عرض مشاركة واحدة
  #53  
قديم 16-12-2010, 01:47AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [16]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فهذا هو الباب الثامن عشر من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .

قال المصنّف رحمه الله
ماجاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلوّ في الصالحين

قال حفظه الله :
- ومناسبة تبويب الإمام المجدّد هو بيان كيف وقعت الأمم السابقة في الشرك .
- الغلوّ : هو مجاوزة الحد إمّا مدحاً أو قدحاً .
ثم ذكر حفظه الله أنواع الغلو :
1- الغلو البدعي : وهو أن يغلو في الصالحين غلوّاً بدعياً كبدعة قوم نوح ابتداءً وذلك بتصوير صور صالحيهم .
2- الغلوّ الشركي : وهو أن يغلو في الصالحين غلوّاً شركيّاً : كقوم نوح عند البدء ببدعة والإفضاء إلى الشرك حيث انتقل بهم الشيطان من بدعة تصوير الصالحين إلى عبادة الصالحين من دون الله فوقعوا بالشرك الأكبر .

ثم قال المصنّف رحمه الله وقول الله عزّ وجلّ :
( يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ) النساء 171 .
قال حفظه الله :
الغلوّ : هو مجاوزة الحد إمّا مدحاً أو قدحاً : وهو إعطاء الرجل الصالح بعض صفات الإلهية التي لا تليق إلا بالله .
- ولا يحل الغلوّ في كل صوره في ( الأنبياء ، والصالحين ، والزهّاد ، والعبّاد .... ) .
- أن التوحيد لا يُستغنى عن بثِّه بين الناس : لأن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن أناس من أمته أنّهم سيلحقون بعبدة الأوثان ، وأخبر أيضاً عن بني إسرائيل أنّهم لمّا قصّوا هلكوا ( أي لما تركوا دعوة التوحيد وانشغلوا بالقصص هلكوا ) ، وكما جاء عند الإمام أحمد أن النبيّ عليه الصلاة والسلام لمّا رمى الجمرات بحصيات قال بمثل هذا فارموا وإيّاكم والغلو في الدين ( أكبر من حبة الحمّص وأصغر من البندق ) "على وجه التقريب " .

ثمّ قال المصنّف رحمه الله : في الصحيح عن ابن عبّاس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : ( وقالوا لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودّاً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ) نوح 23 . قال هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عُبدت .
قال حفظه الله :
- الغلوّ بالعلماء : هو أن يعتقد الناس أنّ كل مايفعلوه صواب ولا يأتيه الخطأ .
- وللحديث روايات بلفظ بدلا من تنسخ العلم : نُسِي العلم - ويُنسخ العلم - ونُسخ العلم . أي أن يذهب العلم بذهاب العلماء ويعمّ الجهل ولا يستطاع التمييز التوحيد والشرك .

ثم ذكر المصنف رحمه الله قول ابن القيم في حديث ابن عباس فقال :
وقال ابن القيّم : قال غير واحد من السلف ( لمّا ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثمّ صوّروا تماثيلهم ، ثمّ طال عليهم الأمد فعبدوهم ) .

ثمّ ذكر المصنّف رحمه الله : وعن عمر رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ، أخرجاه .
الإطراء : هو مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه .
- ويكون الإطراء بدعة : أن يُنسب للنبي صلّى الله عليه وسلّم أشياء لم تحصل كقولهم أنه ليس له ظل .
- ويكون الإطراء شركاً أكبر : بإعطاء النبي عليه الصلاة والسلام صفة لا تليق إلا بالله كعلم الغيب .
ثم قال المصنف رحمه الله : حديث مسند أحمد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : إيّاكم والغلو فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ .
- وقوله إيّاكم والغلو أي أنّه عليه الصلاة والسلام يحذرنا من الغلوّ .
- وقد قال شيخ الإسلام معلقاً على هذا الحديث بقوله : هذا عام في جميع أنواع الغلوّ في الإعتقادات والأعمال ... .

ثم قال المصنّف رحمه الله : ولمسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : هلك المتنطعون قالها ثلاثاً .
- المتنطع : هو المتكلف والمتعمّق في الشيء كما قال الخطّابي .
- وقد كُررت بالحديث ثلاثاً مبالغةً في التعليم والإبلاغ وقد بلّغ عليه الصلاة والسلام البلاغ المبين .

والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 16-12-2010 الساعة 01:55AM
رد مع اقتباس