عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-01-2015, 12:17PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح الأصول الثلاثة (04)

للعلامة : محمد أمان الجامي
-رحمه الله-



قوله (( بالأدلة ))

الشرح :

معرفة كل ذلك بالأدلة : لابد من الأدلة ، وكل علم يقدم بدون دليل فهو دعوى ،
والدعوى لابد لها من بينة ، البينة الدليل ، الدليل هو قال الله قال رسول الله ﷺ.
وإجماع الصحابة ، ويقول الإمام رحمه الله ، والدليل على هذه المسائل الأربع يجب
تعلمها على جميع المسلمين ، الدليل على هذه السورة القصيرة التي يحفظها تقريباً
كل مسلم .


بسم الله الرحمن الرحيم :
( والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا
بالصبر )).

هذه المسائل الأربع التي سوف تشرح إن شاء الله .

العصر : الواو واو القسم ، والعصر هو المقسم به فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة
فيما خلق ، وفيما شرع في أحكامه في قضاءه وقدره حكيم يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد
ولا يسال عما يفعل يقسم وكثيراً ما يقسم بمخلوقاته ، ومع ذلك أرسل رسوله الأمين عليه
الصلاة والسلام وبين لنا أننا نحن العباد لا يجوز أن نقسم إلا بالله ، ولكن الله قد يقسم
بمخلوقاته ، وليس للعباد أن يقيسوا أنفسهم على رب العالمين فيقسمون ببعض المخلوقات قائلين
لأن الله يقسم بالعصر والليل والضحى ، ونحن لماذا لانقسم ؟
أنت عبد والعبد يقف عند أمر سيده فسيدك هو الله أرسل إليك سيد الناس أجمعين محمد
ﷺ فأخبرك أن العبد لا يقسم إلا بالله { من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت }
إذ العبد ممنوع من أن يقسم بغير الله ولو كان أشرف المخلوقين محمد ﷺ ، لا
يجوز للناس أن يقسموا بالرسول ﷺ ولا ببيت الله ، ولابأحد من خلق الله من الأنبياء
والملائكة والأولياء والصالحين ،كل ذلك لا يجوز ، ولكن الله يقسم بما يشاء لحكمة يعلمها ،

أقسم هنا بالعصر يشمل إما عصر النبوة عصر محمد صلى لأنه عصر ممتاز ، عصرٌ أرسل
الله فيه خاتم النبيين بالرساله العامة بينما كان الرسل يرسل كل رسول إلى قومه وبلسان قومه
رسالة مؤقتة ، ويعلم الله متى تنتهي ، وهم أي قومه لا يعلمون متى تنتهي ، ذلك النسخ
تنسخ كل رساله وتنتهي إلى حدٍ ولقوم محدودين ولكن الرسالة المحمدية جاءت رسالة
عامه وباقيه ما بقية الدنيا إذاً هذا العصر عصر النبوة عصر ممتاز أقسم الله به ليبين مكانه
هذا العصر يشمل هذا العصر صلاة العصر لأن صلاة العصر هي الصلاة الوسطى على
أصح القولين ، الصلاة الوسطى تمتاز على الصلوات الأخرى إذ تجتمع فيها الملائكة الذين
ضلوا فينا ، والملائكة الذين ينزلون ليبيتوا فينا وقد يحصل هذا المعنى في صلاة الصبح
لذلك أُختلف في الصلاة الوسطى ، هل هي صلاة الصبح أو صلاة العصر ؟
والذي يرجحه
كثير من المحققين أنهاصلاة العصر ،وبناءاً على ذلك فإن العصر المراد به صلاة العصر
أو والعصر بمعنى الدهر ليشمل جميع العصور ولله حكمه في ذلك كله ، أقسم الله
بالعصر سواءً كان هذا المعنى أو ذاك أو غيرهما ، إن جنس الإنسان في خسارة وفي
هلاك ، الجنس قد يخرج من هذا الجنس الأفراد الذين عصمهم الله

(إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين إتصفوا بهذه الصفات الآتية ، صفة الإيمان ، والإيمان يشمل
الإيمان بالله ويجب الإيمان به يدخل في قوله تعالى : ( إلا الذين أمنوا ( وهذا ضربٌ من
ضروب إعجاز القرآن ، لفظ وجيز ، جملة شملت هذه المعاني كلها إلا الذين أمنوا بالله
أمنوا بربو بيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، أمنوا بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
( إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات )
وما هي الأصول التي تقدمت ؟
معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام ( الأصول الثلاثة ) .





رد مع اقتباس