عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 11-04-2015, 01:49PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 26 )

[ المتن ]
:


9 ـ ذكر مجيء الله سبحانه لفصل القضاء بين عباده على ما يليق بجلاله
وقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ
اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ
بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ‏}‏ ‏{‏كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا‏}‏ ‏{‏وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ
وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا‏}‏‏.‏



[ الشرح ]

{‏هَلْ يَنظُرُونَ‏}‏ هذا تهديد للكفار التاركين للدخول في السلم أي الإسلام، المتبعين لخطوات الشيطان‏.‏
ومعنى ‏{‏يَنظُرُونَ‏}‏‏:‏ ينتظرون يقال نظرته وانتظرته بمعنى واحد‏.‏ ‏{‏إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ‏}‏ ذاته سبحانه لفصل القضاء
بينهم يوم القيامة فيجازي كل عامل بعمله‏.‏ ‏{‏فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ‏}‏ الظلل‏:‏ جمع ظلة وهي ما يظلك، والغمام‏:‏
السحاب الرقيق الأبيض سمي بذلك لأنه يغم، أي‏:‏ يستر‏.‏ ‏{‏والْمَلآئِكَة‏}‏ أي‏:‏ والملائكة يجيئون في ظلل من
الغمام‏.‏ ‏{‏وَقُضِيَ الأَمْرُ‏}‏ أي‏:‏ فرغ من الأمر الذي هو إهلاكهم‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ‏}‏ أي‏:‏ لقبض أرواحهم ‏{‏أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ‏}‏ أي‏:‏ بذاته سبحانه لفصل
القضاء بين العباد ‏{‏أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ‏}‏ وهو طلوع الشمس من مغربها، وذلك أحد أشراط الساعة الكبار،
إذا وقع أغلق باب التوبة فلا تقبل‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏كلا‏}‏ حرف ردع وزجر عما ذكر قبلها أي‏:‏ ما هكذا ينبغي أن يكون عملكم من عدم إكرام اليتيم
وعدم الحض على طعام المسكين وأكل التراث وحب المال بكثرة شديدة‏.‏ ‏{‏إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا‏}‏
أي‏:‏ زلزلت وحركت تحريكًا بعد تحريك حتى انهدم كل ما عليها من بناء وعاد هباءً منبثًا‏.‏ ‏{‏وَجَاء رَبُّكَ‏}‏ بذاته
سبحانه لفصل القضاء بين عباده‏.‏ ‏{‏والملك‏}‏ أي‏:‏ جنس الملائكة، ‏{‏صَفًّا صَفًّا‏}‏ منصوب على الحال، أي‏:‏
مصطفين صفًا بعد صف، قد أحدقوا بالجن والإنس‏.‏ كل أهل سماء يكونون صفًا واحدًا محيطين بالأرض ومن
فيها فيكونون سبعة صفوف‏.‏



وقوله‏:‏ ‏{‏وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء‏}‏ أي‏:‏ يوم القيامة‏.‏ ‏{‏تَشَقَّقُ السَّمَاء‏}‏ أي‏:‏ تنفطر وتنفرج‏.‏ ‏{‏بِالْغَمَامِ‏}‏ الذي هو
ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار‏.‏ ‏{‏وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا‏}‏ إلى الأرض فيحيطون بالخلائق في مقام
المحشر ثم يجيء الرب لفصل القضاء بين عباده‏.‏



الشاهد من الآيات‏:‏ أنها أفادت إثبات المجيء والإتيان لله يوم القيامة بذاته على ما يليق بجلاله فصل القضاء
بين عباده ومجيئه وإتيانه سبحانه من صفاته الفعلية يجب إثباتهما على حقيقتهما، ولا يجوز تأويلهما
بمجيء إتيان أمرو كما يفعله نفاة الصفات‏.‏ فيقولون‏:‏ ‏{‏وَجَاء رَبُّكَ‏}‏ أي‏:‏ جاء أمره وهذا من تحريف آيات الله‏.‏



قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ ‏:‏ الإتيان والمجيء المضاف إليه ـ سبحانه ـ نوعان‏:‏ مطلق ومقيد‏.‏ فإذا كان
المراد مجيء رحمته أو عذابه ونحو ذلك قيد بذلك كما في الحديث‏:‏ ‏(‏حتى جاء الله بالرحمة والخير‏)‏، وقوله‏:‏
‏{‏وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ‏}‏‏.‏ النوع الثاني‏:‏ الإتيان والمجيء المطلق فهذا لا يكون إلا مجيئه
سبحانه كقوله‏:‏ ‏{‏هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ‏}‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا‏}‏ ا‏.‏ ه ـ‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس