عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-01-2015, 01:07PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (06)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-


قوله : ((الثالثة : الدعوة إليه ))

الشرح :

الدعوة إلى الله الدعوة إلى الإسلام .

قوله : ((الرابعة : الصبر على الأذى فيه ، والدليل قوله تعالى : ( والعصر * إن الإنسان لفي
خسر * إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( (.قال الإمام
الشافعي رحمه الله تعالى : < لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم > ))



الشرح :

وتواصوا بالحق ، الحق ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام ، والحق لا يتعدد ، واحد ،
وتواصوا بالحق يدعوا بعضهم بعضاً إلى الحق إلى العقيدة ، إلى تصحيح العقيدة ،
إلى تصحيح العبادات ، إلى تصحيح المعاملات ، إلى التقيد بالشريعة في عبادتهم
وأحكامهم واقتصادهم وسياستهم وجميع أعمالهم .



( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ، وأن يدعون هذه الدعوة العامة الشاملة ويحاول أن
يتقيد الناس بالدين الإسلامي الذي جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام في عقيدتهم في
عبادتهم في معاملتهم في سياستهم واقتصادهم وغير ذلك ، لابد أن يؤذى ولا بد ، ولكن
الله لطيف في باب الإنذاء ، يلطف بعباده إذا علم الله من العبد الصلابة والقوة في
إيمانه إبتلاه إبتلاءاً عظيماً وسلط عليه أعداءه ليصفه وليرفع درجته ، وإن أعظم الناس
بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، وإن علم الدقة الضعف في إيمانه لطف به وخفف عليه
الإمتحان والبلاء كحالنا كما ترون وانظروا إلى من قبلنا من الدعاة المصلحين بدأً من
الأنبياء وأنظروا إلى حالنا ، أولئك ابتلوا ذلك الإبتلاء لأن الله علم في إيمانهم القوة والصلابة
ولطف بنا ورحمنا وخفف عنا الإمتحان والإبتلاء لما يعلم منا من الرقة والضعف
في إيماننا إنه بعباده لطيف خبير سبحانه .


( وتواصوا بالصبر ( تعالوا إلى فهم الإمام الشافعي رحمه الله لهذه السورة العظيمة ،
يقول رحمه الله : < لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم > ، هذا
يدل على دقة فهمه رحمه الله وسعة فقه { من يرد الله به خيراً يفقه في الدين } ، لكفتهم لأن
الآية شملت أصول الدين وفروع الدين لم تترك شئ شملت معرفة الله ومعرفة دينه ومعرفة
نبيه شملت كل ذلك ، وشملت الأعمال ، وشملت الدعوة وشملت الصبر في ذلك ،
لذلك الآية لم تترك شيئاً إذا وفق الله العبد إلى فهمها كما فمها الإمام الشافعي
وغيره ، كما فهما هذا الإمام الذي استنتج منها هذه المعاني من السورة .












رد مع اقتباس