بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين أما بعد
فهذه الوسيلة الداعية للحث على الاستمرار على العمل الصالح والقيام بها بدعة وضلالة لم يأت عليها عن السلف الصالح دليل بل كانت مجاهدة النفس عندهم ومحاسبتها وحثها على العمل والاستمرار عليه قلبية خفية لايستعان عليها بعلامات ولاكتابات ولاجداول لمحاسبة النفس
وإصلاح النفس والزامها بالقيام بالعبادات والدعوة إلى الله لذلك عبادة قال تعالى ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون
قال ابن تيمية كل عبادة لادليل عليها فهي ضلالة
فمن لم ينزجر في اصلاح نفسه باستحضار مثل هذه الآيات ولاينزجر إلا بمثل هذه المحدثات والتي هي في الدين من المخترعات فلاخير فيه فالمبتدع كما قال الشاطبي مستدرك على الله
قال مالك من استحدث في الدين بدعة يراها حسنة برأيه فقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة اقرأوا قول الله تعالى ايوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا
فمالم يكن يومئذ دينا فلايكون اليوم دينا
ولايقول هذه وسائل وليست مقصد كالصلاة الرغائب قلنا قلنا قانون البدع يجري في الوسائل والمقاصد على الصحيح أليس أنكر أحد الشيخين أبو بكر وعمر جمع المصحف ابتداءا والمنزع أن النبي صلى الله عليه وسلم مافعله مع أن جمع المصحف وسيلة لحفظه ولكن اجرى قانون البدعة عليها وهو مااستحدث في الدين ممالادليل عليه من عمل النبي الأمين صلى الله عليه وسلم لأن الوسائل تعطى أحكام المقاصد
وانكر شيخ الاسلام على استعمال الأناشيد وجمع الناس عليها تتويبا لهم مع كونها وسيلة
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
فإذا كانت هذه الوسيلة الشجرية محدثة فالدعوة إليها ونشرها وتربية الصبيان عليها محدثة فلم يكونوا في باب الصلاة يصنعون مثل ذلك مع صبيانهم ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لاينقص من أو زارهم شيئا خرجه مسلم بنحوه
ولوكان خيرا لسبقونا إليه
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|