عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2011, 12:09AM
أم الحميراء السلفية أم الحميراء السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 627
افتراضي ما هي السُّنّةُ في حقِّ الصائم إذا سَبَّه أَحد؟

ماذا يقول الصائمُ إذا سَبَّه أَحدٌ؟
منقول من مدونة تمام المنة للأخت سُكينة حفظها الله بنت الشيخ الألباني رحمه الله

(تمّ تعديل الموضوع في 14 رمضان بعد قراءة البيان)
فالمرجو ممن نقل الموضوع عني ونشرها أن يعدّل ما فيها


========================================
๑ ๑نصّ رسالة الجوّال๑ ๑
ماذا يقول الصائمُ إذا سَبَّه أَحدٌ؟
ينظر
ص البخاري 1894 و1904
أو ص مسلم 1151
--------------
๑ ๑البيان๑ ๑
روى الإمام البخاريُّ –رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحه" (1894) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؛ مَرَّتَيْنِ»، وفي روايةٍ (1904): «فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ».
ونحو ذٰلك في "صحيح مسلم" (1151).
وبهٰذا نصل إلىٰ جوابِ سؤالِ ماذا يقولُ الصائمُ إذا سَبَّه أحدٌ –وكذا (قَاتَلَهُ)، (آذَاهُ)، (جَهِلَ عَلَيْهِ)؛ يُنظر "صحيح الترغيب والترهيب" (978)، و"التعليقات الحسان" (3407)-؟
إِنِّي [امْرُؤٌ] صَائِمٌ، إِنِّي [امْرُؤٌ] صَائِمٌ


مسألة:
هل يقولها سِرًّا أم جهرًا؟
قال الإمامُ شيخ الإسلام ابن تيمية –رَحِمَهُ اللهُ- في "منهاج السُّنَّة النبويّة" (5/ 197):
"وَفِيهَا ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ:
قِيلَ: يَقُولُ فِي نَفْسِهِ فَلا يَرُدُّ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: يَقُولُ بِلِسَانِهِ.
وَقِيلَ: يُفَرّقُ بَيْنَ الْفَرْضِ؛ فَيَقُولُ بِلِسَانِهِ، وَالنَّفْلِ؛ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ; فَإِنَّ صَوْمَ الْفَرْضِ مُشْتَرَكٌ، وَالنَّفْلُ يُخَافُ عَلَيْهِ مِنَ الرِّيَاءِ.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَقُولُ بِلِسَانِهِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ; فَإِنَّ الْقَوْلَ الْمُطْلَقَ لا يَكُونُ إلا بِاللِّسَانِ، وَأَمَّا مَا فِي النَّفْسِ فَمُقَيَّدٌ، كَقَوْلِهِ: «عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا»، ثُمَّ قَالَ: «مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ»[متفق عليه]، فَالْكَلامُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ الْكَلامُ الْمَسْمُوعُ.
وَإِذَا قَالَ بِلِسَانِهِ: إِنِّي صَائِمٌ:
بَيَّنَ عُذْرَهُ فِي إِمْسَاكِهِ عَنِ الرَّدِّ.
وَكَانَ أَزْجَرَ لِمَنْ بَدَأَهُ بِالْعُدْوَانِ" اﻫ.


وسئل فضيلةُ الشيخ عبد المحسن العَبّاد –حفظه اللهُ-:
هل الجهرُ بقولِ: (إني صائم) يدخل في الرِّياء إنْ كان الصَّومُ تطوُّعًا؟
فأجاب:
"لا، ما يدخل في الرياء؛ لأنّ هٰذا مأذونٌ به شرعًا، وفيه مصلحة وفائدة له ولغيره" اﻫ.

---------
تنبيه:
عدَّلتُ هٰذه التدوينةَ بعد أنْ تَنَاهىٰ إلىٰ عِلمي تَعليقٌ علىٰ سندِ زيادةِ: (وإنْ كنتَ قائمًا فاجْلِسْ)؛ وذٰلك مِن باب «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ» [رواه الإمام الترمذي وغيرُه -رَحِمَهُمُ اللهُ-، وصححه أبي -رَحِمَهُ اللهُ-؛ "الإرواء" (12)]؛ فتَبقى السُّنَّةُ المنشورة قول: (إِنِّي [امْرُؤٌ] صَائِمٌ)؛ فقط.
والحمدُ لله ربِّ العالمين.





__________________
قال بديع الزمان الهمذاني في وصف العلم:
« العلم شيء بعيد المرام، لا يُصاد بالسهام، ولا يُقسم بالأزلام، ولا يُرى في المنام، ولا يُضبط باللجام، ولا يُكتب للثام، ولا يورث عن الآباء والأعمام وزرع لا يزكو إلا متى صادف من الحزم ثرى طيبا، ومن التوفيق مطرا صيبا، ومن الطبع جوا صافيا، ومن الجهد روحا دائما، ومن الصبر سقيا نافعا وغرض لا يصاب إلا بافتراش المدر، واستناد الحجر، وردّ الضجر، وركوب الخطر، وإدمان السهر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفكر»

[«جواهر الأدب» للهاشمي (194)]


التعديل الأخير تم بواسطة أم الحميراء السلفية ; 16-08-2011 الساعة 01:04AM
رد مع اقتباس
[ أم الحميراء السلفية ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].