عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 22-05-2015, 03:04PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام
بشرح أحاديث عمدة الأحكام


للعلامة : احمد النجمي
-رحمه الله-




[187] الحديث الرابع:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : كان رسول الله ﷺ. في سفر فرأى زحاماً ورجلاً قد ظلل
عليه فقال : ما هذا ؟ قالوا : صائم قال : (( ليس من البر الصوم في السفر)).

وفي لفظ لمسلم : ((عليكم برخصة الله التي رخص لكم )).


موضوع الحديث :

حكم الصوم في السفر



المفردات :

فرأى زحاماً :أي أناساً قد اجتمعوا في مكان فتزاحموا فيه .
قوله ورجلاً قد ظلل عليه : أي جعل عليه شيئاً من الظل بثوب أو نحوه لفرط المشقة عليه من حرارة الشمس
وكثرة العطش

فقال : الضمير يعود إلى رسول الله _ ما هذا استفهام عن الزحام الذي حصل قالوا صائم :أي صائم شق عليه
الصيام فسقط

قال ليس من البر الصيام في السفر وفي لفظ لمسلم عليكم برخصة الله التي رخص لكم أي الفطر في السفر


المعنى الإجمالي :

يروي جابر بن عبدالله أنهم كانوا في سفر فرأى النبي ﷺ زحاماً ورجلاً قد ظلل عليه فسأل عنه فأخبر
بأنه صائم قد سقط من شدة الصيام عليه فقال رسول الله ﷺ ليس من البر الصيام في السفر وأنه قال
عليكم برخصة الله التي رخص لكم أي فخذوها واغتنموها .



فقه الحديث :

يؤخذ من هذا الحديث
أولاً : جواز الصيام في السفر لإقرار النبي ﷺ عليه

ثانياً: يؤخذ منه أن الصيام في السفر يكون له حكم الكراهة إذا شق على صاحبه مشقة لا تبلغ به إلى
حد الخطر ويشعر بهذا قوله ليس من البر الصيام في السفر .



ثالثاً : يؤخذ من هذا الحديث بطريقة المفهوم أنه إذا بلغت المشقة بالصائم في السفر حد الخطورة فانه يحرم عليه
الاستمرار في الصوم ويجب عليه وجوباً أن يفطر .



رابعاً :يؤخذ من قوله عليكم برخصة الله التي رخص لكم أن الفطر في السفر يستحب لأن كلمة عليكم
إغراء بالرخصة وإن الأخذ بها واغتنامها أفضل من الصوم فهي تيسير من الله ورحمة بعباده وأن الأخذ برخص الله
التي شرعها أفضل من الأخذ بالعزيمة لأن من أخذ بالعزيمة وترك الرخصة كأنه قد ردّ يسر الله ورحمته وقال
لا حاجة لي فيه وفي ذلك ما فيه وقد قال تعالى (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ
أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) [الحج : 78 ] أما تعريف الرخصة فقد عرفت أنها ما أبيح للعذر مع بقاء الحكم فمثلاً
الفطر في السفر رخصة والصيام عزيمة فالعزيمة باقية وهو وجوب الصوم على من لم يكن مسافراً وأبيح الفطر للمسافر
رحمة من الله بعباده وتيسيراً عليهم وبالله التوفيق .





--------



تَأْسِيسُ الأَحْكَامِ
عَلَى مَا صَحَّ عَنْ خَيْرِ الأَنَامِ
بِشَرْحِ أَحَادِيثِ عُمْدَةِ الأَحْكَامِ

تَأْلِيف
فَضِيلةُ الشَّيخِ العلَّامَة
أَحْمَدُ بن يحي النجميَ


تأسيس الأحكام بشرح أحاديث عمدة الأحكام [ 3 ]

[ المجلد الثالث ]


رابط تحميل الكتاب :

http://subulsalam.com/site/kutub/Ahm...ssisAhkam3.pdf







رد مع اقتباس