عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 23-01-2015, 12:26AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




شرح القواعد الأربع [ 12 ]


قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :
القاعدة الثالثة: أن النَّبِي ﷺ ظهر على أناس متفرقين في عباداتِهم منهم من يعبد الملائكة؛
ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين؛ ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار؛ ومنهم من يعبد
الشمس والقمر, وقاتلهم رسول الله ﷺ جميعًا ولَم يفرق بينهم, والدليل قوله تعالى:
﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ [الأنفال: من الآية 39].

ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ
وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت:37].

ودليل الملائكة قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا﴾[1]
[آل عمران: من الآية 80].


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الشارح :


[1] أي: القاعدة الثالثة من هذه القواعد الأربع الَّتِي تجلى فيها بيان التوحيد وإلزام الثقلين
به وترغيبهم فيه، وبيان شرك المشركين وبيان صوره المتعددة والتحذير منه، هذه القاعدة
كما ذكر المؤلف -رحمه الله- أن النَّبِي ﷺ بعثه الله والناس متفرقون في عباداتِهم ونحلهم
ومللهم ومذاهبهم في العقيدة وغيرها، يجمعهم الإشراك بالله -تبارك وتعالى- وإن تنوعت
معبوداتِهم، ويجمعهم وصف واحد وهو أنَّهم مشركون، فذكر المؤلف بأن منهم أناساً يعبدون
الملائكة ويصورون صورًا ويدَّعون بأنَّها تمثل الملائكة فيعبدونَها، ولها ينذرون ويذبحون، وبِها
يستغيثون ويستعينون، ويطلبون المدد من جلب المصالح ودفع المضار التي لا تطلب إلا
من الله العزيز الغفار.

ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين وكذلك يرجون منهم جلب المصالح ودفع المضار التي
لا يقدر عليها إلا الله الواحد القهار.


ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار كما هو حال كفار قريش والعرب والأحزاب، حتى
إن المسافرين منهم كانوا يحملون أحجارًا ينصبون بعضها لقدورهم وينصبون بعضها آلهة
يعبدونَها من دون الله، وهذا يدل على مدى جهلهم الشنيع أنَّهم يستخدمون البعض ويؤلهون
البعض الآخر, بل ويأكلون بعضًا في بعض الأحيان، ولا غرابة؛ لأنه لا ينقذ من الجهل إلا
العلم ولا علم لديهم إلا ما تمليه عليهم شياطينهم زخرف القول غرورًا.

ومنهم من يعبد الشمس والقمر كالصابئة ونحوهم مِمَّن يتوجهون بعبادتِهم إلى الشمس والقمر،
والله -تبارك وتعالى- خالق الشمس والقمر لمنافع ومصالح لا يحصي عددها إلا الله عزوجل ،
وقد أشار الله عزوجل إلى بعض منافعها ومصالحها في القرآن كقوله -تبارك وتعالى-:
﴿وَالقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ [يس: من الآية 39]. وكقوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا﴾
[نوح: من الآية 16]. وكقوله: ﴿وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا﴾ [النبأ:13] وكقوله عزوجل مُمتنًّا
على الخلق: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ
يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ _ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ [القصص:71، 72].

وحذّر الله عزوجل مِنْ صَرْفِ شيء من العبادات للشمس والقمر كما في قوله عزوجل :
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا
لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [فصلت:37].

إذن: فالمشركون الذين عبدوا غير الله عزوجل من تلك المعبودات المتعددة الأنواع كلهم
صرفوا العبادة إلى غير الله وكانوا بذلك مشركين شركًا أكبر فقاتلهم النَّبِي ﷺ ولَم
يفرق بين أهل نحلة ونحلة لأنه يجمعهم الشرك بالله -تبارك وتعالى- فبئس ما كانوا يعملون،
وساء حالهم ومآلهم بِما كانوا يصنعون.


------------------

أبرز الفوائد من الأربع القواعد
شرح العلامة زيد بن هادي المدخلي
رحمه الله تعالى



متن القواعد الأربع :
(بالنص والصوت والصورة)

http://safeshare.tv/w/zdkMEDkVnt


قراءة صوتية لمتن " القواعد الأربعة "
لشيخ الإسلام ومجدد دعوة التوحيد
محمد بن عبدالوهاب بن سليمان التميمي
- رحمه الله -


http://subulsalam.com/site/audios/Mo...41qawaid_4.mp3





رد مع اقتباس