عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-01-2015, 01:20AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





الملخص في شرح كتاب التوحيد
لفضيله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-



ص -88- باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما

وقول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى، تِلْكَ
إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن
يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى}
[النجم: 19-23].



مناسبة الباب لكتاب التوحيد:
أنه استمرارٌ في ذكر الشركيات المنافية للتوحيد، أو كماله.

تبرك: التبرك: طلب البركة ورجاؤها واعتقادُها.
ونحوهما: ما أشبههما من بقعة أو مغارة أو قبر أو مشهد أو أثر.
أفرأيتم: أخبِروني عن هذه الأصنام هل نفعت أو ضرَّت.
اللات: قُرِئَ بتخفيف التاء وقُرِئَ بتشديدها فعلى القراءة الأولى هي: اسم صخرةٍ بيضاء
منقوشة عليها بيتٌ بالطائف وعلى القراءة الثانية: هي اسم فاعلٍ من لتَّ. لرجل كان يلِتُّ
السويق للحاج"1" فمات فعكفوا على قبره.

العُزَّى: شجرةُ سمرٍ قد بني حولها وجعل لها أستارٌ بين مكة

"1" أخرجه البخاري عن ابن عباس برقم "4859".



ص -89- والطائف.
مناة: صنمٌ بالمشلل بين مكة والمدينة.
الثالثة الأخرى: ذمٌّ لها بالتأخر. أي المتأخرة الوضيعة المقدار.
ألكم الذكر: تجعلون لكم ما تحبُّون وهو الذكر.
وله الأنثى: تجعلون له الإناث حيثُ تقولون: الملائكة بنات الله.
ضِيزى: جورٌ وباطل.
أسماء: مجرّد تسمية.
سمَّيتموها: من تلقاء أنفسكم.
من سلطان: أي من حجة وبرهان على ألوهيتها.
إن يتبعون: ما يتبعون أي: ليس لهم مستند.
إلا الظن: أي حسن ظنِّهم بآبائهم.
وما تهوى الأنفس: حظوظ أنفسِهم في الرئاسة.
الهدى: إرسالُ الرسل بالحجة الواضحة والحق المنير.


المعنى الإجماليّ للآيات:
يحاجُّ تعالى المشركين في عبادتهم ما لا يعقِل من هذه الأوثان الثلاثة ماذا أجدتهم، ويوبخهم
على جَورهم في القسمة حيث نزَّهوا أنفسهم عن الإناث وجعلوها لله. ثم يطالبهم بالبرهان
على صحة عبادة هذه الأصنام ويبين أن الظن ورغبة النفوس لا يكونان حجةً على هذا المطلب.
وإنما الحجة في ذلك ما جاءت به الرسلُ من البراهين الواضحة والحججِ القاطعة على
وجوب عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.


مناسبة الآيات للباب:
أن فيها تحريم التبرك بالأشجار والأحجار واعتباره شركاً، فإن عُبَّاد هذه الأصنام
المذكورة إنما كانوا يعتقدون

ص -90- حصول البركة منها بتعظيمها ودعائها. فالتبرك بالقبور كالتبرك باللات. وبالأشجار
والأحجار كالتبرك بالعزى ومناة.



ما يستفاد من الآيات:
1- أن التبرك بالأشجار والأحجار شرك.

2- مشروعية مجادلة المشركين لإبطال الشرك وتقرير التوحيد.
3- أن الحكم لا يثبُت إلا بدليل مما أنزل الله لا مجرد الظن وهوى النفس.
4- أن الله قد أقام الحجة بما أرسل من الرسل وأنزل من الكتب.



ص -91- عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلى
حُنَين ونحن حُدَثاء عهد بكفر وللمشركين سِدْرة يعكُفون عندها ويَنُوطُون بها أسلحتهم يقال
لها: ذات أنواط. فمررنا بسِدْرة فقلنا يا رسول الله، اجعل لنا ذاتَ أنواط كما لهم ذاتُ أنواط
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "الله أكبر -إنها السُّنَن- قلتم والذي نفسي
بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى:
{اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}
[الأعراف: 138] لتركبُن سَنَنَ من كان قبلكم""1" رواه الترمذي وصححه.


أبو واقد الليثيّ: هو الحارث بن عوفٍ صحابيٌّ مشهور مات سنة 68هـ وله 85 سنة.
حُنَيْن: وادٍ يقع شرقي مكة بينه وبينها بضعةُ عشر ميلاً، قاتل فيه رسول الله –صلى الله
عليه وسلم- قبيلة هوازِن.

حُدَثاءُ عهدٍ بكُفْرٍ: قريبٌ عهدنا بالكفر.
يعكِفون: يقيمون عندها ويعظِّمونها ويتبركون بها.
ينوطون أسلحتهم: يعلِّقونها عليها للبركة.
أنواط: جمع نَوْطٍ: وهو مصدرٌ سُمِّي به المنوطُ، سمِّيت بذلك لكثرة ما يناط بها من
السلاح لأجل التبرك.


"1" أخرجه الترمذي برقم "2181" وأحمد في المسند "5/218" وقال الترمذي: حديث حسن صحيح..



ص -92- اجعل لنا ذات أنواط: سألوه أن يجعل لهم مثلها.
الله أكبر: أجلُّ وأعظم صيغة تعجب.
السُّنن: بضمِّ السين: الطرق أي سلكتم كما سلك من قبلكم الطرق المذمومة.
إسرائيل: هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام.
سُنن من كان قبلكم: بضم السين طرُقهم ويجوز فتح السين بمعنى طريقِهم.


المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر أبو واقد عن واقعةٍ فيها عجبٌ وموعظة وهي أنهم غزوا مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-
قبيلة هوازن وكان دخولهم في الإسلام قريباً فخفي عليهم أمر الشرك. فلما رأوا ما يصنع المشركون
من التبرك بالشجرة طلبوا من الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يجعل لهم شجرة مثلَها.
فكبَّر النبي –صلى الله عليه وسلم- استنكاراً وتعظيماً لله وتعجُّباً من هذه المقالة. وأخبر
أن هذه المقالة تشبه مقالة قوم موسى له لما رأوا من يعبد الأصنام:
{اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}
وأن هذا جريانٌ على طريقتهم. ثم أخبر –صلى الله عليه وسلم- أن هذه الأمة ستتبع طريقة
اليهود والنصارى وتسلك مناهجَهم وتفعل أفعالهم وهو خبرٌ معناه الذم والتحذير من هذا الفعل.


مناسبة الحديث للباب:
أن فيه دليلاً على أن التبرك بالأشجار وغيرها شركٌ وتأليه مع الله.

ما يستفاد من الحديث:
1- أن التبرك بالأشجار شركٌ ومثلها الأحجار وغيرها.
2- أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده لا يُؤمن أن يكون في قلبِه بقيةٌ من

ص -93- تلك العادة.
1- أن سبب عبادة الأصنام هو تعظيمُها والعكوفُ عندها والتبرك بها.
2- أن الإنسان قد يستحسن شيئاً يظنه يقربه إلى الله وهو يبعده عنه.
3- أنه ينبغي للمسلم أن يسبح ويكبر إذا سمع ما لا ينبغي أن يقال في الدين وعند التعجب.
4- الإخبار عن وقوع الشرك في هذه الأمة وقد وقع.
5- عَلَم من أعلام نبوته –صلى الله عليه وسلم- حيثُ وقع الشرك في هذه الأمة كما أخبر –صلى الله عليه وسلم-.
6- النهيُ عن التشبه بأهل الجاهلية واليهود والنصارى، إلا ما دلّ الدليل على أنه من ديننا.
7- أن الاعتبار في الأحكام بالمعاني لا بالأسماء، لأن النبي –صلى الله عليه وسلم- جعل
طلبتهم كطلبة بني إسرائيل ولم يلتفت إلى كونهم سمُّوها ذات أنواط.





المصدر :


http://ia600304.us.archive.org/34/it...mskt2/mskt.pdf







التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 10-01-2015 الساعة 02:21PM
رد مع اقتباس