عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 03-06-2015, 01:32AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
- رحمه الله -





[197] الحديث الثالث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي ﷺ بثلاث :صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن
أوتر قبل أن أنام



موضوع الحديث:

أفضلية صيام ثلاثة أيام من كل شهر .



المفردات :

أوصاني : الوصية هي كلام جميل يحث به الموصي من أوصاه على شيء ما والوصية مأخوذة من الوصي وهو
الوصل إذ أن الموصي وصل حياته بموته لأنه أمر الموصى إليه بأن يعمل بتلك الوصية بعد الموت فهو من وصيت
الحبل بمعنى وصلته لأنه أراد بهذه الوصية وصل حياته بموته

قوله خليلي : أوضح صاحب الحاشية أن الخلة المرادة هنا من جانب واحد لأن النبي ﷺ قد تنصل من
كل خلة للمخلوقين لتكون خلته خالصة لربه فقال (لو كنت متخذا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن
أخي وصاحبي) .



قوله صيام ثلاثة أيام من كل شهر : هذا حث على أقل ما يمكن ومثله ركعتي الضحى والوتر قبل النوم


المعنى الإجمالي :

أخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ أوصاه بثلاث خصال وهي صيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى
والوتر قبل النوم .



فقه الحديث :

أولاً : يؤخذ من هذا الحديث مشروعية صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهو مخير بين أن يجعلها في الأيام البيض وبين
أن يصوم الثلاثة الأيام أحياناً مبتدأً بالأربعاء ثم الخميس ثم الجمعة أو مبتدأً بالأحد ثم الاثنين ثم الثلاثاء والكل
قد ورد وبين أن يصومها على حسب ما يتهيأ له كل ذلك جائز .



ثانياً: قوله وركعتي الضحى الخلاف في مشروعية سبحة الضحى كثير فاخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي ﷺ ما كان يسبح الضحى قالت وإني لأسبحها فنفي عائشة رضي الله عنها هذا قد يدل على عدم
الاستحباب ، وأمر النبي ﷺ بها في هذا الحديث يدل على الشرعية أما نفي عائشة رضي الله عنها فيمكن أن
يحمل على أن النبي ﷺ ما كان يسبحها في البيت بل كان يخرج إلى أصحابه في المسجد فيسبحها فيه
وعائشة لا تعلم وبهذا تجتمع الأدلة ومما يدل على مشروعيتها قوله ﷺ في الحديث ( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال ) .



أما كم تشرع فالأقل ركعتين كما في هذا الحديث وأكثرها ثمان استدلالاً بصلاة النبي ﷺ حين قدم مكة
ونزل في بيت أم هانئ فصلى ثمان ركعات ومن قال أكثرها اثنتي عشر ركعة فقد اعتمد على أحاديث ضعيفة .



ثالثاً : يؤخذ من قوله وأن أوتر قبل أن أنام استحباب الوتر قبل النوم ولكنه محمول على حالة خاصة وهو أن
يكون العبد ممن لا يستطيع القيام آخر الليل فالمستحب له أن يوتر قبل النوم أما إن كان ممن يثق من نفسه بالقيام
فالأفضل له التأخير لأن الله سبحانه وتعالى قد أثنى على الذين يقومون الليل في آيات كثيرة كما في قوله تعالى
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون ) [السجدة : 16 ] وكما
في قوله تعالى ( كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) [الذاريات : 17] إلى غير ذلك وبالله التوفيق .



--------


تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ

تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]

[ المجلد الثالث ]


رابط تحميل الكتاب :

http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf









رد مع اقتباس