عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 16-03-2015, 03:40PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





شرح مقدمة التفسير ( 5)

للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله -



المتن :

ولا يشبع منه العلماء من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي
صراط مستقيم، ومن تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.



الشرح

كل هذه الأوصاف حق يعرفها المتأمل، فإن العلماء لا يشبعون منه، وكلما كان الإنسان بالله
أعلم وبشرعه أعلم كان لكتابه أحب، فتجده دائماً يفكر ويتدبر هذا القرآن، سواء كان في مجلس
العلم، أو وهو يمشي، أو في أي مكان، فالإنسان لا يشبع منه أبداً.



وكذلك أيضاً: ((من قال به صدق)) لأنه قال قولاً هو أصدق الأقوال، فإذا قال قائل: إن الكافر
في نار جهنم فقد صدق؛ لأنه قال بماء جاء به القرآن.



وقوله: ((ومن عمل به أجر)) يعني أثيب على عمله.


وقوله: ((ومن حكم به عدل)) من حكم به عدل سواء كان الحكم فصلاً بين الناس، أو كان هذا
الحكم حكماً مطلقاً فمن قال: إن الميتة حرام، فقد عدل، ومن قال: إنه يجب العدل بين
الزوجات مثلاً فقد عدل؛ لأن هذا الحكم في القرآن، ومن قال:
(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (البقرة: 194) ،
فقد عدل.



كذلك يقول:
((ومن دعا إليه هدي إلي صراط مستقيم)) ،
يعني هداه الله، فالإنسان إذا دعا إلى القرآن، فقد هدي إلي صراط مستقيم، أما إذا دعا إلي الهوي،
وحرف القرآن من أجل هواه فإنه يضل، ولهذا



قال: ((ومن ابتغي الهدى في غيره أضله الله)) .
((ومن تركه من جبار قصمه الله)) ومعني قصمه: في الأصل يعني قطع ظهره، ولكن لا يرد علينا أننا
نجد من الجبابرة الآن من ترك القرآن، لأننا نقول: إن القصم قد يكون في الدنيا وقد يكون في
الآخرة، فهذا إن فاته في الدنيا لم يفته في الآخرة.


* * * * * * * *


شرح مقدمة التفسير
لشيخ الإسلام ابن تيمية
لفضيلة الشيخ العلامة /
محمد بن صالح العثيمين
-رحمه الله تعالى -


الرابط المباشر لتحميل الكتاب:

http://www.archive.org/download/waq19756/19756.pdf








رد مع اقتباس