عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 25-07-2015, 09:07AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




فضل صيام ستة أيام من شوال

لفضيلة الشيخ العلامة / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-رحمه الله-


قال الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم
رحمة الله تعالى:


تتمة في صيام ست من شوال:


عن أبي أيوب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم.
وروى أحمد والنسائي عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعا: "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة".


وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: "من صام رمضان وأتبعه بست من شوال، فكأنما صام الدهر" رواه الزار وغيره.
وروى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان، وأتبعه ستا من شوال خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".


شـرح سـمـاحة الشـيـخ ابـن بـاز رحمه الله

إن من نعم الله العظيم، أن شرع لعباده صيام رمضان وقيامه وجعله ميدانا لعباد للمسابقة إلى الطاعات والمسارعة إلى الخـيـرات، ووعدهم على هذا سبحانه الخير الكثير، والفضل العظيم، وعدهم مغفرة ومضاعفة الأجر، والعتق من النار، وهذا من فضله سبحانه وجوده وكرمه، وشرع لهم فيه أنواع العبادات، من قراءة القرآن، والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار والدعاء، والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى غير هذا من وجوه الخير، وإن كانت مشروعة في غير رمضان، لكن في رمضان يتأكد ذلك، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم يدارس جبرائيل القرآن في رمضان كل ليلة، قد قال الله جل وعلا: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)[البقرة:185] ولم يبق من هذا الشهر إلا هذا اليوم، بقية هذا اليوم.


فجدير بالمؤمن أن يحرص على ختمه بأفضل ما يستطيع، من ذكر الله واستغفاره والتوبة إليه سبحانه وتعالى، وسؤاله جل وعلا القبول والمغفرة، وأن يبلغه رمضانات أخرى على الوجه الذي يرضيه سبحانه وتعالى، يسأل ربه أن يعيده عليه أعواما كثيرة في خير واستقامة وصلاح، وأن يتقبل منه هذا الشهر، وأن يجعله من أسباب المغفرة والعتق من النار، ومن كمال صيام هذا الشهر إتباعه بست من شوال لقوله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" أخرجه مسلم في الصحيح.


هذا من تمام هذا الخير، ومن كمال هذا الخير، اتباعه بصيام ست من شوال، إذا تيسر ذلك، ويشرع لك يا عبد الله الصوم في جميع السنة، لا تنس الصوم فيه خير عظيم، ففي حديث رواه أحمد وغيره يقول النبي صلى الله لبعض الصحابة: "عليك بالصوم، فإنه لا مثل له".


والصوم له شأن عظيم في الحديث الصحيح: "الصوم جنة" يعني: جنة من النار، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الاثنين والخميس، ويصوم ثلاثة أيام من كل شهر إذا تيسر له ذلك، وكان يصل في الصوم كثيرا حتى يقال: لا يفطر، ويصلي في الإفطار حتى يقال: لا يصوم، على حسب مشاغله وفراغه عليه الصلاة والسلام، هكذا أمته يشرع لهم التأسي به في الاستكثار من الصوم في بقية السنة، وفي صوم الاثنين والخميس وفي صيام ثلاثة أيام من كل شهر، يرجون ما عند الله من المثوبة.


وأفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم عاشورا وأفضل الصيام التطوع في الجملة، صوم يوم وفطر يوم هذا أفضل التطوع، أن يصوم يوما وأن يفطر يوما، وهذا صوم داود عليه الصلاة السلام، كان يصوم شطر الدهر، نصف الدهر يصوم يوما ويفطر يوما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد أفضل من ذلك، فقال لعبدالله بن عمرو: (لا أفضل من ذلك)، ليس هناك أفضل من شطر الدهر، يصوم يوما ويفطر يوما إذا تيسر له ذلك أما إذا شغله ذلك عن مهمات أخرى وعن طلب الرزق، لا، فهذا لا يشرع له، لا بد أن يراعي حاجات أهله طلب الرزق، التسبب، ولا بد أن يشغله ما هو أهم من طلب العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإنسان يتطوع بالتطوعات التي لا تشغله عما هو أهم منها.


وهذه الكفارات تقدم غير مرة أن المراد عند اجتناب الكبائر، فينبغي الحذر من الكبائر، لأن الله يقول سبحانه: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ)[النساء:31] فجعل التكفير مشروطا باجتناب الكبائر، وهذا يعم المؤمنين جميعا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر" وفي لفظ: "مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر"، دل على أن الكبائر تحتاج إلى توبة، وأنها من أسباب حرمان المغفرة لمن أصر عليها.


والكبائر: هي المعاصي العظيمة التي جاء فيها الوعيد بالنار، أو جاء فيها الوعيد بغضب الله، أو باللعنة، أو فيها حدود كالزنا والسرقة والعقوق للولدين أو أحدهما، أو قطيعة الرحم والغيبة والنميمة، وأكل الربا، و قذف المحصنات الغافلات، وأكل مال اليتم إلى غير هذا من المعاصي الكبيرة، يجب الحذر منها لأنها معاصي، ويجب الحذر منها أيضا، لأنها من أسباب حرمانك المغفرة في هذه الأعمال العظيمة، فجاهد نفسك يا عبد الله في الحذر مما حرم الله عليك دقيقه وجليله، صغيره وكبيره، وحاسب هذه النفس وذكرها موقفها بين يدي الله، وأن الله أباح لها ما يكفي، وشرع لها ما يكفي، ليس لها حاجة فيما نهى الله عنه، وقد أباح الله لها ما يكفي ويغنيها عما حرم الله عليها.


ومما ينبغي أن يختم به هذا الشهر، العزم الصادق على طاعة الله ورسوله، وأن تستمر في الخير بقية زمانك، وعندك عزم وعندك قوة ونشاط على أن تستقيم على طاعة ربك، وأن تستمر في الخير، من صلاة وصدقات واستغفار ودعاء، وقراءة قرآن وغير ذلك، ويكون عندك العزم على جهاد نفسك على هذا الخير مع الحذر من جميع ما نهى الله عنه.


وهكذا يجب الحذر من صحبة الأشرار، فإن صحبة الأشرار شرها عظيم (المرء على دين خليله) فيجب عليك أن تحذر صحبة من لا الخير، واحرص على صحبة من يعينك على الخير ويثبتك ويشجعك احرص على صحبته، أما من يثبط عن الخير ويكسلك عن الخير، أو يدعو إلى الشر فأحذر صحبته.


وفق الله الجميع، وتقبل من الجميع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.


المصدر :












.
رد مع اقتباس