عرض مشاركة واحدة
  #79  
قديم 20-02-2015, 11:54AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح الأصول الثلاثة (79)


للعلامة : محمد أمان الجامي

-رحمه الله-



قوله : (( وصلى في مكة ثلاث سنسن وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة ))


الشرح :

وصلى رسول الله ﷺ بعد أن فرضت عليه الصلوات صلى في مكة ثلاث سنين ،
وبعدها أُمر بالهجرة إلى المدينة بعد أن مهد للهجرة إلى المدينة لأصحابه المستضعفين
بالهجرة إلى الحبشة كما سيأتي .



قوله : (( والهجرة : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ))


الشرح :

والهجرة الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام ،

الهجرة في الاصطلاح : الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام .


س / وكيف سميت هجرة الصحابة من مكة إلى الحبشة هجرة إذ والحبشة ليست دار
إسلام ، دار كفرٍ وإن كان الكفر يتفاوت كانوا نصارى من أهل الكتاب ؟


جـ / هاجر الصحابة من أذى المشركين إلى الحبشة بإشارة من رسول الله عليه الصلاة والسلام
وأرض الحبشة ليست دار إسلام .



س / إذاً كيف تطلق الرحلة على تلك الرحلة وذلك السفر هجرة الصحابة إلى الحبشة ؟
جـ / يطلق عليها من الناحية اللغوية الهجرة في اللغة الانتقال من مكان إلى مكان ودائماً
تلاحظون المعنى اللغوي أوسع من المعنى الشرعي الاصطلاحي ، مجرد الانتقال من
بلد إلى بلد يسمى هجرة لغةً ، وشرعاً لا يسمى هجرة إلا إذا كان الانتقال من دار الكفر
إلى دار الإسلام ثم هجرة الصحابة عند التحقيق ليست الهجرة المعروفة ولكنها رحلة دعوى
وتبليغ ونشر الدعوة وليشرحوا الدعوة الجديدة في القارة الإفريقية هذا الذي أزعج أهل
مكة قالوا دعوة الرجل خرجت إلى أفريقيا إلى النجاشي وكان معروفا لديهم لذلك تضايقوا
إلى أن اختاروا وفدا يرأسه أدهى رجالات العرب عمرو بن العاص وزوده بكل المعلومات
والهدايا المحبوبة إلى ملوك الحبشة فتقدم واتصل بالملك وبرجال البلاط ورش الأرض كما
يقولون بالهدايا ليقبل طلبه ما هو الطلب ؟ أن يسلم لهم هؤلاء الوفد وصفهم بأنهم سفهاء
هكذا دائماً أهل الباطل يصفون أهل الحق بالسفاهة والجنون وقلة الفهم . سفهاء خرجوا
من دين آبائهم ولم يدخلوا في دينك كأنه يريد لا يوجد هنا غير ديننا ودينك أيها النجاشي
وهؤلاء لاهم في دينك ولا في دين

آبائك بدليل أنهم إذا دخلوا عليك لا يسجدوا لك تحية ملوك الحبشة لأنهم سفهاء هكذا
دعاهم وجاءوا يتقدمهم جعفر بن أبي طالب فوقف بالباب ورفع صوته يستأذن عليك حزب
الله بأعلى صوته ، صوت غريب من رجل غريب قال فليعد فأعاد يستأذن عليك حزب
الله وقع في نفس النجاشي بأن القوم ليسوا بعاديين قال فليدخلوا فدخل جعفرٌ يتقدمهم ،
دخل عليه أنفاً غير منحني واقف فعند ذلك سأله النجاشي لماذا لم تسجد لي ؟ أي لم تحيني
بتحية قومي ، قال إنما نسجد للذي ملكك ، لا نسجد لك نسجد للذي ملكك أي
للذي جعلك ملكاً ، الله هو الذي يأتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء الذي
ملكك هو الذي يستحق العبادة والسجود ، تأثر الرجل فجعل يسألهم عن الدين الجديد ،
وعن الرسول الجديد وما جاء به وما نزل عليه ، باختصار عرف الحقيقة ورد الهدايا لوفد
قريش فطردهم فرجعوا خاسرين لم ينجحوا ، ولما أكرم أصحاب رسول الله عليه الصلاة
والسلام وفيهم آل البيت بل بعض بنات النبي عليه الصلاة والسلام أكرمه الله بالإسلام فصار
أول ملك من الملوك المعاصرين آمن بالرسول ( وأعلن إيمانه ، هكذا معنى هجرة الصحابة
إلى الحبشة ليست الهجرة المعروفة المعهودة وإنما هي دعوة إلى الله وتبليغ لرسالة الله
وشرح لدين الله الجديد ليعرف القدم هناك وتنتشر الدعوة وتخرج من الجزيرة وهذا هو
هدف الهجرة .



الأصول الثلاثة
الشيخ محمد أمان الجامي

رابط تحميل الكتاب


http://subulsalam.com/site/kutub/Ama...12Oussoul3.doc








رد مع اقتباس