عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 22-01-2015, 06:36PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



شرح القواعد الأربع [ 8 ]



قال شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى :

القاعدة الأولى: أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ﷺ مقرون بأن الله
هو الخالق المدبر، وأن ذلك لَم يدخلهم في الإسلام. والدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ
يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ
الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾[2] [يونس:31].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشارح :


[2] وبيان هذه القاعدة: هو أن الإقرار بتوحيد الربوبية بدون الإقرار بتوحيد الألوهية وتوحيد
الأسماء والصفات لا يُدْخِلُ في الإسلام، فالكفار الذين قاتلهم النَّبِي ﷺ حين أمره
الله بقتالهم إن لَم يستجيبوا لدعوة الحق، كانوا يُقِرُّون بتوحيد الربوبية، ويؤمنون بأن الله
هو الخالق الرازق الْمُحيي الْمُميت ولكن يعبدون معه غيره من الأصنام والأوثان على
اختلاف أنواعها اعتقادًا منهم بأنَّها تقربُهم إلى الله زلفى، كما ذمهم الله عزوجل بذلك الاعتقاد
الفاسد وهو طلب الشفاعة من تلك المعبودات في جلب المصالح ودفع المضار.

وعليه, فمن أقرّ بتوحيد الربوبية ولَم يعترف ويعمل بتوحيد الألوهية والأسماء والصفات
لَم يكن مسلمًا.

ومن هنا: فالتلازم بين أنواع التوحيد الثلاثة واضح، وذلك أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد
الألوهية، يعني أن من أقرَّ بربوبية الله لزمه شرعًا وعقلاً أن يفرده بالعبادة وحده دون سواه،
وأن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية، بِمعنَى أن من أفرد الله بالعبادة دخل في
ضمن هذا الإفراد والتوجه بالعبادة لله وحده الاعتراف بربوبية الله عزوجل وهيمنته على
جميع مخلوقاته وتصرفه المطلق فيهم بِما يشاء كيف يشاء ومتى شاء.

وتوحيد الألوهية
وتوحيد الربوبية يستلزمان توحيد الأسماء والصفات على الوجه الذي مشى عليه سلفنا
الصالح في باب الأسماء والصفات.

وحيث إن القواعد الشرعية في هذا الموضوع وغيره تحتاج إلى أدلة من الكتاب والسنة فقد
أورد المؤلف من الأدلة القرآنية قول الله عزوجل :

﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ
الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ [يونس:31].

فقوله: ﴿فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾. هو محل الشاهد, وهو أنَّهم اعترفوا بأن الله هو الذي يرزق
عباده وينَزل الغيث ويخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحيَّ ويدبر الأمر، أقرُّوا
بذلك, ومع ذلك هم يشركون معه غيره, وهذا هو فساد المعتقد, فهم يؤمنون بتوحيد الربوبية
ولكنهم لا يُقِرُّون بتوحيد الألوهية كما أراد الله منهم فصاروا مشركين.


والدليل من السنة: ما جاء من التحذير عن النَّبِي ﷺ من التوجه بالعبادة إلى غير الله
كما في قول النَّبِي ﷺ : لعن الله من ذبح لغير الله.

وكما قال -عليه الصلاة والسلام-: الدعاء هو العبادة.
وكما قال ﷺ : من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه.
كل هذه من أنواع العبادات الَّتِي أمر النَّبِي ﷺ أن يتوجه بِها المكلف إلى الله وحده.
كما أن من الأدلة على كفر من أقرَّ بتوحيد الربوبية ولَم يقر بتوحيد الألوهية؛ إذْنُ الله لنبيه
في جهاد هؤلاء الذين أقرُّوا بربوبية الله ولَم يقرُّوا بوحدانيته بل عبدوا معه غيره.

هذه أدلة شرعية، والعقل الصحيح لا يخالف النقل الصحيح، إذ إن الدليل العقلي يدل
على أن الذي يخلق ويرزق ويحيي ويميت ويتصرف في الكون هو الذي يستحق أن
يفرد بالعبادة وحده دون سواه، أما الذي لَم يخلق سماءً ولا أرضًا ولا بشرًا ولا جنًّا ولا
شيئًا من المخلوقات لا يستحق من العبادة شيئًا، فتضافرت الأدلة النقلية والأدلة
العقلية على وجوب إفراد الله -تبارك وتعالى- بالعبادة له وحده دون سواه، وعلى وجوب
الإقرار بربوبيته وتصرفه المطلق فِي عالَم السماء وعالَم الأرض وفق حكمته، ووجوب الإقرار
بذاته وأسمائه وصفاته على الوجه اللائق بعظمته وجلاله عزوجل .


------------------

أبرز الفوائد من الأربع القواعد
شرح العلامة زيد بن هادي المدخلي
رحمه الله تعالى



متن القواعد الأربع :
(بالنص والصوت والصورة)


http://safeshare.tv/w/zdkMEDkVnt





التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 22-01-2015 الساعة 11:54PM
رد مع اقتباس