عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 24-04-2015, 10:46PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 40 )




23 ـ إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة



[ المتن ] :

وقوله‏:‏ ‏{‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏}‏ ‏{‏عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ‏}‏ ‏{‏لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏}‏ ‏{‏لَهُم مَّا
يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ‏}‏ وهذا الباب في كتاب الله كثير‏.‏ ومن تدبر القرآن طلبًا للهدى تبين له طريق الحق‏.‏



[ الشرح ]:

قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وُجُوهٌ‏}‏ أي‏:‏ وجوه المؤمنين ‏{‏يَوْمَئِذٍ‏}‏ أي‏:‏ يوم القيامة ‏{‏نَّاضِرَةٌ‏}‏ بالضاد من النضارة وهي البهاء والحسن‏.
‏ أي‏:‏ ناعمة غضة حسنة مضيئة مشرقة ‏{‏إِلَى رَبِّهَا‏}‏ أي‏:‏ خالقها ‏{‏نَاظِرَةٌ‏}‏ أي‏:‏ تنظر إليه بأبصارها كما تواترت به الأحاديث
الصحيحة، وأجمع عليه الصحابة والتابعون وسلف الأمة واتفق عليه أئمة الإسلام‏.‏


فالشاهد من الآية الكريمة‏:‏ إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة‏.
‏ وقوله‏:‏ ‏{‏عَلَى الأَرَائِكِ‏}‏ جمع أريكة
وهي السرر ‏{‏يَنظُرُونَ‏}‏ إلى الله ـ عز وجل ـ‏.‏

وأما الكفار فقد تقدم في الآيات التي قبل هذه الآية أنهم ‏{‏عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ‏}‏
والشاهد من الآية إثبات رؤية المؤمنين لربهم ـ عز وجل ـ‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ‏}‏ بالقيام بما أوجبه الله عليهم من الأعمال والكف عما نهاهم عنه من المعاصي ‏
{‏الْحُسْنَى‏}‏ أي‏:‏ المثوبة الحسنى‏.‏


وقيل‏:‏ الجنة‏.‏ ‏{‏وَزِيَادَةٌ‏}‏ هي النظر إلى وجه الله الكريم، كما ثبت تفسيرها بذلك عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
في صحيح مسلم وغيره، وكما فسرها بذلك سلف هذه الأمة، وعلى ذلك يكون

الشاهد من الآية الكريمة‏:‏ إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة‏.‏
وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا‏}‏
أي‏:‏ للمؤمنين في الجنة ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم من فنون النعيم وأنواع الخير ‏{‏وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ‏}‏ أي‏:‏ زيادة على
ذلك هو النظر إلى وجه الله الكريم‏.‏ وهذا هو الشاهد من الآية الكريمة وهو إثبات النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة‏.‏



ما يستفاد من الآيات الكريمة‏:‏
يستفاد منها إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وأنها أعظم النعيم الذي ينالونه‏.‏
وهذا هو قول الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين‏.‏ خلافًا للرافضة والحهمية والمعتزلة الذين ينفون الرؤية يخالفون
بذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها‏.‏ ويعتمدون على شبه واهية وتعليلات باطلة منها‏:‏

1 ـ قولهم‏:‏ إن إثبات الرؤية يلزم منه إثبات أن الله في جهة، ولو كان في جهة لكان جسمًا ـ والله منزه عن ذلك ـ
والجواب عن هذه الشبهة أن نقول‏:‏ لفظ الجهة فيه إجمال‏.‏ فإن أريد بالجهة أنه حال في شيء من مخلوقاته فهذا
باطل والأدلة ترده وهذا لا يلزم من إثبات الرؤية‏.‏ وإن أريد بالجهة أنه سبحانه فوق مخلوقاته فذا ثابت لله سبحانه
ونفيه باطل وهو لا يتنافى مع رؤيته سبحانه‏.‏

2 ـ استدلوا بقوله تعالى لموسى‏:‏ ‏{‏لَن تَرَانِي‏}‏ والجواب عن هذا الاستدلال‏:‏ أن الآية الكريمة واردة في نفي الرؤية
في الدنيا ولا تنفي ثبوتها في الآخرة كما ثبت في الأدلة الأخرى‏.‏ وحالة الناس في الآخرة تختلف عن حالتهم في الدنيا‏.‏


3 ـ استدلوا بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ‏}‏ والجواب عن هذا الاستدلال‏:‏ أن الآية إنما فيها نفي الإدراك وليس
فيها نفي الرؤية‏.‏ والإدراك معناه الإحاطة، فالله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون ولا يحيطون به، بل نفي الإدراك يلزم
منه وجود الرؤية‏.‏ فالآية من أدلة إثبات الرؤية والله تعالى أعلم‏.‏

وقول المؤلف ـ رحمه الله ـ‏:‏ ‏(‏وهذا الباب في كتاب الله كثير‏)‏ أي‏:‏ باب إثبات أسماء الله وصفاته في القرآن كثير
وإنما ذكر المؤلف بعضه‏.‏ فقد ورد في آيات كثيرة من كتاب الله إثبات أسماء الله وصفاته على ما يليق به ‏(‏ومن تدبر
القرآن‏)‏ أي‏:‏ تفكر فيه وتأمل ما يدل عليه من الهدى ‏(‏تبين له طريق الحق‏)‏ أي‏:‏ اتضح له سبيل الصواب وتدبر
القرآن هو المطرب من تلاوته قال تعالى‏:‏ ‏{‏كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ‏}‏‏.



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf


التصفية والتربية

TarbiaTasfia@








التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 24-04-2015 الساعة 11:59PM
رد مع اقتباس