عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 16-01-2015, 10:09PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ؟

ص -183- باب: ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده ؟
في الصحيح عن عائشة: أن أم سلمة1 ذكرت لرسول الله كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور، فقال: "أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح -أو العبد الصالح-، بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله"2. فهؤلاء جمعوا بين فتنتين: فتنة القبور وفتنة التماثيل.

شرح الكلمات:

كنيسة: الكنيسة هي معبد النصارى.
مسجدا: أي موضعا للعبادة ولو لم يسم مسجدا.
شرار الخلق: أكثرهم شرا.
فهؤلاء جمعوا بين فتنة القبور وفتنة التماثيل: هذه الجملة من كلام شيخ الإسلام، وليست من نص الحديث.


1 هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية، تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي سلمة سنة أربع. وقيل: ثلاث. وكانت قد هاجرت مع أبي سلمة إلى الحبشة -رضي الله عنهما-, ماتت سنة (62) هـ.
2 رواه البخاري (الفتح 1/ 427) في الصلاة, باب هل تُنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد؟ ومسلم رقم (528) في المساجد ومواضع الصلاة, باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها.

ص -184- فتنة القبور: أي أنهم إذا بنوا مسجدا على القبر، فإنه يؤدي في النهاية إلى عبادة صاحب القبر.
فتنة التماثيل: أي أنهم إذا صوروا تمثالا لرجل صالح قصدهم الاقتداء به ومحبته، فإن ذلك يؤدي مع مرور الزمن إلى عبادته.

الشرح الإجمالي:

تخبرنا عائشة - رضي الله عنها - أن أم سلمة - رضي الله عنها - قد أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنها رأت معبدا للنصارى في أرض الحبشة حينما هاجرت مع زوجها الأول، وقد صوروا فيه الصور، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم عن سر ذلك، وهو أن النصارى إذا مات عندهم الرجل الصالح بنوا على قبره موضعا للعبادة، وصوروا فيه صورته، ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء الذين يعملون هذا العمل هم أكثر الخلق شرا عند الله.

الفوائد:

1. قبول خبر المرأة العدل.
2. أن اتخاذ الصور في مواضع العبادة من عادات النصارى.
3. تحريم بناء المساجد على القبور.
4. تحريم وضع الصور فوق القبور.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على التغليظ في النهي فيمن بنى على قبر رجل صالح موضعا لعبادة الله، فكيف بمن عبد صاحب القبر ؟


ص -185- مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على التحذير من بناء المساجد على القبور؛ لما في ذلك من تعظيم أصحابها، والتعظيم عبادة وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: كنيسة، مسجدا، شرار الخلق، فتنة القبور، فتنة التماثيل.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
ولهما عنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال -وهو كذلك-: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " . أخرجاه1.


1 رواه البخاري (الفتح 1/ 435) في الصلاة، باب الصلاة في البيعة. وفي أحاديث الأنبياء (6/ 3453, 3454) باب ما ذكر عن بني إسرائيل. ومسلم (5301) في المساجد ومواضع الصلاة, باب النهي عن بناء المساجد على القبور من حديث عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.


ص -186- شرح الكلمات:

ولهما: أي البخاري ومسلم.
نزل برسول الله: نزل به ملك الموت والملائكة الكرام لقبض روحه.
طفق: جعل يطرح.
يضع خميصة: أي الكساء المعلم.
فإذا اغتم بها كشفها: أي إذا انحبس نفسه كشفها ليتنفس.
لعنة الله: اللعن من الله الطرد والإبعاد عن رحمته، ومن الناس السب والدعاء.
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد: كنائس وبيعا يعبدون الله فيها.
يحذر ما صنعوا: هذا من كلام عائشة - رضي الله عنها-.
ولولا ذلك: ولولا لعنة اليهود والنصارى، أو ولولا تحذيره من ذلك وخوف اتخاذ قبره مسجدا.
لأبرز قبره: لدفن خارج حجرته.
غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا: أي لكن خاف الصحابة أن يتخذ قبره مسجدا، فدفنوه في حجرته.

الشرح الإجمالي:

تخبرنا عائشة - رضي الله عنها - أنه حينما حضرت النبي صلى الله عليه وسلم الوفاة قال وهو في سكرات الموت: " لعن الله اليهود والنصارى "؛ وذلك لأنهم بنوا على قبور أنبيائهم مساجد. ثم استنتجت عائشة - رضي الله عنها - أنه يريد بذلك تحذير أمته من أن تقع فيما وقعت فيه اليهود والنصارى فتبني على قبره مسجدا، ثم بينت أن الذي منع الصحابة من دفنه خارج غرفته هو خوفهم من أن يتخذ قبره مسجدا.


ص -187- الفوائد:

1. بيان ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من شدة النزع.
2. حرص النبي على أمته.
3. جواز لعن الكفار على سبيل العموم.
4. تحريم البناء على القبور عموما.
5. في الحديث رد على الذين يجيزون البناء على قبور العلماء تمييزا لهم عن غيرهم.
6. أن البناء على القبور من سنن اليهود والنصارى.
7. بيان فقه عائشة -رضي الله عنها-.
8. في الحديث بيان سبب دفن الرسول صلى الله عليه وسلم في حجرته.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم بناء المساجد على القبور وعبادة الله عندها، فكيف بعبادة أصحاب القبور.

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث دل الحديث على التحذير عن بناء المساجد على القبور؛ لما في ذلك من تعظيم أصحابها، والتعظيم عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: نزل برسول الله، طفق، يطرح، خميصة، فإذا اغتم بها كشفها، لعنة الله، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك، لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا.

ص -188- ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.
ولمسلم عن جندب بن عبد الله1 قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"2.

شرح الكلمات:

بخمس: خمس ليال.
إني أبرأ: أمتنع من هذا وأنكره.
خليل: الخليل هو الحبيب غاية المحبة.
فإن الله قد اتخذني خليلا: أي فلا محل في قلبي لمحبة غيره.
لاتخذت أبا بكر خليلا: أبو بكر هو عبد الله بن عثمان، وهو أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين، وأول من أسلم من الرجال، وأول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


1 هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي أبو عبد الله، توفي - رضي الله عنه - بعد الستين.
2 مسلم (532) في المساجد ومواضع الصلاة, باب النهي عن بناء المساجد على القبور.

ص -189- يتخذون قبور أنبيائهم مساجد: يعني يبنون عليها مواضع للعبادة، أو يصلون عندها بدون بناء.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قرب موته نفى أن يكون له خليل من الخلق، وذلك أن قلبه صلى الله عليه وسلم مملوء بمحبة الله كما ملئ بها قلب أبيه إبراهيم من قبل، ثم بين صلى الله عليه وسلم أنه لو كان في نيته أن يتخذ من الخلق خليلا لكان الأولى بهذه الخلة أبا بكر الصديق رضي الله عنه؛ لما له من الفضل في مناصرة الدعوة وشد أزر النبي صلى الله عليه وسلم، ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة -رضوان الله عليهم- يحبونه ويؤثرونه على أنفسهم خشي أن يبنوا على قبره مسجدا كما فعلت اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم، فنهى عن اتخاذ المساجد على القبور وفي مقدمتها قبره صلى الله عليه وسلم.

الفوائد:

1. إثبات خلة النبي صلى الله عليه وسلم لله.
2. إثبات صفة المحبة لله.
3. إثبات خلة إبراهيم -عليه السلام- لله.
4. بيان فضل أبي بكر رضي الله عنه، والإشارة إلى أحقيته بالخلافة؛ لأن أحب الناس إليه أولى بالنيابة عنه.
5. أن بناء المساجد على القبور من سنن الأمم السابقة.
6. تحريم اتخاذ المساجد على القبور.
7. وجوب سد الذرائع.


ص -190- مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم بناء المساجد على القبور، فكيف بعبادة أصحابها؟

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث نهى الحديث عن بناء المساجد على القبور؛ لما في ذلك من تعظيم أصحاب القبور، والتعظيم نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إني، أبرأ، خليل، فإن الله اتخذني خليلا، لاتخذت أبا بكر خليلا.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ص -191- ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنهمرفوعا: "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد". رواه أبو حاتم في صحيحه1.

شرح الكلمات:

إن من شرار الناس من تدركهم الساعة: أي أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس.
والذين يتخذون القبور مساجد: أي ومن شرار الناس الذين يبنون على القبور مواضع للعبادة.

الشرح الإجمالي:

يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن صنفين من شرار الناس، وهما اللذان تقوم عليهما الساعة:
1. الذين يبنون على القبور مواضع للعبادة.
2. أو يصلون عندها بدون بناء، وذلك لما يترتب على اتخاذ القبور مساجد من تعظيم أصحاب القبور وتقديسهم، والتبرك بتربتهم الذي لا يمكن أن تقبله الفطرة السليمة، ولا يجيزه من في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ لأنه تحريف للكلم عن مواضعه، ومصادمة للنصوص الصحيحة من الكتاب والسنة المطهرة


1 رواه أحمد في المسند (1/ 435). وصححه الشيخ أحمد شاكر (3844). وابن حبان (340) في الصلاة. والطبراني في الكبير رقم (10413) من حديث عاصم بن أبي النجود. وقال ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (158): " إسناده جيد ".


ص -192- الفوائد:

1. معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم حيث وقع ما أخبر به من بناء المساجد على القبور.
2. أن الساعة لا تقوم على مؤمن.
3. إثبات قيام الساعة.
4. تحريم بناء المساجد عل القبور أو الصلاة عندها بدون بناء؛ لأن المسجد اسم لما يسجد فيه ولو لم يكن فيه بناء.

مناسبة الحديث للباب:

حيث دل الحديث على تحريم بناء المساجد على القبور والصلاة عندها، فكيف بمن عبد أصحابها؟

مناسبة الحديث للتوحيد:

حيث وصف الحديث متخذ المساجد على القبور بشرار الناس، وذلك لما فيه من التعظيم لأصحابها، والتعظيم نوع من العبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:

الجمع بين هذا الحديث وبين حديث ثوبان أن يفسر قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان: "حتى يأتي أمر الله" بموت الطائفة المنصورة وانقراضها، فيزول التعارض ويكون المعنى لن يخذلوا ما داموا موجودين.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: إن من شرار الناس من تدركهم الساعة، والذين يتخذون القبور مساجد.

ص -193- ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح، فكيف إذا عبده؟
هـ. وضح مناسبة الحديث للتوحيد.

ملاحظة:

أحكام القبور أربعة:
1. زيارة الرجال لها بدون سفر، وهذا مستحب؛ لأنه يذكر بالآخرة.
2. البناء على القبور وإيقاد السرج، وهذا محرم؛ لأنه وسيلة إلى الشرك.
3. دعاء أصحابها استقلالا أو توسطا بهم، وهذا شرك أكبر؛ لأن الدعاء نوع من العبادة وصرفه لغير الله شرك.
4. زيارة النساء للقبور، وهذا حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله زائرات القبور".

تتمة في أصل المتن من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية:
فقد نهى عنه في آخر حياته ولعن وهو في السياق من فعله، والصلاة عندها من ذلك وإن لم يبن مسجدا، وهو معنى قولها: "خشي أن يتخذ مسجدا"؛ فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجدا. وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا، بل كل موضع يصلي فيه يسمى مسجدا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا"1.


1 البخاري : التيمم (335). ومسلم : المساجد ومواضع الصلاة (521). والنسائي : الغسل والتيمم (432)، والمساجد (736). وأحمد (3/304). والدارمي : الصلاة (1389).





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس