عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-10-2017, 08:32AM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي شدة غيرة النساء من الضرة وانغلاق عقلها وماجاء في العفو عنها


شدة غيرة النساء من الضرة وانغلاق عقلها

وماجاء في العفو عنها


بسم الله الرحمن الرحيم

خرج البخاري في جامعه الصحيح المختصر فقال حدثنا علي حدثنا ابن علية عن حميد عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه ، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام ، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم ، فسقطت الصحفة فانفلقت ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصحفة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ، ويقول : ( غارت أمكم ) ثم حبس الخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها ، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها ، وأ مسك المكسورة في بيت التي كسرت .
قال الحافظ بن حجر في الشرح:
قوله عن أنس تقدم في صحيح البخاري كتاب المظالم بيان من صرح عن حميد بسماعه له من أنس ، وكذا تسمية المرأتين المذكورتين ، وأن التي كانت في بيتها هـي عائشة وأن التي هي أرسلت الطعام زينب بنت جحش وقيل غير ذلك .
قوله ( غارت أمكم ) الخطاب لمن حضر ، والمراد بالأم هي التي كسرت الصحفة وهي من أمهات المؤمنين كما تقدم بيانه ، وأغرب الداودي فقال : المراد بقوله " أمكم " سارة ، وكأن معنى الكلام عنده لا تتعجبوا مما وقع من هذه من الغيرة فقد غارت قبل ذلك أمكم حتى أخرج إبراهيم ولده إسماعيل وهو طفل مع أمه إلى واد غير ذي زرع ، وهذا وإن كان له بعض توجيه لكن المراد خلافه وأن المراد كاسرة الصحفة وعلى هذا حمله جميع من شرح هذا الحديث وقالوا : فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوبا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة . وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعا أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه قاله في قصة . وعن ابن مسعود رفعه إن الله كتب الغيرة على النساء ، فمن صبر منهن كان لها أجر شهيد أخرجه البزار وأشار إلى صحته ورجاله ثقات ، لكن اختلف في عبيد بن الصباح منهم . وفي إطلاق الداودي على سارة أنها أم المخاطبين نظر أيضا ، فإنهم إن كانوا من بني إسماعيل فأمهم هاجر لا سارة ، ويبعد أن يكونوا من بني إسرائيل حتى يصح أن أمهم سارة .
قلت : فَمَن اليوم يحتمل غيرة زوجه ان كانت لها ضرة كاحتمال نبينا صلى الله عليه وسلم تضرب الاناء بيد الخادم فيهوي إلى الأرض وفيه طعام وهو نعمة أهدرت فلعل عدد كثير من رجال زماننا يسب او يضرب اويطلق وهو اعرض عن ذلك كله وعفا عنها لما علم ان الغيرة اغلقت عليها باب العقل فسكرته
فالواجب احتمال غيرة المرأة ومداراتها ولو بالكذب وصرف شدتها باللين والعذر والاعتذار والسماحة واللطافة لتدوم الألفة والمحبة وحسن العشرة والانسجام فيعمل بحديث دارها تعش بها فيذهب برد هذا حر ذاك والله الهادي سواء السبيل


علق عليه

ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
رد مع اقتباس