عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-12-2010, 11:48AM
أم الحميراء السلفية أم الحميراء السلفية غير متواجد حالياً
مشرفة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 627
افتراضي خطأ المبالغة في اتِّقاء الحر والبرد

خطأ المبالغة في اتِّقاء الحر والبرد

قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
تأملتُ مبالغة أرباب الدنيا في اتقاء الحر والبرد، فرأيتها تعكس المقصود في باب الحكمة، وإنما تحصل بحرٍّ ولذة، ولا خير في لذة تعقب ألمًا، فأما الحر، فإنهم يشربون الماء المثلوج، وذلك على غاية في الضرر، وأهل الطب يقولون: إنه يحدث أمراضًا صعبة، يظهر أثرها في وقت الشيخوخة، ويصنعون الخيوش(*) المضاعفة، وفي البرد يصنعون اللبود المانعة للبرد، وهذا من حيث الحكمةُ يضاد ما وضعه الله - تعالى - فإنه جعل الحر لتحلل الأخلاط، والبرد لجمودها، فيجعلون هم جميع السَّنَة ربيعًا، فتنعكس الحكمة التي وضع الحر والبرد لها، ويرجع الأذى على الأبدان، ولا يظن سامعُ هذا أني آمره بملاقاة الحر والبرد، وإنما أقول له: لا يفرط في التوقِّي، ويعرض في الحر لما يحلل بعض الأخلاط، إلى حدٍّ لا يؤثر في القوة، وفي البرد بأن يصيبك منه الأمر القريب لا المؤذي؛ فإن الحر والبرد لمصالح البدن، وقد كان بعض الأمراء يصون نفسه من الحر والبرد أصلاً، فمات عاجلاً، وقد ذكرت قصته في كتاب "لقط المنافع في علم الطب"
___________________
"صيد الخاطر"، لابن الجوزي، بتحقيق ناجي الطنطاوي، 1/137 منقول من مقال إتحاف الورى بما جاء في فصلي الصيف والشتا للشيخ عبدالله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله غَفَرَ اللهُ له ولوالدَيْه ولجميع المُسلِمين
*:عادة عراقية باقية إلى الآن، هي وضع الخيش على النوافذ، ورشه بالمانعة باستمرار؛ لترطيب الجو في حرارة الصيف.
رد مع اقتباس