عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-05-2017, 06:28PM
أحمد بارعية أحمد بارعية غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 380
افتراضي خطبة الجمعة "ضرورة حفظ العقل وتحريم المخدرات وآثارها الوخيمة " (الشيخ/ماهر القحطاني )

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خطبة الجمعة

بعنوان

"ضرورة حفظ العقل وتحريم المخدرات وآثارها الوخيمة "

لفضيلة الشيخ/ماهربن ظافر القحطاني حفظه الله



http://up.al-sunan.org/uploads/149520553321971.mp3


https://drive.google.com/open?id=0B_...VkwU3J6WUdmUHc



تفريغ الخطبة :

خطبة الجمعة الموافق 23 \ 8 \ 1438 هـــــــ
عن المخدّرات و التحذير من خطرها
لفضيلة الشيخ \ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله- في مسجد بلال بن رباح
بمدينة جدة
الخطبة الأولى
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ، و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون ) ، ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، و خلق منها زوجها ، و بث منهما رجالا كثيرا و نساءً و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام ؛ إن الله كان عليكم رقيبا ) ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سدياً ؛ يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ، و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما ) أمّا بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله ، و خير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه و سلم - ، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .
أيها الناس ! اتقوا الله و احمدوه حمدا كثيرا ، و اشكروه على نعمه الظاهرة و الباطنة ، و أعظمها أن جعلكم مسلمين ، و خلقكم من ذرية آدم ، الذي كرمه سبحانه و تعالى و شرفه هو و ذريته ، بأن أسجد الملائكة له ، و رفع ذريته من بعده و كرمها و شرفها و رفعها على سائر البهائم و الحيوانات ، بحسن الهيئة و القوام و العقل ، و حملهم في البر بأن ألهمهم و يسر لهم ركوب الإبل و البغال و الخيل ، و في هذا العصر : السيارات و القطارات و الطائرات ، و كذلك ركوب البحر ، على متن السفن و البواخر ، التي هي في البحر كأنها بيوت و قرى سابحة ، و هي فيه مواخر ، و رزقهم من الطيبات ، و فضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا ، فقال سبحانه : ( ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر، و رزقناهم من الطيبات ، و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) و قال : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) و يكفي أنه سبحانه أسجد ملائكته لأبيهم آدم ، و خلق ىدم بيده سبحانه و تعالى ، فقال : ( و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين) و قال : (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ! أستكبرت أم كنت من العالين ) ألم تروا يا عباد الله ، و تنظروا إلى آثار ذلكم التكريم لبني آدم ، فانظروا كيف يمشي ولد آدم قائما ، منتصبا على رجليه ، و يأكل بيديه ، و ركب له عقلا يميز به بين الخير و الشر ، و به يحسن التصرف في مصالحه ، و يتجنب المضار ليحصل على الأمن و الاستقرار و السعادة ، و لا يكون في كماله ، فيكون كذلك ، إلا باختيار الشريعة الإلهية ، يعمل بها بعد طلبها ، و معرفة قواعدها ، أو معرفة أحكامها ، المنزلة على سيد البشرية ؛ فيجعل ذلك دينا يتبعه ، قال تعالى : (و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير ) و ترى غيره ممن هو دونه من الخلق ، من الحيوانات ، يمشي غالبا على أربع ، لا يأكل بيده بانتظام كابن آدم ، يأكل بفمه من خشاش الأرض ، أو ينهش الفرائس كالسباع بفمه ، لا يأكل كابن آدم منتظما بيديه ، فجعل لابن آدم سمعا و بصرا و فؤاداً ، يفقه هذا كله و يميز بين الأشياء ، فلا بد حينئذ لابن آدم من شكر الله تعالى، على هذا التفضيل على الخلق ، و الإكرام بالعقل ، و حسن الهيئة و الرزق ، و الحمل في البر و البحر ، فيشكره سبحانه بالقيام بالعبودية على ودهها المطلوب شرعا، بتوحيد الله ، و إفراده بالعبادة ، و ترك الإشرا ك به ، و ترك دعاء غيره و التعلق به ، و يجب حينئئذ عليه أن يتبع نبيه - صلى الله عليه و سلم - قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) و قال : ( و الله ذو فضل على الناس ، و لكن أكثر الناسس لا يشكرون ) فإن ضيع ابن آدم شكر الله الواجب بالعبودية والتباع لسيد البشرية ، رسول رب البرية ، فإن ضيع شكره سبحانه في ذلك بالاتباع ، فسيفقد من الكرامة بمقدار ذلك الإعراض عن شكر رب العباد ،
باتباع نبيه -صلى الله عليه و سلم- كما جاء ذلك في مسند أحمد عن ابن عمر أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم -: ( و كتبت الذلة والصغار لمن خالف أمري) و إن أعظم نعمة في الخلق و التفضييل لابن آدم : نعمة العقل ، و التي يفهم بها الخطاب و يميز بها الدين الحق ، و يدرك مصالحه فيأتيها ، و المفاسد و العواقب و المهالك فيدعها، و إنما سمي العقل عقلا ، لأن معناه الربط ، فالعاقل يربط بزمام نفسه عن التجاوب مع هواه أو مع حزبه أو مع قومه أو مع أهله فيما يحبون و لا يحبه الله ، يربطه عقله ، فلا يخوض في سفاسف الأمور و أسافلها ، لأنه يدرك العواقب ، فيتجنب حينئذ المهالك بضبط نفسه و عقلها و ربطها ، فسمي العقل عقلا لأجل ذلك ، لأنه يربط بزمام النفس ، فلا تتصرف تصرف السفهاء الذين لا يعرفون العواقب ، و لذلك جعل الفقهاء العقل و حفظه من الضرورات الخمس في الفقه الإسلامي ، لأن العبد إذا لم يحافظ عليه ضاع عليه أمر دنياه و أخراه ، فإذا كان ذلك كذلك ، فإنه يجب شكر الله على نعمة العقل بالقيام بالعبودية و طلب العلم ، و قراءة القرآن على تدبر له و تفهم ، على حسب ما جاء عن العلماء ، و لالقيام بالواجبات الدينية و الدنيوية ، فلا يجوز تعطيله و إفساده باتفاق العلماء ، و ذلك من الأمانة التي حملها ابن آدم ، ألم تر أن الله سبحانه قال : ( إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض و الجبال ، فأبين أن يحملنها ، و أشفقن منها ، و حملها الإنسان ؛ إنه كان ظلوما جهولا ) فالأمانة هي التكاليف الشرعية ، و من التكاليف الشرعية الواجبة : حفظ العقل ، و هو من الضرورات الخمس ؛ و لذلك حرم الله سبحانه على عباده جريمة عظيمة ، تردي العبد إذا تقحمها حتى يتعطل عقله ، و يفسد دينه ، و تذهب دنياه ، فيصبح كالبهائم ، و التي قد كرمه الله سبحانه و تعالى عن أن ينزل لمرتبتها، ففضله عليها ، فترى هذا المجرم المتلبس بهذه الجريمة ، تارة يقع على زوجته، و من بعد ذلك : تارة يراود أمه ليقع عليها أو أخته ، و تارة يسب ربه ، و تارة يعتدي على أملاك غيره و أبدانهم ، فيتقحمها فيصبح بتلك الجريمة كالمجانين ، مع أنه قد كرمه رب العالمين سبحانه و تعال بالعقل ، و لكنه أبى إلا أن يكون في صفهم ، صف البهائم ، بل أدنى منهم : المجانين . و لذلك لعن متعاطيها ، لأنها هي أشد ما يفسد العقل ، و يهلكه و يذهبه ، و لذلك سماها الخليفة الراشد عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين : أم الخبائث ، لأنها تهدم القيم و تدمر الفرد و المجتمع ،و الجرائم كلها ترجع إليها ، فمن تلبس بها ، قتل و زنى ، وسفك الدم ، و أتى المحارم عياذا بالله ، ألا و هي جريمة شرب الخمر . و يقاس عليها ما هو أشد منها ضررا و فتكا بالفرد و المجتمعات ، ألا و هو تعاطي المخدرات ، كالمروانة ، و الأفيون ، و الكبتجون ، و الحشيش ، فإن لها أضرارا عظيمة أشد من الخمر ، فإذا علم أن النبي - صلى الله عليه و سلم- د لعن شارب الخمر ، و حاملها و عاصرها ، و المعتصر لها ، و بائعها ، فكيف بالمخدرات ، و قد علم بالبحث الطبي أضرارها ، فمن أضضرارها الجسيمة : ذهاب العقل ، النعمة المهداة من الرب ليميز العبد عن البهائم و سلوكهم . ذهاب العقل بصورة أشد من الخمر ، فتهلكه و تتلف خلايا المخ ، فيعود متعاطيها كالبهيمة ، لا يستطيع أن يقود نفسه ، بل يملكه هواه ، فينال كل ما يراه ، دون التمييز بين ملكه و ملك غيره ، لا يفرق من مصلحة و مضرة ، إذا رأى أمه و هو مخمور بالمخدرات ، ظنها زوجته ، و راودها ، و ضربها ليقع عليها عياذاً بالله ، و ربما ساوم على أخته ، فإذا تأخرت الجرعة ، ساومته العصابة التي كانت تروج من طريقه، على أخته أو ابنته ، فأعطاهم إياها لقمة سائغة لجريمة الاغتصاب و الفاحشة ، من أجل جرعة منها ، ففي الطب المعاصر ، بعد النظر و التحليل و التدبر الطبي العميق في أضرارها ، نتج عن تلك البحوث ، أنها تحدث : التهابات في خلايا المخ ، و تؤدي إلى تآكلها و تلفها ، فإذا تلفت خلايا المخ ، فكيف ترجع مرة أخرى! نسأل الله العافية ، تؤدي إلى اضطراب الإدراك الحسي ، وانخفاض المستوى الذهني و الكفاءة ، حتى في غير وقت التعاطي ، فليس أمرها كالخر ، تجد المخمور في وقت التعاطي يكون غير سوي ، لكن الذي يتعاطى المخدرات و هي أشد منها ، تجده حتى في غير وقت التعاطي ، لا يصلح أن يقود نفسه فضلا عن غيره ، تؤدي إلى الهلوسة السمعية و البصرية و العقلية ، تحديث اضطرابات شديدة في القلب ، ينتج عنها الذبحة الصدرية و توقف القلب فجأة-عياذاً بالله - ، تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي ، و تتلف الكبد ، و يتحول الشخص على إثر إدمانها إلى شخص عدواني ، بهيمي شهواني ، لا يشبه تلك الحالة التي كرمه الله عليه ، فقال : ( و لقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر و البحر ) و فضله سبحانه و تعالى بالعقل ، و حسن الهيئة و التصرف ، فتجد المخمور بالمخدرات المدمن عليها، له تصرفات مريبة غريبة غير متزنة ، و ارتعاشات مقلقة ، فيذهب عنه حسن القوام الذي خلقه عليه الرحمن سبحانه و تعالى ، و زينه بالعقل ، و قد أتلفه بيده ، توقّف غدة البنكرياس عن العمل ، و حينئد كيف يكون التوازن في سكر الجسم ، و تحول الشخص إلى الإنطوائية و العزلة ، يؤدي إدمانها إلى انتشار البطالة ، و تدمير المجتمع ، و لذلك و بحسب ما رفع من السلطات في بلادنا الآمنة ، لوحظ أنه قد حرص الأعداء من الرافضة و أذنابهم ، و من يتعاون معهم إلى التماوت و الحرص على صناعة الحيل لإدخالها لهذه الجزيرة ، بلاد التوحيد ، من طريق الموانئ ، المطارات ، من طريق البر ، و الحدود البرية، و صنعوا جميع الحيل الممكنة لأجل إتلاف شبابنا ، و هذا المجتمع ، الذي إذا تلف بالمخدرات ، فكيف يكون قوامه بعد ذلك ! فحكمها حينئذ عباد الله التحريم قطعاً ، بل هي في درجة التحريم أشد من تحريم الخمر ، بل إن ضرررها أشد من ضرر الخمر كما هو معلوم ، و يدل على التحريم لها - و قد يقول قائل : ما نصت الشريعة على تحريمها بذاتها، ما قال النبي لا تتعاطوا المخدرات - نعم لم يقل النبي - صلى الله عليه و سلم ذلك- لكن هذا المتكلم بمثابة من يحدث بدعة كالمولد و غير ذلك فيقول : النبي ما نهى عنها بذاتها ، فالشريعة إما أن تنهى عن الشيء بالنص ، أو يعرف بالاستنباط ، أو تضع قاعدة كلية في النهي عن ذلك ، مثل البدعة ، قالت : كل بدعة ضلالة ، فلا يجوز لأحد أن يحدث فيقول ، ما نهت الشريعة عن هذه البدعة ، كذلك الخمر ، فإن النبي - صلى الله عليه و سلم - فيما خرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر - رضي الله عنه- مرفوعاً ، قال : كل مسكر خمر ، و كل مسكر حرام ، و من شرب الخمر في الدنيا ، و هو يدمنها لم يشربها في الآخرة ، إذا هذه كلية و قاعدة يندرج تحتها تحريم كل ما يذهب العقل ، من خمر و مخدرات ، فكل مسكر حرام ، و أي تخمير للعقل يكون مثل المخدرات، خرج البهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس قال : قال رسول الله-صلى الله عليه و سلم - : أتاني جبريل فقال : يا محمد ! لعن الله الخمر و عاصرها و معتصرها ، و حاملها ، و المحمول إليه ، و بائعها ، و مبتاعها ، و ساقيها و مستقيها . فجزى الله خيرا حكومة هذه البلاد ، الطيبة ، بلاد التوحيد ، التي سخرت كامل الجاهزيات لمحاربة المخدرات ، سواءً الجمارك ، سلاح الحدود ، تحت إشراف مولاي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ، و نائبيه ، و قد قبض على ملايين من هذه الحبوب التي تفسد الفرد و المجتمع ، فسخرت كل آلة يمكن تسخيرها في القبض على مجرمي التهريب ، و اتفق علماؤنا على تجويز أمر ولي الأمر -بعد دراسة العلماء - إلى تعزير مهربها إلى حد القتل ، نعم القتل ، لم يأت إلا في أشياء ذكرتها الشريعة ، مثل : ( الثيب الزاني ، و التارك لدينه المفارق للجماعة ) و ما ذكرت ، و لكن التعزير بالقتل ذهب إليه المحققون من أهل العلم ، و ذلك لأن النبي - صلى الله عليه و سلم- قد قال : لقد هممت أن آمر بالصلاة فأخلف رجلاً يصلي بالناس ، و أجمع حزما و أذهب إلى بيوت الذين تخلفوا عن الصلاة فأحرقها ، فالنبي - صلى الله عليه و سلم - لا يهم بمنكر ، فهم أن يحرق من لم يأت الصلاة ، و هذا تعزير بالقتل ، و لا يهم - صلى الله عليه و سلم - بمنكر ، و منعه - كما قال أهل العلم - : الصبيان و النساء و العجائز في البيوت أن يحرق عليهم بيوتهم - صلى الله عليه و سلم - ، فدل على جواز التعزير بالقتل ، و لقد رأيت إحدى عشرة نفساً أمامي شخصيّا تتطاير أمامي عن أبدانهم ، رؤوس الغدر ، فقد هربوا المخدرات إلى داخل هذه البلاد ، فرأيتهم يصطفون ، و رؤوسهم تتطاير من على أبدانهم ، رؤوس المكر و الغدر لهذه البلاد ، فنشكر الله ، و لا يشكر الله من لا يشكر الناس ، نشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين ، و من أعمالها الأوقاف ، فقد أمرت أن تكون الخطبة عنها ، و تكون مكتوبة لتسلم للأوقاف ، أسأله سبحانه أن يقي البلاد و العباد شر هذا الداء المستطير، و أن يحفظ شبابنا ، و يعز بلادنا بلاد التوحيد ، من مكر الكائدين ، و إجرام المجرمين ، و الحمد لله رب العالمين


الخطبة الثانية

إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله ، و حده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
عباد الله ! اتقوا الله و حافظوا على هذه النعمة العظيمة : العقل . و اعلموا أن العقل هذا الذي خلقه الله لكم ، إما أن يكون حجة لكم ، أو حجة عليكم ، ألم تسمع لقول الله تعالى: و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل - يعني عندما تلي علينا العلم ، أتبعناه أم لا ؟ - و قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ، ما كنّا في أصحاب السعير ، فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير . فتعاونوا عباد الله مع حكومة هذه البلاد ، لتطهيرها - بلاد التوحيد و الإسلام- مع رجال الأمن و المباحث ، في تخليصها مما يلج إليها ، مما يفسد عقول أهلها، فيعطلهم عن العمل ، بما مؤداه إتلاف و إهلاك مصالح العباد و البلاد ، بأن تبلغوا عن أي حالة تظهر لكم ، في الحي ، أو من مسلوك الولد ، أو ابن العلم ، أو الجار ، تدل على التعاطي ، و ذلك أن الجهات المختصة ستعتني بهذاا المدمن ، فقد أنشئت له مصلحة حكومية تامة تسمى بـ(مستشفى الأمل) ، تخلصه من هذا الداء العضال ، تدريجيا، و ترسل له المشايخ يعظونه و يصلحونه ، فلا تظن أنك بإبلاغك عن ابنك ، أو ابن خالك، أو جارك ، أنك تهدم مصلحته ، و تهدر رزقه ، كلا ! و اسمع إلى الذين تابوا في هذا المستشفى ، أسأل الله أن يؤيد حكومة هذه البلاد بنصره ، على هذه الجهود العظيمة، لتطهير العباد و البلاد من هذا الداء العضال .
أخيرا عباد الله ! لماذا سمى الصحابة الخمرَ بأم الخبائث ، كما سماها عثمان بن عفان الخليفة الراشد ، رضي الله تعالى عنه . و أشد منها المخدرات ، فقد خرج النسائي في سننه ، عن عثمان بن عفان ، أنه قال : إياكم و الخمر ، فإنها أم الخبائث ، ثم شرع يشرح لماذا هي أم الخبائث . قال : كانت هناك امرأة غوية ، و وضيئة جميلة ، أرسلت ، و قد تعلق قلبها بعابد ، فأرسلت إليه جاريتها ، مولاتي تريدك للشهادة ، فأجابها ، فجعل الرجل ، كلما يدخل من باب أغلق عليه ، فلم يشعر إلى و قد انتهى إلى تلك المرأة الوضيئة، و بجانبها إناءٌ من خمر ، و بجانب ذلك الإناء غلام ، فقالت له : ما دعوتك للشهادة و الله ، دعوتك لتقع علي عياذاً بالله ، أو تشرب من هذا الكأس خمرا ، أو أن تقتل الغلام ، فرأى المسكين أن أسهل ذلك أن يشرب الخمر ،قال أعطوني كأس خمر ، فشرب فقال : زيدوني ، فشرب حتى ثمل ، فزنى بالمرأة وقتل الغلام ، فحينئذ بين عثمان بهذه القصة لم تسمى الخمر بأم الخبائث ، و أن مدمنها إن كان مؤمناً ، إما أن يزجره إيمانه عنها ، أو هي مع الزمان ترفع الإيمان عنه ، نسأل الله العافية .
اللهم قنا شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، اللهم بلغنا رمضان ، و وفقنا فيه لحسن الصيام و القيام و صالح الأعمال، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، اللهم احفظ هذه البلاد من كيد الأعداء، اللهم أحص الحوثة الفجار عدداً ، و اقتلهم بدداً ، و لا تغادر منهم أحداً ، اللهم العن الرافضة ، اللهم عليك بهم ، اللهم عليك بهم ، و من يتعاون معهم ، و من يمكر بهذه البلاد تآخيا و استنصاراً بهم ، و الحمد لله رب العالمين

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عمر القفاص ; 22-05-2017 الساعة 01:51AM