عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-10-2015, 09:18AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




اجتماع الكلمة وآثارها في دفع الفتن

لفضيلة الشيخ الدكتور العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-


بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد،

فإن موضوع الكلمة كما سمعتم هو في بيان اجتماع كلمة المسلمين وأثر ذلك في درء الفتن ومدافعة الفتن لا شك أن الفتن تجرى من أول الخليقة جرت على آدم عليه السلام وزوجه وجرت على بني آدم ولا تزال تجري وتكثر في آخر الزمان
قال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [سورة العنكبوت: 1-2]


فالفتن تجرى وكما سمعتم في قراءة الإمام وفقه الله قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [سورة البقرة: 155-157]


الله يجري الفتن ليتميز المؤمن الصادق في إيمانه الثابت على دينه الصابر على ما يصيبه من المنافق الكاذب الذي ينحرف عن دينه عند الفتن ولا يصبر ولا يثبت (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) [سورة الحـج: 11] فالمنافق لا يثبت عند الفتن لأنه ليس في قلبه إيمان يثبته وإنما تظاهر بالإسلام لمصالحه الدنيوية فإذا جاءت الفتن فإنه ينكشف أمره ويفتضح سره.



وهذه هي الحكمة من الله أنه يجرى الفتن من أجل أن يتميز هذا من هذا ولا يبقى الناس على حالة واحدة لا يعرف المؤمن الصادق من المنافق الكاذب هذه سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه فكانت الفتن تأتى وتتجدد وعندها يثبت أهل الإيمان وأهل الصدق حتى تنجلي ويأتيهم نصر الله وينكشف المنافق والكاذب الذي يريد مصالح الدنيا فإذا انقبضت عنه مصالح الدنيا ترك دينه الذي تظاهر به هذه حكمة الله جل وعلا (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [سورة العنكبوت: 2]


فالفتن تجرى وتكثر في آخر الزمان كما أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا" تكثر الفتن وتكون كقطع الليل المظلم في آخر الزمان.



ولكن ما النجاة منها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واجتماع المسلمين تحت قيادتهم وتحت سلطانهم ولزوم جماعة المسلمين من أعظم ما يقي من الفتن بإذن الله لزوم جماعة المسلمين وإمام المسلمين ولهذا لما سأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن أخبره صلى الله عليه وسلم عن جريان الفتن أنه جاء خير ثم يأتي بعده شر ثم يأتي خير ثم يأتي بعده شر وفي آخره آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها قال حذيفة يا رسول الله ما تأمرني إن أدركني ذلك قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم تلزم جماعة المسلمين وإمامهم"، قال يا رسول الله إن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: "تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك" فدل هذا على أن لزوم جماعة المسلمين إمام المسلمين من أسباب الوقاية من الفتن بإذن الله سبحانه وتعالى.



ولهذا قال جل وعلا (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [سورة آل عمران: 103-104] أمر الله جل وعلا بالاعتصام بحبله وهو القرآن والسنة النبوية (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) الفرقة عذاب والاجتماع رحمة ثم ذكرهم بما كانوا عليه في الجاهلية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في الجاهلية متفرقين متعادين متقاطعين يقتل بعضهم بعضَ ويسلب بعضهم بعضَ وينهب بعضهم أموال البعض هذه حالتهم في الجاهلية في فوضى لأنه لا قيادة تجمعهم ولا جماعة تضمهم كانوا متفرقين كل قبيلة تحكم نفسها بنفسها والقوي يأكل الضعيف والضعيف ليس له مناصر لأنه ليس فيه إمام ولا ولي أمر يشتكي إليه فكل قبيلة تعتدي على القبيلة الأخرى حتى نفس القبيلة يعتدي بعضهم على بعض أبناء العم يعتدي بعضهم على بعض هذا مجتمعهم وعيشتهم في الجاهلية.



وكانوا على عقيدة باطلة يعبدون الأصنام والأشجار والأولياء والصالحين والملائكة والأنبياء يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا فالعقيدة عقيدتهم الشرك وفي الاقتصاد يأكل بعضهم بعضَ ليس لهم موارد مالية وإنما على الغارات فيما بينهما كل يغير على الآخر وفي الاجتماع متشتتون ومتفرقون ومتعادون ومتقاطعون فيما بينهم وفي المآكل والمشارب يأكلون الميتة والدم ويشربون الخمور ويأكلون الربا أضعافا مضاعفة هذه حالتهم الاقتصادية ليس لهم رابطة تجمعهم فلما بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام وترك الشرك وإفراد الله جل وعلا بالعبادة استجاب له من استجاب منهم توحدت كلمتهم وتألفت جماعتهم وصاروا تحت قيادة واحدة هي قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم فأتم الله عليهم نعمته (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) [سورة آل عمران: 103] نقلهم من الفوضى والجاهلية والشرك إلى الإسلام بما فيه من الخير العظيم ذكرهم الله بذلك وحذرهم من التفرق والعود إلى تفرق الجاهلية إبقاء على وحدتهم وعلى دولتهم وعلى جماعتهم


فالاجتماع خير إن كان على حق وإن كان على دين صحيح فهو خير.

والفرقة عذاب ذكرهم الله بذلك وحذرهم من ضده وفي آية أخرى بين الله سبحانه وتعالى بماذا يحصل الأمن بعد الخوف والاطمئنان فقال سبحانه وتعالى (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [سورة الحـج: 40] (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) [سورة الحـج: 41] (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [سورة النــور: 55] هذا هو الذي جمعهم عبادة الله وحده وترك الشرك كلمة لا إله إلا الله هي التي جمعتهم جمعت القبائل المتناحرة جمعت العرب والعجم جمعت سلمان وبلالا وصهيب مع أبي بكر وعمر وعلي وسائر الصحابة جميعهم إخوانا متآلفين متحابين مع اختلاف ألسنتهم واختلاف ألوانهم وقبائلهم وشعوبهم جمعتهم كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله والعمل بمقتضاها يعبدونني لا يشركون بى شيئا.


في آية أخرى قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ أنه عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [سورة الأنفال: 63] هو الذي ألف بين قلوبهم بكلمة التوحيد بكلمة التوحيد توحيد العبادة والالوهية بدل كانوا يعدون الأصنام والأحجار ومتفرقون في عباداتهم صاروا يعبدون الله عز وجل الذي خلقهم ورزقهم فالله جل وعلا جمعهم بالتوحيد وإفراد الله بالعبادة وترك الشرك والبدع والمحدثات ولهذا حث صلى الله عليه وسلم على البقاء على هذه النعمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم" ثلاث تجمع الناس كلهم.



الأولى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا العقيدة ولا يجمع الناس إلا العقيدة الصيحة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا.

الثانية أن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا تجعلون القرآن والسنة هما إمامكم الذي ترجعون إليه عند الاختلاف (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) [سورة النساء: 59] فالخلاف يحسم بالرجوع إلى الكتاب والسنة ولا يحسم بالعادات والتقاليد والعوائد القبلية والقوانين الوضعية والنظم البشرية إنما الذي يحكم الخلاف ويؤلف بين القلوب هو الرجوع إلى الكتاب والسنة هذه ثنتين.


الثالثة تناصح من ولاه الله أمركم والمناصحة معناها السمع والطاعة لولي الأمر هذا من المناصحة السمع والطاعة لولي الأمر أمر المسلمين وكذلك القيام بالأعمال التي توكل إلى الموظف والمسئول هذا من مناصحة ولي الأمر القيام بالأعمال الوظيفية على الوجه المطلوب الذي وكلها إليك ولي الأمر هذا من النصيحة.



أما الذي يغش في وظيفته ولا يقوم بالأعمال هذا غاش لولي الأمر وللمسلمين أن تناصحوا من ولاه الله أمركم وكذلك من المناصحة لولي الأمر إيصال النصيحة إليه لأنه بشر يحتاج إلى من يعينه يحتاج إلى من يبين له يحتاج إلى من يبلغه للأمور التي فيها خطر على الأمة فيبلغ بذلك حتى يحسمها ويعالجها ولا هو ما يعلم الغيب ولا يدري فلا بد من مناصحته أيضا فيما يصلح الأمور ويدفع الضرر وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم.



وفي الحديث الآخر لما وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فهموا أن أجله قريب كأنها موعظة مودع فأوصنا لأن من عادة المسلم أنه يوصي عند وفاته أو قرب أجله يوصي من خلفه بتقوى الله بصلاح الأمور أوصنا قال أوصيكم بتقوى الله أول شيء هذا إصلاح العقيدة أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة بعد تقوى الله السمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم السمع والطاعة لكن بالمعروف أما في المعصية فلا يجوز طاعة المخلوق لا ولي الأمر ولا غيره قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال عليه الصلاة والسلام إنما الطاعة في المعروف فإذا أمر ولي الأمر بمعصية لا نطيعه في ذلك ونناصحه.



لكن ليس معنى ذلك أننا نخرج عليه بل نترك المعصية ولا نطيعه فيها لكن نطيعه في بقية الأمور التي ليس فيها معصية نطيعه فيها من أجل أن تستقيم الأحوال والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد لا تحتقروا ولي الأمر مهما كان لأن العبرة ليست بشخصه وإنما العبرة بمنصبه وإن تأمر عليكم عبد فلا تحتقروا ولي الأمر أو تتكلموا فيه بما يخل بطاعته انظروا إلى ولايته ولا تنظروا إلى شخصه وإن تأمر عليكم عبد ثم بين صلى الله عليه وسلم ما يحذره على الأمة فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا اختلافا بين الناس اختلاف في الآراء والأفكار هذه طبيعة البشر.



نقول ما يحدث اختلاف يحدث اختلاف بطبيعة البشر ولكن الاختلاف يحسم بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله عليكم بسنتي والمراد بسنة الرسول طريقته وما كان عليها صلى الله عليه وسلم من العلم والعمل عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الذين يتولون الأمر.



ما نقول مات الرسول خلاص كل بهواه لا نتبع ولاة الأمور من بعده صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين وخلفاء الرسل ولاة الأمور المهديين من بعدى تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ تأكيد بعد تأكيد تمسكوا بسنة الرسول وسنة الخلفاء من بعده الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ الغريق إذا كان في الماء واللجة ومعه حبل ما له نجاة من هذا الغرق إلا إذا تمسك بهذا الحبل مافي وسيلة غيره لو أطلق الحبل غرق فشبه الناس عند الفتن بالغريق الذي في لجة البحر وش الذي يتمسك به يتمسك بالحبل ولا يغرق كذلك الفتن مثل أمواج البحر والعياذ بالله وش اللي ينجى منها الحبل حبل النجاة ما هو حبل النجاة هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا) [سورة آل عمران: 103] الكتاب والسنة هما الحبل حبل النجاة تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.



وإياكم ومحدثات الأمور البدع والخرافات المخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فإنها تهلك من اتبعها (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة الأنعام: 153] تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ هذا تحذير شديد دل على أنه سيكون هناك بدع ومحدثات وناس يدعون إليها ويزينونها للناس ويزهدونهم في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ابتلاء وامتحان تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة كل محدثة في الدين ليس عليها دليل من كتاب الله وسنة رسوله فهي بدعة وإن سماها أهلها أنها سنة وأنها خير فإنها بدعة وإن سماها أهلها خير وأنها سنة وأنها هي بدعة وكل بدعة ضلالة ليس هناك بدعة حسنة ليس هناك بدعة حسنة الذي يقول أن هناك بدعة حسنة الرسول يقول كل بدعة ضلالة فدل على أنه ما في بدع حسنة فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وفي رواية وكل ضلالة في النار مآلها إلى النار والعياذ بالله (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِه) [سورة الأنعام: 153] دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها.



فلا نجاة إلا بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله لا نجاة إلا بذلك مهما قيل ومهما كله كذب وبهتان ما في نجاه إلا بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم لأنهم ساروا على نهج النبي وأحيوه وتمسكوا به فأعظم من يمثل المتمسكين بالسنة هم الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة التوبة: 100] بعد الخلفاء الراشدين بقية الصحابة من المهاجرين والأنصار القرن الذي أثنى عليهم رسول صلى الله عليه وسلم خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثلاثة قرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا متمسكين تماما بالكتاب والسنة.



فنقتدي بهم ونأخذ طريقهم ونسير على منهجهم حتى ننجو من الفتن وإلا فالفتن جارفة وتزداد في كل عصر وكل ما تأخر الزمان تكثر الفتن إلى أن تقوم الساعة وتعظم في آخر الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله ويأتي فتن شديدة فتن عظيمة تأتي في آخر الزمان من لم يتمسك بالكتاب والسنة انجرف وهلك الله جل وعلا قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [سورة النساء: 59] بعد طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طاعة أولي الأمر منكم أي من المسلمين ولي الأمر المسلم هذا مما يعصم من الفتن طاعة الله أولا ثم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ثانيا ثم طاعة ولاة أمور المسلمين وأولي الأمر منكم ولما كان لابد يحصل اختلاف وجهات نظر هذه طبيعة البشر فقال (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) [سورة النساء: 59] إلى الله إلى كتاب الله والرسول بعد وفاته إلى سنته عليه الصلاة والسلام لأنه قال عليكم بسنتي في حياته يرجعون إليه عليه الصلاة والسلام لكن بعد وفاته يرجعون إلى سنته عليكم بسنتي (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر) [سورة النساء: 59].



فالذي لا يرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله في حل النزاعات والخصومات والاختلافات هذا ليس بمؤمن إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر يوم القيامة ذلك خير أي الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله خير وأحسن تأويلا أحسن عاقبة ومآلا أما الذي يرجع إلى غير كتاب الله وسنة رسوله ويرجع إلى القوانين الوضعية والعادات القبلية فهذا يهلك ويضل ولا يحل للخلاف ما يحل للخلاف إلا الرجوع للكتاب والسنة هذا شيء معروف ومفروغ منه ومجرب أيضا ذلك خير وأحسن تأويلا هذه وصية الله جل وعلا لنا إن الله يرضى لكم ثلاثة أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم فاجتماع الكلمة يكون بهذه الأمور أولا إصلاح العقيدة مادام الناس على الشرك وعلى البدع والمحدثات فلن تصلح أمورهم ولن تحل مشاكلهم بل تزيد مشاكلهم كما كانوا في الجاهلية.



أولا إصلاح العقيدة ولهذا الرسل كلهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم أول ما يبدؤون الدعوة بإصلاح العقيدة (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) لأنها هي التي تصلح المجتمع وهي التي تجتمع عليها القلوب تتآلف عليها القلوب عقيدة واحدة هي عقيدة التوحيد والإيمان بالله ورسوله والمرجع عند الاختلاف هو الكتاب والسنة في كل وقت وفي كل زمان وفي كل جيل ما يحل المشاكل إلا هذه الأمور طاعة الله طاعة رسوله طاعة ولاة أمور المسلمين الرجوع عند النزاعات والاختلافات إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هذه الأمور هي التي تنجى من الفتن ولا يصلح الناس بدون جماعة والجماعة لا تستقيم إلا بولي أمر لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم لازم يكون لهم قيادة والقيادة هي ولاة الأمور فلابد من الاجتماع وعدم التفرق والاجتماع لا يتحقق إلا بولي أمر يجتمع الناس عليه لابد من هذا ولا يستقيم ولي الأمر إلا بالسمع والطاعة.



لا خير إلا في الجماعة ولا جماعة بدون قيادة ولا قيادة بدون سمع وطاعة لابد من هذا فلذلك اجتماع الكلمة لا يحصل إلا بقيادة وولاة أمور يسوسون الناس وينهون المشكلات ويحلون المعضلات بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله وتحكيم الشريعة هو الذي يصلح الناس وينهي الخلافات ويألف بين القلوب ويقنع الناس ما يقنع الناس إلا الكتاب والسنة مهما حاولت في الأنظمة والقوانين والعادات ما تقنع الناس لأنها آراء رجال مثلهم أما الكتاب والسنة فهو هذا من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم لا كلام لأحد بعد الكتاب والسنة ولا يعترض على الكتاب والسنة إلا كافر أومنافق أما المؤمن مهما كان ولو إيمانه ضعيف ولو هو فاسق وعاصي فهو يقتنع بالكتاب والسنة ما دام إنه مؤمن يقتنع بالكتاب والسنة فلا يرضى الناس ولا يحل مشاكلهم ولا ينهي خلافاتهم إلا بقيادة صالحة وبمرجع صالح القيادة الصالحة ولي أمر المسلمين ولا نقول أنه لابد أن يكون كامل ما عليه ملاحظات ولا يقع منه خطأ لا الإنسان بشر .لكن ما دام أنه مسلم ولم يخرج من الإيمان فإنه تجب طاعته السمع والطاعة ما هو عشانه هو بل عشان المسلمين.



ولهذا أوصى صلى الله عليه وسلم بطاعة ولاة الأمور وإن جاروا وإن ظلموا وإن عصوا ما لم ترو كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان فولي الأمر ما يكون معصوم يكون عنده خطايا يكون عنده بعض الأمور مادام أنه لا يصل إلى حد الكفر لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام ما يكون من ولاة الأمور في آخر الزمان من المخالفات قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم أي نخرج عليهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة ما داموا يصلون وعقيدتهم سليمة فإنهم تجب طاعتهم ولو كان عندهم معاصي ومخالفات لأجل اجتماع الكلمة وتوحيد الكلمة والصف.



ولهذا لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقل إلى الرفيق الأعلى وأصيب المسلمون بوفاته عليه الصلاة والسلام ما اشتغلوا في تجهيزه وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه إلا بعد ما أقاموا الخليفة من بعده اجتمعوا وتشاوروا وانتهى أمرهم إلى أبي بكر رضي الله عنه نصبوه خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك اتجهوا إلى تجهيز الرسول صلى الله عليه وسلم تغسيله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه هذا يدل على أهمية ولاة الأمور لأنه لا يجوز أن تمضى ساعة أو يوم أو شهر بدون ولي أمر المسلمين لأنه إن لم يكن هناك ولي أمر للمسلمين يتفرقون ويظلم بعضهم بعضَ ويتسلط عليهم العدو من الخارج فولي الأمر يدفع الله به عن المسلمين لأن المسلمين يجتمعون عليه ويكونون جماعة واحدة فتتحقق لهم المصالح ويتحقق لهم الأمن ولي الأمر يمنع الظلمة عن ظلمهم ويؤدي الحقوق إلى مستحقيها ويقيم الحدود التي تردع المجرمين يقيم الحد على المرتد عن دين الله ويقيم القصاص على القاتل عمدا عدوانا يقيم الحد على السارق يقيم حد الزنا على الزاني يقيم حد يقيم حد الزنا على القاذف يقيم حد الحرابة على قطاع الطرق ولذلك يؤمن المسلمون على دمائهم وأموالهم ومحارمهم هذا ما يتحقق إلا بولي أمر من المسلمين ينفذ هذه الأمور أما إن لم يكن ولي أمر فمن الذي يقوم بهذه الأمور كذلك ولي الأمر يقيم من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين حتى يرتدع العصاة والمجرمون.



فولي الأمر له مصالح عظيمة جدا ولا يتم ولي أمر إلا بالسمع والطاعة له كما قال جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59] أي من المسلمين طاعتهم بعد طاعة الله وطاعة رسوله أي تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الشيء والشيء الثاني أن يكون الحكم بين الناس بالشريعة (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) [سورة المائدة: 49] (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة: 45] فأولئك هم الكافرون فأولئك هم الفاسقون الحكم بالشريعة كتابا وسنة هو الذي ينهى الخلافات ويقنع الناس ويضمن الحقوق لمستحقيها ويردع الظلمة لن تتم هذه الأمور إلا بولي أمر من المسلمين وإلا من الذي يحكم الشريعة من الذي يقيم الحدود من الذي يقيم الحسبة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر

من الذي يقيم علم الجهاد ضد الأعداء والكفار إلا ولي الأمر لصلاحياته ما تحصل المصالح هذه إلا بولي أمر ينصبه المسلمون
فلا شك ولا ريب أنه لا تتم للمسلمين مصالحهم الدينية والدنيوية إلا بولي أمر ولا يحصل ولي أمر إلا بالسمع والطاعة إلا بالمعروف.



ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا وجميع المسلمين لما فيه الخير والصلاح ثم نعلم أن هذه المقاصد وهذه الأمور ما يكفى فيها محاضرة أو كلمة أو إنما هذا تذكير فقط. لكن ما تعرف تماما إلا بالدراسة بدراسة العقيدة الصحيحة المؤلفة لأهل السنة والجماعة دراسة صحيحة وتفهمها تفهما صحيحا والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما أشكل سؤال أهل العلم الدراسة والتعلم لا يكون إلا على أهل العلم المعروفين به وإلا يكون ضلالا الذي تعلم على نفسه أو على كتابه أو على جاهل مثله أو متعالم هذا يكون ضلالا جهلا لا علما يكون ضلالا لا هداية


ولذلك الخوارج ما هلكوا إلا لسبب أنهم لا يأخذون العقيدة والفقه على أهل العلم وإنما تعلم بعضهم على بعض اقتصروا على فهمهم فضلوا والعياذ بالله وأضلوا.



وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منهم وأمر بقتلهم دفعا لشرهم عن المسلمين وأسأل الله عز وجل لنا ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما يحب ويرضى وأن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



المصدر :

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2031











.
رد مع اقتباس