بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
14- باب الاقتصاد في الطَّاعَة
قَالَ الله تَعَالَى : ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾ [ طـه (1 ، 2) ] .
أي : لتتعب
الاقتصادُ : التوسُّط في العبادة إبقاء للنفس ، ودفعًا للملل ؛ لأنَّ النفس كالدابة إذا رَفق بها صاحبها حصل مراده ، وإن أتعبها انقطعت .
قال الضحاك : لما أنزل الله القرآن على رسوله ﷺ قام به هو وأصحابه فقال المشركون من قريش : ما أُنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى .
فأنزل الله تعالى : ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ﴾ [ طـه (1 : 3) ] .
قال قتادة : لا والله ما جعله شقاء ، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلاً إلى الجنة .
قال مجاهد : هي كقوله : ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ [ المزمل (20) ] . وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [ البقرة (185) ] .
نزلت هذا الآية في جواز الفطر في السفر ، وهي عامة في جميع أمور الدين كما قال تعالى : ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [ الحج (78) ] .