عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-09-2010, 06:38PM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي تفسيرقوله تعالى فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعد :
فهذا تفسير لآية في سورة طه لصاحب أضواء البيان محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة وجعل منزلته في عليين .

قال تعالى : ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى) (135) طه .

قال رحمه الله : وقوله تعالى : قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا .
أَمَرَ اللَّهُ - جلَّ وعَلا نَبِيَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي هذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَن يَقول للكُفَّار الَّذين يقترحون عليه الآيات عناداً وتعنُّتًا : كلٌّ منَّا ومنكُم متربِّص ، أَي : منتظر ما يحلُّ بالآخَر منَ الدَّوائر ، كَالموت ، والغلبةِ .

وقد أَوضَحَ في غير هذا الموضِع أَنَّ مَا يَنتَظِره النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيهِ وسلَّم وَأَصْحَابُه والمُسْلِمُونَ كلُّه خير ، بعكس مَا ينتظره ويتربّص الكُفَّار .
كقوله تعالى : ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ )
(52) التوبة .
وكقوله تعالى : ( وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ) (98) التوبة
إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ . وَالتَّرَبُّصُ : الِانْتِظَارُ .
وقَوْلُهُ تَعَالَى :(فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى ) .
ذَكَرَ جَلَّ وعلا فِي هذه الآية الكريمة أَنَّ الكفَّار سيعلمونَ فِي ثَانِي حَالٍ من أَصحابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى .

أَيْ : وُفِّقَ لطريق الصَّواب ، والدَّيمومة على ذلك ، وأمر نبِيَّه أَن يقولَ ذَلِكَ للكفَّار . والمَعنى : سيتضح لكم أَنَّا مهتدون ، وأنّا على صراطٍ مستقيم ، وأنكم على ضلال وباطلٍ . وهذا يظهر لهم يوم القيامة إذا عاينوا الحقيقةَ ، ويظهر لهم في الدّنيَا لما يرونه مِن نصرِ اللَّهِ لنَبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم .
وهذا المعنى الَّذي ذكرَه هنا بيَّنَه في غير هذا الموضع .
كَقَوْلِهِ :(وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) (42) الفرقان
وَقَوْلِهِ : ( سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ) (26) القمر
وَقَوْلِهِ : (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (88) ص
إلى غير ذلك من الآيات . والصِّراطُ في لغة العرب :
الطَّرِيقُ الواضِح . والسَّويّ : المستقيم : وهو الَّذي لا اعوجاج فيه .

إنتهى كلامه رحمه الله
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إن [ 2 ] من الأَعْضَاءِ يَشْكُرُونَكُمْ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].
أم البراء (08-09-2010)