عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 16-01-2015, 09:26AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره


ص -124- باب: من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره1
وقول الله تعالى : { وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ }2.

شرح الكلمات:


لا تدع: يشمل الدعاء هنا دعاء العبادة ودعاء المسألة، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ما: اسم موصول يشمل كل مدعو من دون الله.
ينفعك: يجلب لك النفع.
يضرك: يوقع بك الضرر.
فإن فعلت: فإن دعوت غير الله.
إذا: حينئذ.
الظالمين: المشركين.

الشرح الإجمالي:


ينهى الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، والنهي لجميع الأمة عن عبادة وسؤال كل ما سوى الله؛ لأن كل ما سوى الله لا يملك لأحد نفعا ولا


1 الاستغاثة: طلب الغوث, وهو إزالة الشدة. والفرق بين الاستغاثة والدعاء, أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب. وأما الدعاء فهو أعم منها؛ لأنه يكون من المكروب ومن غيره, فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص فبينهما عموم وخصوص مطلق, فكل استغاثة دعاء, وليس كل دعاء استغاثة, والمراد من تبويب المصنف هذا الباب: بيان تحريم الاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره من الأموات، وأنه من الشرك الأكبر. انظر حاشية كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله ص (113).
2 سورة يونس آية : 106.
ص -125- ضرا، ويخبره بأنه لو فعل ذلك -وحاشاه صلى الله عليه وسلم- فسيكون من المشركين.

الفوائد:


1. أن جلب النفع ودفع الضر من خصائص الله عزوجل.
2. أن من دعا غيرالله معتقدا أنه يملك النفع والضر دون الله فقد أشرك.
3. اعتبار الشرك ظلما.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: لا تدع، ما، ينفعك، يضرك، فإن فعلت، إذا، الظالمين.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
وقول الله تعالى : { وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }1.

شرح الكلمات:


وإن يمسسك الله بضر: وإن ينزل بك ضر من الله كمرض ونحوه.
فلا كاشف له: فلا مزيل له.
وإن يردك بخير: يقدر لك خيرا.
فلا راد لفضله: فلا مانع لفضله.
يصيب به: يخص به.
الغفور: كثير المغفرة لمن تاب حتى عن الشرك.
الرحيم: كثير الرحمة.

1 سورة يونس آية : 107.

ص -126- الشرح الإجمالي:


يخبر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن الخير والشر كليهما مقدران من الله عزوجل، وأنه لا يملك أحد من الخلق كائنا من كان كشف الضر عن أحد، ولا دفع الخير عن أحد، وأن التصرف المطلق كله لله يحرم من يشاء بحكمته، ويعطي من يشاء بفضله، وأنه كثير المغفرة لمن تاب حتى عن الشرك، كثير الرحمة لمن أناب.

الفوائد:


1. أن الخير والشر مقدران من الله.
2. إثبات صفة الإرادة لله على وجه يليق بجلاله.
3. إثبات صفة المشيئة لله.
4. إثبات كمال ملكه وسلطانه.
5. إثبات اسمين من أسماء الله، وهما الغفور والرحيم، ويتضمنان صفتي المغفرة والرحمة.

مناسبة الآية للباب:


حيث دلت الآية على أن كشف الضر وجلب النفع من خصائص الله عزوجل، فيكون طلبها من غير الله شركا به.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: وإن يمسسك الله بضر، فلا كاشف له، وإن يردك بخير، فلا راد لفضله، يصيب به، الغفور، الرحيم.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ص -127- ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
وقول الله تعالى : { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }1.

شرح الكلمات:


تعبدون: العبادة لغة: التذلل. وشرعا: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة.
أوثانا: جمع وثن، وهو يطلق على كل ما عبد من دون الله سواء نحت على صورة أم لا.
تخلقون: تختلقون.
إفكا: كذبا.
لا يملكون لكم رزقا: لا يستطيعون جلب الرزق لكم.
فابتغوا: اطلبوا.
واعبدوه: أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له.
واشكروا له: قوموا بطاعته على نعمائه.
إليه ترجعون: بالموت ثم بالبعث فيجازي كلا بعمله.

الشرح الإجمالي:


يخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عن إبراهيم -عليه السلام- أنه بين

1 سورة العنكبوت آية : 17.
ص -128- لقومه أن حقيقة ما يعبدون من دون الله أوثان لا تملك لأحد ضرا ولا نفعا، وأنهم هم الذين يختلقون الكذب بنسبة النفع إليها، ثم بين لهم أن هذه الأوثان لا تقدر على شيء من الخير، وإنما يطلب الخير كله من الله دون غيره، وأنه هو الذي يستحق إخلاص العبادة وإخلاص الثناء والشكر؛ لأن مآل الجميع إليه بالموت، ثم يبعثهم ويجازي كلا بعمله.

الفوائد:


1. أن أصل دين الرسل هو التوحيد.
2. بطلان عبادة الأوثان.
3. أن الخير والشر مقدر من الله.
4. وجوب عبادة الله وشكره.
5. إثبات المعاد.

مناسبة الآية للباب:


حيث دلت الآية الكريمة أن الرزق لا يطلب إلا من الله، فيكون طلبه من غير الله شركا به.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: تعبدون، أوثانا، تخلقون، إفكا، لا يملكون لكم رزقا، فابتغوا، واعبدوه، واشكروا له، إليه ترجعون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج ثلاث فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
ص -129- وقول الله تعالى : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ }1.

شرح الكلمات:


ومن أضل: من اسم استفهام يراد به الإنكار أي لا أحد أضل.
أضل: أجهل.
يدعو: يعبد ويسأل.
ممن لا يستجيب له: ليس به قدرة على الاستجابة لهم إلى أن تقوم الساعة.
كانوا لهم أعداء: سيكون المعبودون للعابدين أعداء يوم القيامة.
غافلون: لا يشعرون بدعائهم، إما لكونهم مسخرين بالعبادة كالملائكة والأنبياء والصالحين، أو جمادا كالأصنام.
حشر الناس: أي بعثوا وجمعوا للحساب يوم القيامة.
كانوا لهم أعداء: سيكون المعبودون للعابدين أعداء يوم القيامة.
وكانوا بعبادتهم كافرين: وكان المعبودون جاحدين ومكذبين لعبادة عابديهم يوم القيامة.

الشرح الإجمالي:


يخبرنا الله -سبحانه وتعالى- أنه لا أحد أشد ضلالا وجهلا ممن يترك عبادة السميع المجيب، ويعبد أشياء ليس لها قدرة على إجابته إلى أن تقوم الساعة، إما لكونها مسخرة لعبادة الله كالملائكة أو الأنبياء والصالحين، أو جمادا كالأصنام. ثم يبين -سبحانه وتعالى- أنه سيحشر الناس يوم القيامة،

1 سورة الأحقاف آية : 5-6.
ص -130- ثم تظهر للعابدين خيبة أملهم حين يتبرأ منهم معبودوهم يوم القيامة، وينقلبون لهم أعداء ويكفرون بعبادتهم ويجحدونها. الفوائد:
1. أجهل الناس وأضلهم من دعا غير الله.
2. إثبات أن المعبودين غافلون عن عبادتهم ولا يستطيعون إجابتهم.
3. تسمية هذا الدعاء عبادة.
4. أن هذه الدعوة سبب لعداوة المعبودين للعابدين يوم القيامة.
5. بيان أن المعبودين سيتبرؤون يوم القيامة من عبادة عابديهم.

مناسبة الآية للباب:


حيث دلت الآية على أنه لا أحد أجهل وأضل ممن دعا غير الله؛ لذا يكون الدعاء عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:


كفر المعبودين بالعابدين قيل بلسان المقال، وذلك في الملائكة والأنبياء والصالحين واضح، أما في الأصنام وسائر الجمادات فقيل: إن الله يخلق لها النطق فتنطق وتكذب المشركين. وقيل: إنها تكذبهم بلسان الحال.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: ومن أضل، يدعو، من لا يستجيب له، غافلون، حشر الناس، كانوا لهم أعداء، وكانوا بعبادتهم كافرين.
ص -131- ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج أربع فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
وقول الله تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }1. شرح الكلمات:
يجيب: يستجيب له.
المضطر: المكروب الذي مسه الضر.
يكشف السوء: يزيل الضرر عنه وعن غيره.
خلفاء الأرض: كل قرن يخلف الذي قبله قد انقرض.
تذكرون: تتعظون.

الشرح الإجمالي:


يقرر الله في هذه الآية الكريمة بعض الحقائق التي يختص بها دون من سواه، ومن ذلك استجابة دعوة المكروب وإزالة الضرر عنه، والمحافظة على جنس البشر بوصل حاضره بماضيه، ثم يبين –سبحانه- أن من لم يتعظ بمثل هذا ويعتبر ويعبد الله وحده فلن يتعظ بغيره.

1 سورة النمل آية : 62.

ص -132- الفوائد:


1. الإخلاص في الدعاء سبب للاستجابة.
2. إثبات بركة الدعاء ونفعه.
3. أن الخير والشر مقدر من الله عزوجل.
4. الاستدلال على توحيد الألوهية بتوحيد الربوبية.
5. إجابة الله لدعاء المضطر وكشف سوءه.
6. معرفة الله بالفطرة.

مناسبة الآية للباب:


حيث دلت الآية على أنه لا يستجيب للمضطر إلا الله -سبحانه وتعالى-، فيكون دعاء المضطر وهو الاستغاثة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: يجيب، المضطر، يكشف السوء، خلفاء الأرض، تذكرون.
ب. اشرح الآية شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآية مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآية لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.
ص -133- وروى الطبراني بإسناده " أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله"1.

شرح الكلمات:


منافق: النفاق لغة: هو إظهار خلاف ما يبطنه الشخص. وشرعا: إظهار الإسلام وإبطان الكفر، ولعل المقصود بالمنافق هنا عبد الله بن أبي.
بعضهم: قيل: إن المراد بالبعض هو أبو بكر (رضي الله عنه).
نستغيث: الاستغاثة طلب الغوث، وهي الدعاء مع الكرب وهو إزالة الشدة، والمقصود باستغاثة المؤمنين هنا الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم فيما يقدر عليه.

الشرح الإجمالي:


يخبرنا الراوي في هذا الحديث أن رجلا من المنافقين كان يؤذي الصحابة، ولما ذهبوا ليستغيثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه كف أذاه، ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم يقدر على مثل هذا فقد نهاهم عن الاستغاثة به، وذلك إرشادا لهم إلى حسن الأدب مع الله عزوجل، وسدا للذريعة وحماية لجانب التوحيد.

الفوائد:


1. بيان ضرر المنافقين على المسلمين.
2. تحريم الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله.

1 ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 159)، وقال: " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ". ورواه أحمد في المسند (5/ 317). وفي سنده ابن لهيعة وراوٍ لم يسم فالحديث ضعيف.

ص -134- مناسبة الحديث للباب:


حيث دل الحديث على تحريم الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله؛ لذا تكون الاستغاثة عبادة، وصرف العبادة لغير الله شرك.

ملاحظة:


الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ }1 أن الآية تفيد جواز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، وأن الحديث لا يحرم ذلك، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم نهاهم لحسن التأدب مع الله، وعدم إطلاق العبارات المحتملة للحق والباطل.

المناقشة:


أ. اشرح الكلمات الآتية: منافق، بعضهم، نستغيث.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج فائدتين من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث لباب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره.





المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf




رد مع اقتباس