عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 10-01-2015, 02:07AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-




ص -109- باب من الشرك الاستعاذة بغير الله


وقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6].


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أن فيه بيانَ نوعٍ من أنواع الشرك المنافي للتوحيد، وهو الاستعاذة بغير الله ليُحذر ويُجتنب.

الاستعاذة: لغة: الالتجاء والاعتصام والتحرّز. وحقيقتها: الهرب من شيء تخافه إلى
من يعصمك منه.

يعوذون: بأن يقولَ أحدهم إذا أمسى بوادٍ وخاف من الجن: أعوذ بسيِّد هذا الوادي من
سفهاء قومه.

رهقاً: خوفاً أو إثماً.


المعنى الإجمالي للآية:
أن الله سبحانه يخبر أن بعض الإنس يلجئون إلى بعض الجن لتأمنهم مما يخافون، وأن
الملتجأ بهم زادوا الملتجئين خوفاً بدل أن يؤمنوهم، وهذا معاملةٌ لهم بنقيض قصدهم
وعقوبة من الله لهم.


مناسبة الآية للباب:
أن الله حكى عن مؤمني الجن أنهم لما تبين لهم دين الرسول –صلى الله عليه وسلم- وآمنوا
به ذكروا أشياءً من الشرك كانت تجري من الإنس في الجاهلية من جملة الاستعاذة
بغير الله، وذلك من باب
ص -110- الاستنكار لها.


ما يستفاد من الآية:
1- أن الاستعاذة بغير الله شرك، لأن مؤمني الجن قالوا:
{وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 2].
ثم ذكروا بعد ذلك على وجه الاستنكار
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ
مِّنَ الْجِنِّ}
[الجن: 6].

2- عموم رسالة محمد –صلى الله عليه وسلم- للثقلين.
3- أن الاستعاذة بغير الله تورث الخوف والضعف.
4- يفهم من الآية أن الاستعاذة بالله تورث قوة وأمناً.



ص -111- وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يقول: "من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء
حتى يرحل من منزله ذلك"
"1" رواه مسلم.


خولة بنت حكيم: هي بنت حكيم بن أمية السلمية كانت زوجةً لعثمان بن مظعون رضي
الله عنه وكانت صالحة فاضلة.

بكلمات الله: المراد بها هنا القرآن.
التامات: الكاملات التي لا يلحقُها نقصٌ ولا عيبٌ.
من شر ما خلق: أي من كل شر في أي مخلوق قام به الشر من حيوان أو غيره.


المعنى الإجمالي للحديث:
يرشد النبي –صلى الله عليه وسلم- أمته إلى الاستعاذة النافعة التي يندفع بها كل محذور
يخافه الإنسان عندما ينزل بقعة من الأرض بأن يستعيذ بكلام الله الشافي الكافي الكامل
من كلِّ عيبٍ ونقصٍ، ليأمن في منزله ذلك ما دام مقيماً فيه من كل غائلة سوء.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه إرشاداً إلى الاستعاذة النافعة المشروعة بدلاً من الاستعاذة الشركية التي كان يستعملها
المشركون.


"1" أخرجه مسلم برقم "2708"، والترمذي برقم "3433"، وابن ماجه برقم "3547"، وأحمد في مسنده "6/377، 409".



ص -112- ما يستفاد من الحديث:
1- بيان أن الاستعاذة عبادة.
2- أن الاستعاذة المشروعة هي ما كانت بالله أو بأسماء الله وصفاته.
3- أن كلام الله غيرُ مخلوق؛ لأن الله شرع الاستعاذة به، والاستعاذة بالمخلوق
شركٌ كما سبق، فدلّ على أنه غير مخلوق.

4- فضيلةُ هذا الدعاء مع اختصاره.
5- أن نواصي المخلوقات بيد الله.



المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf







التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 10-01-2015 الساعة 02:28PM
رد مع اقتباس