عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-10-2015, 08:12AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




من كتاب ( المورد العذب الزلال ) الماتع

للعلامة/ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
تقريض فضيلة الشيخ الدكتور/. صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله-


الباب العاشر :
فيما انتقد على جماعة التبليغ



جماعة التبليغ هي واحدة من الجماعات الدعوية الموجودة على الساحة وقد تأسست في منتصف القرن الرابع عشر الهجري أي القرن الماضي.
على يد المؤسس لها وهو الشيخ محمد إلياس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي.
ترجمة المؤسس: ولد مؤسس هذه الجماعة وهو محمد إلياس عام 1302هـ وحفظ القرآن وقرأ الكتب الستة في الحديث على المنهج الديوبندي الحنفي مذهباً، الأشعري الماتريدي عقيدة الصوفي طريقة.
والطرق التي عندهم أربع طرق وهي:
1 ـ الطريقة النقشبندية.
2 ـ الطريقة السهروردية.
3 ـ الطريقة القادرية.
4 ـ الطريقة الجشتية.

وقد أخذ الشيخ محمد إلياس المذكور البيعة الصوفية على يد الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ثم جددها بعد موت الشيخ رشيد على يد الشيخ أحمد السهارنفوري الذي أجازه في المبايعة على النهج الصوفي المعروف، وكان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد البدايوني، وفي المراقبة الجشتية كان يجلس عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي() الذي كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود() أقام ودرس ودرَّس ومات في دلهي سنة 1363هـ. اهـ من كتاب حقيقة الدعوة إلى الله للشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين بتصرف.


ظروف نشأتها يرى الشيخ أبو الحسن الندوي أن الشيخ محمد إلياس لجأ إلى هذه الطريقة في الدعوة حين أعيته السبل التقليدية في إصلاح أهل منطقته() وينقل الشيخ ميان محمد أسلم عن ملفوظات إلياس لمحمد منظور النعماني قول الشيخ محمد إلياس نفسه أنه انكشف له على هذه الطريقة بأن ألقي في روعه في المنام تفسير جديد لقوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}() يقتضي الخروج للدعوة إلى الله فإنها لا تتحقق بالإقامة في مكان واحد بدليل قوله تعالى {أخرجت} وأن الإيمان يزداد بالخروج بدليل قوله {تؤمنون بالله} بعد قوله {أخرجت للناس} وأن المراد بقوله أمة: العرب، والمراد بقوله {للناس}: العجم.


ويلاحظ على هذا المقطع بما يلي:
أولاً: أن القرآن لا يفسر بالكشوفات والأحلام الصوفية التي يكون أغلبها بل كلها من وحي الشيطان.
ثانياً: يظهر مما سبق أن مؤسس هذه الجماعة غارق في الصوفية من أخمصه إلى مشاشه، فهو أخذ بيعتين فيها وفتن بطواغيتها وأمضى وقته في الجلوس على قبورهم.
ثالثاً: أن مؤسس هذه الجماعة قبوري خرافي ويظهر ذلك من قوله، وكان يجلس في الخلوة عند قبر الشيخ نور محمد...الخ وذكر عن الثاني أنه كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود عياذاً بالله فكيف يوجد الخير عند من يعكف على قبر من كانت تسيطر عليه فكرة وحدة الوجود، وإن عكوفه عند قبر من كانت تسيطر عليه هذه الفكرة لدليل واضح أنه يؤمن بها ولولم يكن يؤمن بها لما فعل ذلك.


ما هي وحدة الوجود؟ وحدة الوجود: فكرة إلحادية يؤمن بها زنادقة الصوفية يتغنون بها في أشعارهم ويعبرون عنها في مقالاتهم، وأمامي الآن عدد كبير من عباراتهم الدالة على سخف عقولهم وسوء عقيدتهم وخبث ما ينطوون عليه من الكفر القذر والزندقة الملحدة التي تقشعر القلوب من سماعها ويعف اللسان عن النطق بها وإسماعها ويتحرج الإنسان من كتابتها، وقد قيل: (كفاك من شر سماعه) لكن لا بد من كتابة شئ منها ليستدل به على ما وراءه وللشيخ عبدالرحمن الوكيل رئيس أنصار السنة بمصر سابقاً كتاب صغير الحجم عظيم الفائدة اقتنيته قبل سنوات ولما قرأته كتبت عليه هذه العبارة وإني لأعدها من صالح عملي

وهذه هي العبارة: رحمك الله يا عبدالرحمن لقد سجلت حقاً في هذا الكتاب وكشفت الستر المفتعل على تلك الأصنام الجوفاء التي كانت ومازالت بقاياها تقذف أخبث الكفر وأقذره وتزعم أنه عين التوحيد وتضفي هالة من القداسة على قائليه الضلال معتقدين فيهم أنهم أولياء الله في الوجود وخاصته من بين العباد حتى بين الله أمرهم على يديك. اهـ. وإني لأحث جميع طلاب العلم على اقتناء هذا الكتاب وقراءته واسم هذا الكتاب (هذه هي الصوفية).


أيها القارئ الكريم أرجوا منك المعذرة إن رأيت في هذه الكتابة ما يقرف مسامعك ولربما أسال مدامعك من وصف الصوفية المارقة للرب جل وعلا أنه حل في مخلوقاته أو اتحد بها جل ربي وعز وتقدس وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً. قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابه ((هذه هي الصوفية)): " آلهة الصوفية، ثم قال يفتري الصوفية أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب، ولا يشوب جلال الحق، فيها شبه ويصمون المسلمين بعمى البصيرة وعمه العقل وخطل الفكر وجمود العاطفة وفساد الذوق وخمود جذوة الحياة في الشعور، والإغراق العميق في المادة الصماء والجمود الأحمق على عبادة التاريخ وما زالت تلك دعواهم فما الرب الذي يعبدونه ـ


وإن شئت إحكام الدقة فسلهم ما الرب الذي اختلقوه ثم عبدوه؟! ناشدتك الله إن مسك فيما أقول وهم وريبة أو فتنتك منهم عن الحق غزل ابتسامة أو ترنيمة عاشقة بتسبيحة أو دعاء ناشدتك الله إلا ما قرأت شيئاً من كتبهم لتعرف رب الصوفية الأعظم، اقرأ من الفتوحات أو الفصوص أو ترجمان الأشواق أو عنقاء مغرب أو مواقع النجوم وكلها لابن عربي، واقرأ من الإنسان الكامل للجيلي، واقرأ من تائية ابن الفارض واقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر للشعراني،واقرأ من الابريز للدباغ والجواهر والرماح للتيجاني وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان، بل اقرأ حتى مجموع الأوراد التي يتعبدون بها الآن ودلائل الخيرات وأحزاب الكهنة منهم في العشايا والأسحار.


إن الصوفية تنعت ابن عربي بأنه الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر وتخر له ساجدة، والجيلى بأنه العارف الرباني والمعدن الصمداني، وابن الفارض بأنه سلطان العاشقين، والشعراني بأنه الهيكل الصمداني والقطب الرباني. فما أدعوك إذاً إلى كتب تنقم منها الصوفية دلائل الحق وإشراق الهدى، بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم وتباين أهوائهم ويجلونها، ولا أعدوا الصدق إن قلت يعبدونها ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد والمنبع السلسال لفيوض الربانية، فإن قرأت شيئاً من تلك الكتب فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله واقذف بنور الحق الإلهي على دياجير الباطل الصوفي وثمة يروعك ويستفز الغضاب الثوائر من لعناتك أن تجد الصوفية تدين برب يتجسد في أحقر الصور وتتعين هويته وإنيته في أنتن الجيف وتتمثل حقيقته الوجودية صور أوهام في الذهن الكليل وظنون حيرى في الكفر الضليل وتهاويل أسطورية في الخيال ألم تؤله الصوفية في دين كاهنها التلمساني رِمَّة كلب تقزز من صديدها الدود...

ثم بعد ذلك يقول عبدالرحمن الوكيل رحمه الله: إله ابن الفارض هو مؤمن ببدعة الوحدة أي وحدة الوجود وسمها بما شئت بصيرورة العبد رباً والمخلوق خالقاً إلى أن قال يؤمنون بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله بصور مادية أو ذهنية فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً وكان وهماً وظناً وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال لأنها هي هو في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد وكلما يقترفه البغاة وما تنهش الضاريات من لحوم وتعرق من عظام فهو فعل الرب الصوفي وخطيئته وجرمه إلى أن قال وتدبر ما سأنقل لك عن ابن الفارض في تائيته فلعله يزول عجبك ويفئ غضبك

يقول: جلت في تجليها الوجود لناظري ​ففي كل مرئى أراها برؤيتي وأشهد غيبي إذ بدت فوجــدتني ​هنالك إيـــاها بجلوة خلوتي ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها​وذاتي بذاتي إذ تجلت تجلت
إلى أن قال: فإن دعيت كنت المجيب وإن أكن ​منادى أجابت من دعاني ولبت يقول عبدالرحمن الوكيل رحمه الله إن دعى الله أجاب ابن الفارض لأنه عينه وإن دعى ابن الفارض لبى الله لأنه اسمه ومسماه إلى أن قال: ولا فـــــلك إلا ومن نـور باطـني ​به ملك يهـــدي الهدى بمشيئتي ولا قطر إلا حل من فيض ظاهري ​به قطرة عنها السحائب سحت ولولاي لم يوجد وجـود ولم يــكن​شهود​ولم تعــــهد عهود بذمتي فلا حي إلا من حـــــياتي حياته ​وطوع مرادي كل نفس مريدة يقول: "إن كل نفس استمدت حياتها من حياة ابن الفارض لأنه هو الله" عليه لعنات الله المتتابعة ،


ثم يقول ابن عربي: "أما الطاغوت الأكبر فقد افترى للصوفية رباً عجيباً يجمع بين النقيضين المتوترين في ذاته وبين الحقيقتين في صفاته فهو الوجود الحق وهو العدم الصرف وهو الخلاق وهو المخلوق وهوعين كل كائن وصفاته وعين صفات كل موجود وكل معدوم هو الحق الكريم والباطل اللئيم هو الفكرة العبقرية والخرافة الحمقى، هو الخاطرة الملهمة والوهم الذاهل والخيال الحيران والمستحيل الذي لا يتصور فيهالعقل أبداً.


إلى أن قال هو المؤمن وهو الكافر، هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية هو الجماد الغليظ والحيوان ذو المشاعر المرهفة والحساسية المتوقدة، هو الملاك الساجد تحت العرش وهو الشيطان الذي يصرخ في سقر هو القديس الناسك يذوب دمعه في دموع التسابيح وهو العربيد يضج الماخور من بغى خطاياه..." ولا أريد أن أطيل عليك. انظر (هذه هي الصوفية) لعبدالرحمن الوكيل().

ثم يقول: ((الرب هو صور العالم أي في عقيدة ابن عربي واسمع إليه يؤكد لك أن ربه كل ما ترى من صور العالم هي ظاهر الحق إذ هو الظاهر وهو باطنها إذ هوالباطن، وهو الأول إذ كان ولا هي وهو الآخر إذ كان عينها))الفصوص (). ثم قال: ((التجسد في النساء وإليك نصاً واحداً من نصوصه يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى: "ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم من وصلة النكاح ولهذا تعم الشهوة أجزاؤه كلها ولذلك أمر بالاغتسال منه فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد وأن يلتذ بغيره فطهره بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه إذ لا يكون إلا ذلك فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان مشهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صور ما تكون كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل بلا واسطة، فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل)) الفصوص().


ثم قال: ((فقر الإله الصوفي إلى الخلق {يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هوالغني الحميد} غير أن الصوفية تؤمن بإله فقير إلى الخلق فقير إليهم في وجوده فقير إليهم في علمه فقير إليهم في بقائه فقير إليهم في طعامه وشرابه فقير إليهم في كل شئ يهب له الظهور بعد الخفاء والوجود بعد العدم ويحول بينهم وبين الفناء)). يقول ابن عربي: ((فوجودنا وجوده ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه)) ويقول فأنت غذاؤه بالأحكام وهو غذاؤك بالوجود فتعين عليه ما تعين عليك، والأمر منه إليك ومنك إليه، غير أنك تسمى مكلفاً وما كلفك إلا بما قلت له كلفني بحالك، وبما أنت عليه، ولا يسمى مكلفاً فيحمدني وأحمده ويعبدني وأعبده... ثم ذكر عن الجيلي وادعاؤه الربوبية العظمى حيث يقول: فمهما ترى من مـــعدن ونباته ​وحيــــــوانه مع إنسه وسجاياه ومهما ترى من أبحـــــر وقفاره ​ومن شجر أو شاهق طال أعلاه إلى أن قال: فإني ذاك الكل والكل مشهدي ​أنا المتجلي في حقــــيقته لا هو وإني رب للأنــــــــــــام وسيد ​جميع الورى اسم وذاتي مسماه ثم ذكر عن الغزالي وأنه يدندن بوحدة الوجود فيقول: "العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة اتفقوا أنهم لم يرو في الوجود إلا الواحد الحق، ولكن منهم من كان له في هذه الحالة عرفاناً علمياً ومنهم من صار له ذوقاً وحالاً، فانتفت عنهم الكثرة بالكلية واستغرقوا بالفردانية المحضة فلم يبق عندهم إلا الله فسكروا سكراً وقع دونه سلطان عقولهم


فقال بعضهم: أنا الحق وقال بعضهم سبحاني ما أعظم شاني. وقال آخر: "ما في الجبة إلا الله". وكلام العشاق في حال السكر يطوى ولا يحكى" اهـ من (هذه هي الصوفية)(). وفي (ص 57) قال المؤلف: ((اله ابن عامر البصري: ولكي لا ترتاب أن ما ذكرته هو دين الصوفية جميعاً من سلفهم إلى خلفهم ومعاصريهم أذكر لك دين بعض أصنامهم الصغيرة، فاسمع إلى ابن عامر الذي عارض تائية ابن الفارض بتائية مثلها وزناً ومعنى ولطخها بنفس الزندقة الفارضية قال: تجلي لي المحبوب في كــل وجهة ​فشاهــدته في كل معنى وصورة وخاطبني مني بكشـــف ســرائر ​تعالت عن الأغيار لطفاً وجلت فقال أتدري من أنا قلت أنت يا ​منادى أنا إذ كــنت أنت حقيقة)) وفي (ص 58)


قال المؤلف: إلاه الصدر القونوي: قال في كتابه مراتب الوجود: ((فالإنسان هو الحق وهو الذات وهو الصفات وهو العرش وهو الكرسي وهو اللوح وهو القلم وهو الملك وهو الجن وهو السماوات وكواكبها والأرضون وما فيها وهو العالم الدنيوي وهو العالم الأخروي وهو الوجود وما حواه، وهو الحق وهو الخلق وهو القديم وهو الحادث))اهـ. ثم ذكر عن النابلسي وابن بشيش والدمرداش وابن عجيبة وحسن رضوان عبارات تفيد أنهم يؤمنون بوحدة الوجود القذرة.


أما صاحب الكشف عن الصوفية لأول مرة في التاريخ وهو الشيخ محمد عبدالرؤوف القاسم جزاه الله خير الجزاء فهو يقول: ((إن الصوفيين كلهم من أولهم إلى آخرهم إلا المبتدئين منهم يؤمنون بوحدة الوجود وما مضى ومئات النصوص التالية هي أدلة وبراهين))اهـ ، الكشف() . ويقول: ((قبل الولوج في متاهات النصوص الصوفية ودهاليزها الملتوية المتعرجة وزحاليقها المتقنة الصنع قبل ذلك يجب أن نأخذ فكرة واضحة عن الأساليب التي يتبعونها في بسط أفكارهم وعقائدهم في أقوالهم وكتاباتهم في تواليفهم ودعاياتهم لنستطيع فهم كلامهم بوضوح تام وأن نعرف أغراضه وأهدافه وبدون ذلك لا نستطيع دراسة الصوفية دراسة صحيحة وستكون دراستنا لأساليبهم من أساليبهم ومن أقوالهم وتواصيهم فيما بينهم سنرى بوضوح تام في هذه الدراسة ما يلي: ـ
1 ـ هناك سر غريب يتواصون بكتمانه عن غير أهله.
2 ـ أهل هذا السر هم الصوفية.
3 ـ هذا السر هو كفر وزندقة يقتل من يبوح به على أنه مرتد عن الإسلام.
4 ـ يقسمون المجتمع الإسلامي إلى صنفين.
أ ـ أهل الشريعة ويسمونهم أهل الظاهر أو أهل الرسوم أو أهل الأوراق أو العامة.
ب ـ أهل الحقيقة وهم الصوفية ويسمونهم أيضاً أهل الباطن وأهل الأذواق أو الخاصة وخاصة الخاصة وهم كبارهم.


5 ـ يتواصون دائماً وفي كل زمان ومكان أن يظهروا لأهل الشريعة ما يوافقهم من الأحكام الإسلامية وأن يكتموا عنهم ذلك السر حتى لا تباح دمائهم.
6 ـ لا يعرف هذا السر إلا بالذوق أن يذوقه الإنسان بنفسه وضربوا لذلك مثلاً باللذة الجنسية لا يعرفها إلا من ذاقها.
7 ـ في العادة يرمزون إلى الذات الإلهية بأسماء مؤنثة مثل ليلى وبثينة وغيرها. قاتلهم الله أنى يؤفكون))اهـ. الكشف().


لقد ملأ كتاب الكشف عن الصوفية لأول مرة مؤلفه بمئات النصوص الصوفية التي تفيد أن أصحابها يؤمنون بوحدة الوجود وخصص لها باباً أو فصلاً في 0ص 105)


قال فيه: ((الفصل الثالث وحدة الوجود عقيدة كل الصوفية وساق فيه نصوصاً كثيرة جداً في مائة وسبع وخمسين صفحة (157) ولولا أني أخشى عليك الملل والسآمة لأوردت كثيراً منها لاحباً في تلك النصوص ولا رغبة في سماع أو كتابة ما فيها من الكفر والزندقة، ولكن رغبة في إقناع أقوام لا يصدقون في فلان وفلان أن صوفيتهم صوفية مذمومة وكأنهم قد تيقنوا أن الصوفية منها ما هو مذموم ومنها ما هو غير مذموم ولنعلم أن الصوفية كلها مذمومة لأن من لم يؤمن بوحدة الوجود منهم قد استمرأها من غيره فسكت عنها ولم ينكرها ولم ينكر على أصحابها وربما عظمهم وتعظيمه إياهم على ما عندهم من الكفر جريمة كبرى، ومن جهة أخرى فإن من دخل في الصوفية أقل أحواله أن يستمرأ الشرك الأكبر فلا ينكره بل يراه حسناً أو مباحاً فإنا لله وإنا إليه راجعون.


ماذا جرت الصوفية على الإسلام من بلاء وماذا خربت فيه من تخريب . وأخيراً فإن عقيدة وحدة الوجود عقيدة إلحاد وزندقة وتأليه للمادة وهي في ذلك تشابه الشيوعية شبهاً بيناً فالشيوعية شعارها ((لا إله والحياة مادة))، فألهوا بدلك المادة وهي كل ما نراه في هذا الكون والصوفية يقولون في وحدة وجودهم ((لا شئ في هذا الكون سوى الله))، وكل ما نراه ونسمعه ونحسه بأي نوع من أنواع الإحساس فهو الله فهو الإنس والجن والملائكة وهو الطير والهوام والحشرات الزاحفة وهو البحر المائج والبر المترامي والهواء الطلق وهو الشجر والحجر وهو الجيفة العفنة والشهوة العارمة، وهو الحي الحياة التي تسري في الأحياء،وهو الموت الذي يصير الميت جثة، وهو الذي يولد ويموت وهو كل شئ. وبقليل من التفكير نرى أن كل ماقالوه هو المادة التي ألهها الشيوعيون ويتضح لنا أن هذه الأشياء قائمة بنفسها وأن الخالق لها والمتصرف فيها هو الله الذي اتفقت على إنكاره النحلة الشيوعية والنحلة الصوفية سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد، ولقد عقد مؤلف كتاب ((الكشف عن الصوفية لأول مرة)) فصلاً في آخر كتابه ببيان التشابه بين الصوفية والشيوعية وهو آخر فصل فيه (ص 871) قال فيه:
هناك تشابه عجيب بين الصوفية والشيوعية، ومن وجوه هذا التشابه:
1 ـ الصوفية والشيوعية تلتقيان بعقيدة وحدة الوجود والخلاف بينهما لفظي، فالصوفية تقول لا موجود إلا الله، وكل الموجودات هي الله، والشيوعيون يقولون لا إله موجود، إذاً فالخلاف في التسمية فقط هؤلاء يسمونها الله تعالى، تعالىالله عن قولهم وهؤلاء أي الشيوعية يسمونها المادة.


2 ـ الصوفية والشيوعية تلتقيان في الكذب الذي لا يعرف الحدود، فالصوفية يكذبون على الله ومخلوقاته من العرش إلى الفرش من دون خوف ولا حياء، والشيوعيون شعارهم أكذب ثم أكذب ثم أكذب وسوف يصدق الكذب.


3 ـ تلتقيان في الكيد للدين والمكر به. مثلاً تقول الصوفية إن الصوفية نزلت وحياً من الله على رسوله وكان محمد صوفياً وأخذ الطريقة عنه أبو بكر وعمر وعلي وغيرهم والشيوعيون يقولون إن الإسلام دين الاشتراكية وقد كان محمد اشتراكياً.


قلت(): وتلتقيان في العداء للدين الصحيح وهو دين التوحيد والحق والعدل والعقيدة الصحيحة، فالصوفية تخص بعدائها السلفيين وتسميهم الوهابيين مع أنها تتعاطف مع سائر النحل الوثنية والباطلة حتى ولو كانوا ممن يزعمون لأنفسهم أنهم على السنة والسلفية وقد رأينا كيف تعاطف الإخوانيون مع الشيعة وإمامهم الخمييني وزعموا أن الشيعة هم أهل الإسلام الصحيح وحدهم ونسوا أو تناسوا أن الشيعة يألهون الأئمة ويسبون الصحابة ويبيحون الزنا ممثلاً في المتعة، أما الشرك فليس من قواعدهم إنكاره ولا محبة من ينكره.


والشيوعية تعادي الإسلام وحده وتتعاطف مع سائر الأديان فتشابهتا في ذلك...
ثم قال: 4 ـ وتلتقيان بتأليه البشر وعبادتهم وتقديسهم في حياتهم وبعد موتهم، فالمتصوفة يؤلهون سدنة الصوفية وكهنتها (الشيوخ) بشكل عام وشيخ طريقتهم بشكل خاص، والشيوعية يألهون الشيوعية وكهانها ماركس ولينين وماوتسي تونغ وغيرهم بشكل عام وحاكم بلدهم بشكل خاص.


5 ـ تلتقيان في سجن الفرد المنتمي إليها في زنزانة فكرية لا تسمحان له بالتطلع خارجها.
6 ـ تلتقيان أو تتشابهان في الغاية، فالصوفية تعد مريدها أن يكون هو الله المتصرف في الكون والشيوعية تعد مريدها أن يكون سيد مصيره.
7 ـ تدعي الصوفية أنها الطريق إلى السعادة الأبدية التي لا تزيد عن كونها تلبيساً وخدعة، والشيوعية تدعي أنها تؤدي إلى نعيم الإنسان والذي لا يزيد عن كونه تلبيساً وخدعة.
8 ـ كلتاهما تنبذان الآخرة، وقد مر معنا قولهم واخلع نعليك الدنيا والآخرة. إلى أن قال: تشابه بين الضلالتين يثير الانتباه وتلاق يبعث على التساؤل.


وأخيراً: فهذه هي الصوفية وهذه عقيدتها إيمان بالمادة وكفر بالله إيمان بالكشف الشيطاني للشيوخ وكفر بالقرآن، تصديق للخرافة وجحود للتوحيد انغماس في البدع ورفض للسنن، إيمان بالباطل وكفر بالحق، تطاول على عظمة الله وألوهيته، وادعاء لها، أمن من مكر الله، وتجرأ على محارم الله وتعد لحدوده وطغيان وتجاوز للحدود البشرية بناء علىالتخييلات الشيطانية التي حوت كل شر وخلت من كل خير.


وبالجملة فما كيد الإسلام بشئ أعظم من الصوفية، فالله المستعان. ظروف نشأتها ـ أي دعوة جماعة التبليغ: يرى أبو الحسن الندوي في كتاب كتبه للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله أن الشيخ محمد إلياس لجأ إلى هذه الطريقة في الدعوة بعد أن أعيته السبل التقليدية في إصلاح أهل منطقته(). قلت: أي إصلاح يرجى ممن يؤمن بوحدة الوجود، إن كان المقصود هو الإصلاح الصحيح،


أما الإصلاح في حسبانهم فهو إدخال العامة في صوفيتهم ووثنيتهم، إيمان بالقبور، وعكوف عليها وتأليه لأصحابها. قال أي الحصين في الدعوة إلى الله (ص 63) وينقل الشيخ محمد أسلم عن ملفوظات() إلياس لمحمد منظور النعماني، قول الشيخ محمد إلياس نفسه: إنه انكشف على هذه الطريقة بأن ألقى في روعه في المنام تفسير جيد لقوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}() يقتضي الخروج للدعوة إلى الله فإنها لا تتحقق بالإقامة في مكان واحد بدليل قوله تعالى {أخرجت} وأن الإيمان يزداد بهذا الخروج بدليل قوله تؤمنون بالله بعد قوله {أخرجت للناس}، وبعد قوله {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر } وأن معنى {أمة} العرب ومعنى {الناس } الأعاجم،


أما العرب فقد قيل في حقهم {لست عليهم بمسيطر}، وقال {وما أنت عليهم بوكيل}. وتعليقي على هذا المقطع ما يلي:
1 ـ أن القرآن لا يفسر بالمنامات والكشوف الصوفية التي هي من الشيطان.
2 ـ قوله: إن الدعوة لا تتحقق إلا بالخروج وأنها لا تتحق بالإقامة في مكان واحد هذا كلام باطل فقد تحققت دعوة النبي وهو مقيم في مكة وتحققت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهو مقيم بالدرعية، ومن فتح مدرسة وعلم الناس تحققت الدعوة على يديه إذا أخلص ونصح وهومقيم. فالدعوة تنتشر وصاحبها مقيم في مكان معين.


3 ـ وأما قوله: "إن الإيمان يزيد بالخروج" فهذا كلام غير صحيح أيضاً؛ بل يزيد بالطاعة أياً كان نوعها إذا توفر فيها شرطا القبول، بأن تكون خالصة لله وصواباً على ما شرعه رسوله قال تعالى: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}() فقراءة القرآن بالتدبر وقراءة السنة والتفقه في الدين والذكر المشروع ونوافل الصلاة والصدقة والصوم وغير ذلك هذه هي التي تزيد في الإيمان ليس مجرد الخروج.


4 ـ أما قوله تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فهذا قد تركه التبليغيون مرة واحدة، فهم حتى الأمر بالمعروف صراحة لا يفعلونه ولا يحبون من فعله. أما النهي عن المنكر فإنهم لا يقتصرون على تركه، ولكنهم يغضبون أشد الغضب وينفرون أشد النفور ممن ينكر منكراً ولو كان في البيان كما يقولون: ولو قال المنكر له: ما بال أقوام كما قال النبي فإنهم يشمئزون من ذلك جداً وربما فصلوه إن كانوا قد أدخلوه في حزبهم.


5 ـ أما تفسير {أمة} بأنهم العرب خاصة و{الناس} بأنهم العجم، فهذا التفسير لم أر له فيه سلفاً بل الخطاب لأمة محمد عامة عربهم وعجمهم وفي الحديث (أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها، وأكرمها على الله)(). وقال أبو هريرة:((نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام))(). وقال عبدالله بن عباس(): ((هم الذين هاجروا من مكة وشهدوا بدراً والحديبية)). وقال عمر بن الخطاب: ((من فعل فعلهم فهو مثلهم))().


وفي الحديث الصحيح (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)() الحديث. فتبين أن الخيرية ثابتة لهذه الأمة على سائر الأمم ولصدر هذه الأمة على من بعدهم وللسابقين إلى الإسلام ونصرة النبي والجهاد معه من الصدر الأول على غيرهم.


6 ـ يظهر من فحوى كلامه أن العرب ليسوا بحاجة إلىتذكير لأن الله عزوجل قال لنبيه في حقهم {فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر} وقال {وما أنت عليهم بوكيل} فإن كان قصده هذا فهو قول باطل وقد قال النبي (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة)() وهو صنم لدوس كانوا يعبدونه في الجاهلية وقال أيضاً: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)().


7 ـ قوله: "وأن النية في الدعوة إلى إصلاح النفس وصلاح الغير هي الدعوة المبنية على التوحيد وأن تكون خالصة لله صواباً على شرعه. منهج دعوة التبليغ قال الشيخ سعد الحصين: لا يعرف عن الجماعة إصدار وثيقة واحدة عن منهجها فهي لا تستخدم نظم الإدارة الحديثة في تسيير شئونها، إنما يتم التخطيط والتنفيذ بالطريقة البسيطة الأولى دون حاجة إلى الثقافة العالمية المستوردة. ولا يظهر من منهجها للمشارك العادي في نشاطها إلا قراءة السور العشر الأخيرة من القرآن مع فاتحة الكتاب والقراءة في كتاب ((رياض الصالحين)) للنووي وكتاب ((حياة الصحابة)) للكاندهلوي قصص عن الصحابة لا يثبت أكثرها وهما للعرب خاصة، وكتاب ((تبليغي نصاب)) لمحمد زكريا وهو لغير العرب وهو فضائل الأعمال ويقوم على القصة والحديث الضعيف والموضوع والخرافة والبدعة غالباً ولا يخلو من الشرك وسأعرض أمثلة قليلة إن شاء الله يضاف إلى ذلك أصول الجماعة الستة وتغلب عليها في الأعوام الأخيرة تسميتها بالصفات الست المختارة من صفات الصحابة، ويبدوا أن قيادة الجماعة لجأت إلى هذا التغيير للتخلص من اتهامها باستبدال أصولها الستة عن أركان الإسلام الخمسة.


والأصول الستة أو الصفات الست كما ترد في خروجهم هي:
1 ـ تحقيق الكلمة الطيبة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
2 ـ الصلاة ذات الخشوع والخضوع.
3 ـ العلم بالفضائل لا المسائل مع الذكر.
4 ـ إكرام المسلم.
5 ـ تصحيح النية.
6 ـ الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله ـ على منهج التبليغ.


ولكل من هذه الأصول أو الصفات مقصد وفضيلة وطريقة حصول محدد. فمقصد لا إله إلا الله ـ على سبيل المثال ـ إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء، وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله، وأنه لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله ولا مدبر إلا الله. وفضيلتها قول رسول الله من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة، وطريقة الحصول عليها ترديدها.().


وملاحظاتي على هذا المقطع وعلى قوله: "فمقصد لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله. أنه كلام خطير يقرر فيه قائله وحدة الوجود، ولكن في قالب وعبارة لا تنكر عليه، فاليقين الفاسد عند أصحاب وحدة الوجود هو التوحيد الذي جاءت به الرسل واعتقاد أن كل مافي هذا الكون هو خلق لله، وأن الله مستَوٍ على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان. ولهذا يقول بعضهم وهو عبدالسلام بن بشيش: "وزج بي في بحار الأحدية وانشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها " فهم يعتقدون أن التوحيد أوحالاً() ويعتبرون وحدة الوجود هي اليقين الصحيح وأن تتيقن أن كل ما تشاهده هو الله جل الله عما يقولون، ولكنهم يتسترون على ذلك ويأتون بعبارات محتملة حتى لا يحكم عليهم بالردة فيقتلون ويذهب القبول لهم عند العامة


والتصريحات في كتبهم كثيرة، لكنهم لا يبوحون بها إلا على أمثالهم، فإذا مات القائل نشروا مقولاته، فإذا قال أحدهم: لا إله إلا الله فإنه يعتقد في هذه الكلمة أنه لا موجود إلا الله، بمعنى أن كل الموجودات هي الله، وإن كنت في شك مما قررته عنهم فإليك هذا الذكر وهو من أذكار النقشبندية.


قال في ((الكشف عن الصوفية))():((ومن أذكار النقشبندية ذكر النفي والإثبات لا إله إلا الله جاء في آدابه. ضارباً بلفظ الجلالة إلى القلب منفذاً إلى قعره بقوة يتأثر بحرارتها جميع البدن، مع ملاحظة معنى هذه الجملة، وهو أنه لا مقصود إلا ذات الله تعالى وينفي بشق النفي (لا إله) جميع المحدثات الإلهية وينظرها بنظر الفناء، ويثبت بشق الإثبات (إلا الله) ذات الحق تعالى وينظره بنظر البقاء. ومعنى نظر الفناء عندهم أن ينظر إلى المخلوقات مع تعددها وتعدد أسمائها وصفاتها أنها شئ واحد هو الله ـ جل الله عما يقولون وتعالى علواً كبيراًـ. وقال في المرجع السابق() : ((ومن أورادهم ـ أي الشاذلية ـ


مناجاة ابن عطاء الله وتقرأ في السحر. إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما أيأستني أوصافي أطمعتني منتك، وترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك)) تأمل في العبارات الآتية: ((أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هوالمظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك،حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب، أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، أنت الذي أزلت الأغيار من أسرار أحبائك))اهـ. توضيح هذه العبارة أو العبارات: معنى قوله : ((أيكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك)).


يعني أنه لا يعقل في عقول أصحاب وحدة الوجود المنحرفة أن يكون لغيره من الظهور ماليس له حتى يكون ذلك الغير هو المظهر له وعلى هذا فيكون: أن كل ما ظهر لك فرأيته ببصرك أو سمعته بأذنك أو لمسته بيدك فهو الله. عياذاً بالله من ذلك. وعلى هذا المعنى يحمل قوله: ((متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك)) يعني أنك لم تغب بل أنت موجود نراك ونسمعك ونلمسك فأنت الشمس وأنت القمر وأنت الكواكب وأنت السماء، وأنت الأرض وأنت الصخر وأنت الإنسان وأنت كل شئ نراه ونسمعه ونلمسه، ولو كان حقيراً كالكلب والخنزير أو مستقذراً كالجيف والنتن.
اللهم فاكتب لعناتك المتتابعة وغضبك المستمر على الصوفية المارقة الذين يزعمون أنك حللت في الفرج المنكوح، والطعام المأكول والجيفة المستحيلة.


فهل هناك كفر أعظم من هذا الكفر؟! كلا!!!() نقلت لك هذه النقول وهي قليل من كثير لتستيقن أن ما قلته عنهم أنهم حينما يقولون لا إله إلا الله إنما يقصدون معنى أنه لا يوجد إلا الله وأن هذه عقيدتهم التي يتسترون عليها وأن معنى قوله إخراج اليقين الفاسد على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله، لا يقصد به إلا هذا الاعتقاد الخبيث كما أوضحته سابقاً، ومما يدل على صحة ما أوضحته أن محمد إلياس كان يجلس في المراقبة الجشتية عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي الذي طغت عليه فكرة أصحاب وحدة الوجود ولو كان منكراً لهذه الفكرة ماجلس عند قبر من قالها وأقرها وتفوه بها. فصل فيما ذكره عنهم الشيخ حمود بن عبدالله التويجري ـ رحمه الله. قال: "وأما في باب السلوك فهم صوفية، والصوفية من شر أهل البدع وقد تقدم ذكر الطرق الأربع التي كانوا يبايعون أتباعهم عليها ـ قال هي الجشتية والنقشبندية والسهروردية والقادرية ـ قال ومن أورادهم إلا الله أربع مائة مرة، والله.. الله ست مائة مرة يومياً، والأنفاس القدسية عشر دقائق يومياً وتتحقق بالتصاق اللسان في سقف الفم، والذكر بإخراج النفس من الأنف على صورة لفظ الله، والمراقبة الجشتية نصف ساعة أسبوعياً عند أحد القبور بتغطية الرأس والذكر بهذه العبارة: الله حاضري، الله ناظري، وهذه الأوراد بدع وضلالات مخالفة لما كان عليه رسول الله وأصحابه والتابعون لهم بإحسان.


وقد ذكر بعض العلماء عن التبليغيين نوعاً آخر من الذكر وهو أنهم يكررون كلمة لا إله ستمائة مرة وإلا الله أربعمائة مرة وذكر آخر عن عدد كثير من الرجال أنهم سمعوا جماعة من التبليغيين الهنود وهم في بيت في شارع المنصور في مكة يكررون كلمة لا إله نحواً من ستمائة مرة ثم بعد ذلك يكررون كلمة إلا الله نحواً من مائتي مرة ويقولون ذلك بصوت جماعي مرتفع يسمعه من كان في الشارع وذلك بحضرة شيخ من كبار مشائخهم الهنود، وقد استمر فعلهم هذا مدة طويلة وكانوا يفعلون ذلك في الشهر مرتين مرة في نصفه ومرة في آخره.


ولا شك أن هذا من الاستهزاء بالله وبذكره ولا يخفى على من له علم وفهم أن فعلهم هذا يتضمن الكفر ستمائة مرة لأن فصل النفي عن الإثبات في قول لا إله إلا الله بزمن متراخ بين أول الكلمة وآخرها على وجه الاختيار يقتضي نفي الألوهية عن الله ستمائة مرة وذلك صريح الكفر، ولو أن ذلك وقع من أحد مرة واحدة لكان كفراً صريحاً. فكيف بمن يفعل ذلك ستمائة مرة في مجلس واحد؟! ثم إن إتيانهم بكلمة الإثبات بعد فصلها عن كلمة النفي بزمن متراخ لا يفيدهم شيئاً وإنما هو التلاعب بذكر الله والاستهزاء به وهذا المنكر القبيح والضلال البعيد من نتائج تقليدهم لشيوخهم شيوخ السوء والجهل والضلال الذين أغواهم الشيطان وزين لهم ما كانوا يعملون"() اهـ.


وقال أيضاً ومما ذكره بعض العلماء عن التبليغيين أيضاً أن رجلاً من طلبة العلم خرج معهم من المدينة إلى الحناكية وأميرهم أحد رؤساء جماعة التبليغ، وفي أثناء الليل رأى أحدهم يهتز ويقول: هو..هو.. هو، فأمسكه فترك الحركة وسكت، وفي الصباح أخبر أميرهم بما فعله الهندي الصوفي التبليغي، فأنكر الأمير على طالب العلم إنكاره على التبليغي وقال له بغضب شديد: أنت صرت وهابياً، والله لو لي من الأمر شئ لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب ولم أترك على وجه الأض منها شيئاً.


ففارقهم طالب العلم حين سمع منه هذا الكلام السئ لأنه عرف عداوتهم لأهل العلم والهدى من أهل التوحيد وأنصار السنة وعرف محاربتهم لكتبهم المشتملة على تقرير التوحيد والدعوة إليه وإخلاص العبادة لله وحده والنهي عن الشرك والبدع والخرافات وأنواع الضلالات والمنكرات والتحذير منها ومن أهلها... إلى أن قال: ومن أوراد التبليغيين أيضاً ((دلائل الخيرات)) ذكر ذلك بعض العلماء عنهم() وفي هذا الكتاب من الشرك والغلو والأحاديث الموضوعة مالا يخفى على من نور الله قلبه بنور العلم، وذكر بعض العلماء عن التبليغيين أنهم يعتنون() بالقصيدة التي تسمى بالبردة وبالقصيدة الهمزية وفيها من الشرك والغلو ما هو معروف عند أهل العلم من أهل التوحيد.


قلت: والقصيدتان في مدح النبي وقد أسرف صاحباهما في الغلو في النبي بمالايرضاه النبي . قال الشيخ التويجري وأهم كتاب عند التبليغيين كتاب (تبليغي نصاب) الذي ألفه أحد رؤسائهم المسمى محمد زكريا الكاندلهوي ولهم عناية شديدة بهذا الكتاب فهم يعظمونه كما يعظم أهل السنة الصحيحين وقد جعل التبليغييون هذا الكتاب عمدة ومرجعاً لهم أي الهنود وغيرهم من الأعاجم التابعين لهم وفيه من الشركيات والبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة شئ كثير، وهو في الحقيقة كتاب شر وضلال وفتنة وقد اتخذه التبليغيون مرجعاً لنشر بدعهم وضلالاتهم وترويجها وتزيينها للهمج الرعاع الذي هم أضل سبيلاً من الأنعام.. ومما زينوه لهم إيجاب زيارة قبر النبي بعد الحج واستدلوا على ذلك بأحاديث موضوعة.


وذكر عن الأستاذ سيف الرحمن أنه ذكر في كتابه المسمى ((نظرة عابرة اعبتارية عن الجماعة التبليغية))(): "أن كبار أهل التبليغ يرابطون علىالقبور وينتظرون الكشف والكرامات والفيوض الروحية من أهل القبور، وذكر أنهم يقرون بمسألة حياة النبي وحياة الأولياء حياة دنيوية لا حياة برزخية كعادة القبوريين، وذكر عنه أيضاً في كتابه الذي تقدم ذكره أن من الشركيات الرائجة عند التبلغيين تعليق التمائم والحروز والحجب التي تشتمل على الطلاسم والأسماء الغريبة والمربعات والأرقام والرموز المبهمة التي لا تخلوا من الالتجاء لغير الله والاستعاذة به، وذكر عنه أيضاً أنه ذكر في كتابه المذكور() أن من أصولهم تعطيل جميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد الكفر بالطاغوت وبصدد النهي عن المنكر، وتعليل ذلك بأنه يورث العناد لا الإصلاح وذكرلهم أيضاً أصولاً كثيرة ابتدعوها وشذوا بها عن المسلمين، وكلها من أصول الغي والضلال ولا يخفى ما في أصولهم المذكورة هاهنا من المعارضة للكتاب والسنة، فإن الله تعالى يقول: {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى }() ويقول: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر }() قال وقد دلت الآية الأولى على أن الاستمساك بالعروة الوثقى له شرطان لا بد منهما:
أحدهما: الكفر بالطاغوت.
والثاني: الإيمان بالله.
فمن أتى بهذين الشرطين فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن لم يأت بهما أو ترك واحداً منهما فليس له حظ في الاستمساك بالعروة الوثقى.


والعروة الوثقى هي الإيمان وقيل الإسلام وقيل: لا إله إلا الله وقيل الحب في الله والبغض في الله. قال ابن كثير في تفسيره: ((وكل هذه الأقوال صحيحة لا تنافي بينها))اهـ وإذا عرفنا الأصول الثلاثة التي تقدم ذكرها من أصول التبليغيين على نص الآية الكريمة التي تقدم ذكرها تبين لنا أنه لا حظ لهم في الاستمساك بالعروة الوثقى لأنهم قد تركوا شرطاً من شروط الاستمساك بها وهو الكفر بالطاغوت ومن ليس لهم حظ من الاستمساك بالعروة الوثقى فلا خير فيهم ولا في مرافقتهم ولا الخروج معهم. ثم إن البتليغيين لم يقتصروا على ترك التصريح بالكفر بالطاغوت بل ضموا إلى ذلك ما هو شر منه، وهو التجنب بشدة والمنع بعنف من التصريح بالكفر بالطاغوت، وتعطيلهم جميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد الكفر بالطاغوت وهذا من زيادة ارتكاسهم في الغي والضلال عافانا الله وإخواننا المسلمين مما ابتلاهم به.


وأما تركهم التصريح بالنهي عن المنكر وتجنبهم ذلك بشدة ومنعهم منه بعنف وتعطيلهم لجميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد النهي عن المنكر فهو من أوضح الأدلة على زيغهم وفساد معتقدهم وسلوكهم طريق الغي والضلال الذي ذكره الله عزوجل عن العصاة من بني إسرائيل وذمهم على ذلك ولعنهم فقال {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} وروىالإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (لما وقعت بنوا إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وآكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون،
وكان رسول الله متكئاً فجلس فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطراً) هذا لفظ أحمد والترمذي ولفظ أبي داوود قال رسول الله : (إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما صنعوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم} إلى قوله {فاسقون} ثم قال: كلا. والله لتؤمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، زاد في رواية أو ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم ليلعنكم كما لعنهم).


وفي هذا أبلغ رد على التبليغيين الذي لا يبالون بالنهي عن المنكر ولا يعدونه من واجبات الإسلام وقد زادوا على ماذ كره الله عن بني إسرائيل بزيادات من الغي والضلال وهي تجنبهم الصراحة في النهي عن المنكر بشدة ومنعهم من ذلك بعنف وتعطيلهم جميع النصوص الواردة في الكتاب والسنة بصدد النهي عن المنكر وفي هذا أوضح دليل على مخالفتهم لطريق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم"() اهـ. الملاحظات نعدها باختصار لأن الكلام فيها قد تقدم أما مالم يذكر من الملاحظات أي ما تجدد
فسأذكره مع التوضيح:
الملاحظة الأولى: أن مؤسس جماعة التبليغ نشأ على الصوفية وأخذ فيها بيعتين وعاش عليها إلى أن مات لذلك فهو صوفي عريق في الصوفية.
الملاحظة الثانية: أنه كان يرابط عند القبور ينتظر الكشف والفيوضات الروحية من أصحابها.
الملاحظة الثالثة: أنه كان يرابط في المراقبة الجشتية عند قبر عبدالقدوس الكنكوهي الذي كان يؤمن بفكرة وحدة الوجود.
الملاحظة الرابعة: المراقبة الجشتية أن يجلس عند القبر نصف ساعة من كل أسبوع بتغطية الرأس والذكر بهذه العبارة: الله حاضري، الله ناظري، وهذا العمل إن كان لله فهو بدعة وإن كان الخضوع لصاحب القبر فهو شرك بالله والأخير هو الظاهر لأنه لو كان هذا الخضوع لله لعمله في المسجد ولم يجلس عند القبر، فلما جلس عند القبر بهذا الخضوع كان ذلك دليلاً على أنه قصد بهذا الخضوع صاحب القبر.
الملاحظة الخامسة: أن مؤسس هذه الجماعة وأتباعه في السلوك صوفية يعملون على أربع طرق هي الجشتية والنقشبندية والسهروردية والقادرية().


والملاحظة السادسة: أن جلوس مؤسس هذه الجماعة عند قبر من يؤمن بوحدة الوجود يدل على أنه يؤمن بها ولو لم يكن يؤمن بها ماجلس عند قبر من يؤمن بها على تلك الهيئة وذلك الخضوع عفانا الله مما ابتلاهم.
الملاحظة السابعة: أن مؤسس هذه الجماعة صوفي قبوري خرافي.
الملاحظة الثامنة: أن مسجدهم الذي انطلقت منه دعوتهم فيه أربعة قبور وقد قال النبي : (إن من شرار الخلق الذين يتخذن القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك) ـ الحديث في الصحيحين.


الملاحظة التاسعة: أن مؤسس هذه الجماعة يؤمن بالكشف كما ظهر من قوله في تفسير آية {كنتم خير أمة أخرجت للناس} أنه فسرها بالكشف الصوفي ولا يجوز أن يفسر القرآن بالكشف الصوفي.
الملاحظة العاشرة: أن التبليغيين يتعبدون بالذكر المبتدع على طريقة الصوفية وهو تفريق كلمة التوحيد لا إله إلا الله.
الملاحظة الحادية عشرة: أن من قطع النفي عن الإثبات عمداً بأن يقول (لا إله) لزمه على ذلك الكفر، وأن من قال (لا إله) خمسمائة مرة فقد كفر خمس مائة مرة كما قرر لك الشيخ حمود التويجري نقلاً عن العلماء.
الملاحظة الثانية عشرة: أن الذكر بهذه الصفة التي عليها الصوفيون بدعة وضلالة لا يجوز التعبد به فمن يقول (لا إله) خمسمائة مرة ثم يقول (إلا الله) أربعمائة مرة فإنه مبتدع ضال ؛ بل كافر لأنه فصل النفي عن الإثبات ومن فعل ذلك عمداً كفر وإن كان جاهلاً لم يعذر بالجهل.
الملاحظة الثالثة عشر: أنهم أو بعضهم يجعلون وردهم حرز الجوشن وفيه بدع وشركيات كثيرة.
الملاحظة الرابعة عشر: أنهم يجيزون حمل الحروز التي فيها طلاسم وأسماء مجهولة لعلها أسماء شياطين وهذا لا يجوز.
الملاحظة الخامسة عشر: أنهم يعتقدون أن حياة النبي وحياة الأولياء حياة دنيوية ليست حياة برزخية.


الملاحظة السادسة عشر: أنهم يجهلون توحيد الألوهية ولا يجعلون له قيمة ولا اهتماماً في حسابهم لما قد تقدم توضيحه في الملاحظات السابقة.
الملاحظة السابعة عشر: وهم في توحيد السماء والصفات أشعرية ماتريدية وإن كانوا يقرأون الحديث للبركة.
الملاحظة الثامنة عشرة: أن عباراتهم تدور حول توحيد الربوبية وهذا التوحيد لا يدخل أحداً في الإسلام كما لم يدخل مشركي العرب فيه.
الملاحظة التاسعة عشر: أنهم يبغضون دعاة التوحيد الذين يسمونهم بالوهابية() كابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب وهذا يدل على انحرافهم وخبثهم.


الملاحظة العشرون:
أنهم لا يصرحون بوجوب الكفر بالطاغوت ولا يرضون لأحد أن يتكلم عن الكفر بالطاغوت ويغضبون غضباَ شديداً إن تكلم أحد عن ذلك بل ويطردونه من بينهم.
الملاحظة الحادية والعشرون: أنهم لا ينهون عن منكر ولا يصرحون لأحد بإنكار أي منكر ؛ بل يعدون التنصيص على بعض المنكرات ينافي الحكمة كما زعموا، والله سبحانه وتعالى قد ذم بني إسرائيل ولعنهم بسبب عدم تناهيهم عن المنكر فقال {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}(). فهل ترى أنهم هم أعلم أم الله؟!


الملاحظة الثانية والعشرون: أن قول مؤسس هذه الجماعة: ((فمقصد لا إله إلا الله إخراج اليقين الفاسد من القلب على الأشياء وإدخال اليقين الصحيح على ذات الله)) مفهومه الإيمان بوحدة الوجود وهو أن اليقين الفاسد عندهم ما يعتقده كل مسلم أن كل ما نراه ونسمعه ونلمسه ونحسه فهو مخلوق إلا كلام الله فهو صفة من صفاته غير مخلوق والله خالق هذا الكون والمالك له والمتصرف فيه وهو مستوٍ بذاته على عرشه بائن من خلقه وعلمه بكل مكان فهذه العقيدة باطلة عند أصحاب وحدة الوجود واعتقادها اعتقاد باطل وفاسد عندهم واليقين الصحيح على ذات الله: أنه ليس على العرش وأن الرب كل ما نراه من المخلوقات كما سبق أن بينته ودللت عليه من كلامهم وتصريحاتهم وأورادهم.


وعلى هذا فمعنى لا إله إلا الله: ((أنه لا موجود إلا الله)) وذلك نفي لوجود كل موجود إلا الله تعالى، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
الملاحظة الثالثة والعشرون: اعتقادهم في المنامات والكرامات والحكايات والخرافات، وأن فلاناً خرج من عند أهله وأغلق عليهم الباب ومكث عنهم أربعة أشهر ثم عاد إليهم فوجدهم على أحسن حال ولما سألهم قالوا له: إن عجوزاً تدخل عليهم وتخدمهم وقد سمعت مثل هذا من بعضهم بأذني ويزعمون أن هذه كرامة تدل على أن عملهم مرضي لله عزوجل.


الملاحظة الرابعة والعشرون: أن المؤسس لهذه الجماعة قد نصب نفسه مشرعاً، فشرع لأتباعه هذه الأركان الستة أو الصفات الست، وشرع لهم الخروج ثلاثة أيام أو عشرة أيام أو أربعين يوماً أو أربعة أشهر...الخ. وهذا يعد تشريعاً لأتباعه وإذا وقف أتباعه على ما رسمه لهم ولم يتجاوزوه فقد جعلوه مشرعاً لهم حيث مشوا على الخطة التي رسمها لهم مما سبق ومن غيره كعدم التصريح بالكفر بالطاغوت وعدم التصريح بإنكار المنكر إلى غير ذلك.


الملاحظة الخامسة والعشرون: ما ذكره الشيخ حمود التويجري نقلاً عن الأستاذ سيف الرحمن بن أحمد في كتابه ((نظرة عابرة اعتبارية عن الجماعية التبليغية)) أن لهم شبه بالشيعة في عدة أمور فقال: وقد ذكر سيف الرحمن في كتابه() أنواعاً كثيرة من مشابهة التبليغيين للشيعة، (ومن تشبه بقوم فهو منهم)، وهذا ملخص ماذكره قال: ((ومما يلاحظ أن لهم الشبه بالشيعة في إخفاء السم بالدسم، ولهم الشبه بالشيعة في إخفاء ما في كتبهم، ولهم الشبه بالشيعة في إخفاء كثير من عقائدهم المبعدة في الغلو والضلال والتطرفات النائية، ولهم شبه بالشيعة في التقية باسم الحكمة والاحتياط، حيث يظهرون شيئاً ويخفون شيئاً ويحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون شيئاً ويفعلون شيئاً، ولهم شبه بالشيعة في كثير من التأويلات النائية عن طريق السلف الصالح، ولهم شبه بالشيعة في بعدهم عن النصوص وعن العلم بالنصوص. ـ


ولهم شبه بالشيعة في تحديد علمهم وعلم طائفتهم في كتبهم المعروفة عندهم دون غيرها من الكتب ودون غيرهم من علماء المسلمين. ولهم شبه بالشيعة في منع أتباعهم عن البحث وطلب الحق من عند غيرهم. ولهم شبه بالشيعة في جعل معظم الدين محصوراً في المناقب والمثالب وتعظيم الأكابر. ـ ولهم شبه بالشيعة في المقدرة على المغالطات والمبالغات ـ ـ ولهم شبه بالشيعة في المقدرة على النفاق وإظهار التوحيد وإخفاء الإشراك؛ بل النداء بالتوحيد وترويج الإشراك))() .


ثم ذكر في نفس الصفحة أوجه الشبه بينهم وبين القاديانيين أيضاً، نقلاً عن كتاب سيف الرحمن أحمد. ((نظرة عابرة اعتبارية في الجماعة التبليغية))، فمن شاء الازدياد فليرجع إلى ذينك الكتابين أو أحدهما، والله الموفق لمن يشاء من عباده وهو الهادي إلى صراط مستقيم.



المصدر :

http://d.pr/n/lckR





.
رد مع اقتباس