عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 09-04-2015, 11:41PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 25 )

[ المتن ]
:


8 ـ ذكر رضا الله وغضبه وسخطه وكراهيته في القرآن الكريم وأنه متصف بذلك

وقوله‏:‏ ‏{‏ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ‏}‏
وقوله‏:‏ ‏{‏كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ‏}‏‏.‏


[ الشرح ]

قوله‏:‏ ‏{‏ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ‏}‏ أي‏:‏ رضي عنهم بما عملوه من الطاعات الخالصة له، ورضوا عنه بما
جازاهم به من النعيم‏.‏ والرضا منه سبحانه هو أرفع درجات النعيم‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ‏}‏ الآية ‏(‏72‏)‏ من سورة التوبة‏.‏ ورضاهم عنه هو رضا كل منهم بمنزلته
حتى يظن أنه لم يؤت أحد خيرًا مما أوتي‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا‏}‏ احترز بقوله‏:‏ ‏{‏مُؤْمِنًا‏}‏ عن قتل الكافر، وبقوله‏:‏ ‏{‏مُّتَعَمِّدًا‏}‏ عن قتل الخطأ‏.‏


والمتعمد‏:‏ هو الذي يقصد من يعلمه آدميًا معصومًا فيقتله بما يغلب على الظن موته به‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَجَزَآؤُهُ‏}‏ أي
عقابه في الآخرة ‏{‏جَهَنَّمُ‏}‏ طبقة من طبقات النار ‏{‏خَالِدًا فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ مقيمًا في جهنم والخلود هو المكث
الطويل ‏{‏وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ‏}‏ معطوف على مقدر دل عليه السياق، أي‏:‏ جعل جزاءه جهنم وغضب عليه
‏{‏ولعنه‏}‏ أي‏:‏ طرده عن رحمته، واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ‏}‏ أي ما ذكر في الآية قبلها من شدة توفي الملائكة للكفار من أجل أنهم ‏{‏اتَّبَعُوا مَا
أَسْخَطَ اللَّهَ‏}‏ من الانهماك في المعاصي والشهوات المحرمة‏.‏ ‏{‏وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ‏}‏ أي‏:‏ كرهوا ما يرضيه من
الإيمان والأعمال الصالحة‏.

‏ وقوله‏:‏ ‏{‏فَلَمَّا آسَفُونَا‏}‏ أي‏:‏ أغضبونا‏.‏ ‏{‏انتَقَمْنَا مِنْهُمْ‏}‏ أي‏:‏ عاقبناهم، والانتقام هو أشد العقوبة‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ‏}‏ أي‏:‏ أبغض الله خروجهم معكم للغزو ‏{‏فَثَبَّطَهُمْ‏}‏ أي‏:‏ حبسهم عن
الخروج معك‏.‏ وخذلهم قضاءً وقدرًا وإن كان قد أمرهم بالغزو شرعًا‏.‏ وأقدرهم عليه حسًا، لكنه لم يعنهم
عليه لحكمة يعلمها‏.‏ وقد بينها في الآية التي بعدها في قوله‏:‏ ‏{‏لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالًا‏}‏ الآية‏.‏


وقوله‏:‏ ‏{‏كَبُرَ مَقْتًا‏}‏ أي‏:‏ عظم ذلك في المقت وهو البغض، ومقتًا منصوب على التميز‏.‏ ‏{‏أَن تَقُولُوا
مَا لا تَفْعَلُونَ‏}‏ أي‏:‏ أن تعدوا من أنفسكم خيرًا ثم لا تفوا بما وعدتم‏.‏ وقد ورد في سبب نزولها أن ناسًا من
المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون وددنا لو أن الله أخبرنا بأحب الأعمال فنعمل به، فأخبر الله نبيه
ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أحب الأعمال إيمان بالله لا شك فيه، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان
ولم يقروا به، فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره، فقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ‏}_‏‏.‏


الشاهد من الآيات‏:‏ أن فيها وصف الله بالغضب والرضا واللعن والانتقام والكراهية والأسف والمقت،
وهذه كلها من صفات الأفعال التي يفعلها جل وعلا متى شاء إذا شاء كيف شاء‏.‏ وأهل السنة يثبتون
ذلك لله كما أثبته لنفسه على ما يليق بجلاله‏.



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس