عرض مشاركة واحدة
  #88  
قديم 01-03-2015, 05:54PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (88)

للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : ((والناس إذا ماتوا يُبعثون والدليل قوله تعالى : ( منها خلقناقم وفها نعيدكم ومنها
نخرجكم تارةً أخرى ( [ طه : 55 ] ))



الشرح :

والناس إذا ماتوا يبعثون ، أي من الأصول التي يجب الإيمان بها البعث بعد الموت ، والدليل
قوله تعالى : (منها خلقنا قم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) أي من الأرض ، والشاهد
( ومنها نخرجكم تارةً أخرى ) هذا هو دليل البعث .


قوله : ((وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً )
[ نوح : 17 ـ 18 ] ))



الشرح :

وقوله تعالى : ( والله أنبتكم من الأرض نباتاً ) أي إنباتاً، نباتاً اسم مصدر ، والمصدر انبات
والله أنبتكم من الأرض إنباتاً هذا هو المصدر ، ونباتاً اسم مصدر كتوضأ وضوءاً أي
توضأ ( ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ) ، ومحل الشاهد من الآية قوله : ( ويخرجكم
إخراجاً ) .



قوله : ((وبعد البعث محاسبون ، ومجزيون بأعمالهم ))


الشرح :

وبعد البعث الناس محاسبون ومجزيون بأعمالهم ، بعد البعث هناك ورود الحوض ، وهناك
الميزان ، وهناك الحساب ، وعرض الأعمال ، اختلف أهل العلم في الترتيب بين هذه
الأشياء ، ولكن بعضهم يميل على أن أول شيء ورود الحوض لأن المقام يقتضي ذلك
لأن الناس يبعثون من قبورهم وهم عطاش بحاجةٍ إلى الماء لذلك منّ الله على أمة محمد
ﷺ بالحوض المورود ، الحوض العظيم الذي يشرب منه أهل الجنة ، يرد المؤمنون هذا
الحوض العظيم ورسول الله ﷺ ينتظرهم هناك وهم فرط أمته إلى الحوض ومنبره على
حوضه وهذا الحوض العظيم الذي الناس بحاجةٍ ماسةٍ 'إلى الشرب منه وهم بعثوا من
قبورهم من شدة العطش ، ولكن بعض الناس يردون ويطردون من الحوض ورسول الله
ﷺ لا يدري عن سبب طردهم لذلك طردهم لذلك يقول يا رب أمتي أمتي أو أصحابي
أصحابي ، فيقال لهم : لا تدري ما أحدثوا بعدك أن هؤلاء غيروا بدلوا بعدك فيقول النبي
ﷺ ( سحقاً لمن بدل وغي) ، استدل أهل العلم بهذا الحديث بأن رسول الله ﷺ
لا يدري ما يحدث بعده من التغيير والتبديل والردة والإبتداع في هذا الدين ، لا يدري عن
ذلك لأن علم الغيب العام لله وحده ، والأنبياء لا يعلمون في حياتهم إلا بإعلام الله
إياهم بعض الأمور ، يتعارض هذا الحديث مع حديث ورد أن الأعمال تعرض على رسول الله
ﷺ أعمال أمته ورد في ذلك الحديث إن رأى خيراً حمد الله ، وإن راى غير ذلك استغفر
الله لأمته ، قال أهل العلم في التوفيق بين الحديثين : أن حديث عرض الأعمال غير
صحيح ، وعلى فرض صحته ، يعلم بالجملة لا بالتفصيل ، أما بالتفصيل أن فلان هو
الذي غير وهو الذي بدل وهو الذي ارتد لا يعلم ذلك للتوفيق بين هذا الحديث وبين
حديث العرض على الحوض ، وطرد بعض الناس من الحوض ، وعلى كلٍ ، يقال أن أول
ما يحصل بعد البعث ورود الحوض ثم الميزان ثم الحساب والعرض ، والمراد بالحساب المناقشة
{ من نوقش الحساب عذب } ، والعرض عرض الأعمال وعرض الكتب وبعد ذلك

الناس مجزيون بأعمالهم ، وعند الجزاء من الناس من يكون جزاءهم لكثرة أعمالهم الحسنة
والشدة وإخلاصهم وتحقيقهم التوحيد من يثابون بعدم دخول النار بل ليس عليهم حساب
ولا عقاب ويدخلون الجنة من أول وهلة ، أولئك الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون) ،


بعد ذلك من الناس من تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فيشفع فيهم رسول الله ﷺ أو غيره
لأن هذه من الشفاعة العامة فيدخلون الجنة قبل أن يدخلوا النار ومن الناس من يؤمرون بدخول
النار لكثرة أعمالهم السيئة وقلة أعمالهم الحسنة وبعد الأمر بهم إلى النار يشفع فيهم رسول
الله ﷺ بإذن ربه فيحولون إلى الجنة ومن الناس من لا تسعفهم الشفاعات قبل دخول النار
فيدخلون النار فيشفع فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام وغيره من الشافعين وقد
يكونون من أصحاب الكبائر فيخرجون من النار بشفاعة الشافعين إلى هذا يشير رسول الله ﷺ
بقوله : { شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي })وفي النهاية ينظر من في قلبه أدنى أدنى مثقال ذرةٍ
من إيمان يخرجون من النار ويطرحون في نهر الحياة) وينبتون كما ينبت البقل أي بعد التطهير
والنظافة يدخلون الجنة ، لأن الجنة دار الطيبين لا يدخلها إلا الطيبون ،



الخلاصة من عقيدة أهل السنة والجماعة :
اعتقاد أنه لا يخلد في النار من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، وفي
لفظ من خير المراد الإيمان سواءً كان ذلك بشفاعة الشافعين أو برحمة رب العالمين سبحانه
وتعالى هكذا الناس مجزيون بأعمالهم وقد يسعفهم الله سبحانه وتعالى كما [ سبق ] بشفاعة
الشافعين من غيرعمل أي بعد أن عجزت أعمالهم .




الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc







رد مع اقتباس