عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 06-05-2015, 08:54AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 50 )




8 ـ إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة


[ المتن ] :

وقوله‏:‏ ‏(‏إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على
صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا‏)‏ متفق عليه‏.‏



[ الشرح ]:

قوله‏:‏ ‏(‏إنكم سترون ربكم‏)‏ الخطاب للمؤمنين‏.‏ والسين للتنفيس ويراد بها التأكيد،
وقوله‏:‏ ‏(‏ترون ربكم‏)‏ أي‏:‏ تعاينونه بأبصاركم، والأحاديث الواردة بإثبات رؤية المؤمنين لربهم متواترة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏كما ترون القمر ليلة البدر‏)‏ أي‏:‏ ليلة كماله، وهي الليلة الرابعة عشرة من الشهر‏.‏ فإنه في تلك الليلة
يكون قد امتلأ نورًا‏.‏

والمراد من هذا التشبيه تحقيق الرؤية وتأكيدها ونفي المجاز عنها‏.‏ وهو تشبيه للرؤية بالرؤية لا تشبيه للمرئي بالمرئي
لأنه سبحانه‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏لا تضامون في رؤيته‏)‏ بضم التاء وتخفيف الميم أي‏:‏ لا يلحقكم ضيم، أي‏:‏ ظلم بحيث يراه بعضكم دون بعض‏.‏


وروي بفتح التاء وتشديد الميم، من التضام، أي‏:‏ لا ينضم بعضكم إلى بعض لأجل رؤيته‏.‏ والمعنى على هذه
الرواية‏:‏ لا تجتمعون في مكان واحد لرؤيته فيحصل بينكم الزحام‏.‏


والمعنى على الروايتين‏:‏ أنكم ترونه رؤية
محققة كل منكم يراه وهو في مكانه‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏فإن استطعتم أن لا تغلبوا‏)‏ أي‏:‏ لا تصيروا مغلوبين، ‏(‏على
صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر ‏(‏وصلاة قبل غروبها‏)‏ وهي صلاة العصر ‏(‏فافعلوا‏)‏ أي‏:‏ حافظوا على
هاتين الصلاتين في الجماعة في أوقاتهما‏.‏ وخص هاتين الصلاتين لاجتماع الملائكة فيهما، فهما أفضل الصلوات
فناسب أن يجازي من حافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى وجه الله تعالى‏.‏



والشاهد من الحديث‏:‏ أن فيه إثبات رؤية المؤمنين لربهم عيانًا يوم القيامة‏.‏ وقد تقدم ذكر من خالف في ذلك
مع الرد عليه‏.‏ عند الكلام على تفسير الآيات التي فيها إثبات الرؤية والله أعلم‏.




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس