزم منه التفضيل المطلق؛ لأن هناك فرقا بين الإطلاق وبين التقييد.


وبالنسبة لإحراقهم بالنار فهو ـ رضي الله عنه ـ رأى أن هذا أعظم عقوبة، مثل ما فعل أبو بكر رضي الله عنه في الأمر
بتحريق اللوطي، وإن كان الإنسان قد يخفى عليه بعض الشيء أحيانا، ولهذا قال ابن عباس: لو أنه في مقام علي بن
أبي طالب لقتلهم؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم: ((من بدل دينه فاقتلوه)) وما أحرقتهم بالنار؛ لأن النبي صلي الله عليه
وسلم نهى أن يعذب بالنار ، فقيل إنه قال: ما أسقط ابن أم الفضل على الهنات يعني على العيب والخطأ.




* * * * * * * *


شرح مقدمة التفسير
لشيخ الإسلام ابن تيمية

لفضيلة الشيخ العلامة /
محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى -

الرابط المباشر لتحميل الكتاب:

http://www.archive.org/download/waq19756/19756.pdf







رد مع اقتباس