عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-01-2004, 05:55PM
طارق بن حسن
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي جواز صيام عرفة إذا وافق يوم السبت !

بسم الله الرحمن الرحيم

جواز صيام عرفة إذا وافق يوم السبت !

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ،،

فقد كثر الكلام على مسألة " حكم صيام عرفة إذا وافق يوم السبت " بل إنها صارت حديث الساعة بين طلاب العلم ومرتاديه وما ذاك إلا حرصا منهم وفقني الله وإياهم على السنة وتحريها ومما زاد في ذلك تلك البحوث القيمة التي أوردها بعض الأخوان وفقهم الله في شبكة سحاب حول هذه المسألة .. فوددت أن أشارك فيها ناقلا لكلام أهل العلم رحمهم الله تعالى فيها مجتهدا في إيصاله لإخواننا على ضعف في الهمة وقلة في البضاعة .. ومالي في هذا البحث إلا النقل والجمع لكلام أهل العلم رحمهم الله تعالى .
فنقول وبالله التوفيق ،،
أولا : حكم صيامه مطلقا :- جاء في الباب حديث عبد الله بن بسر عن أخته الصماء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تصوموا السبت إلا فيما افترض عليكم .. " الحديث {انظر تخريجه في الارواء برقم 960 م4ص 118 } هذا الحديث اختلف أهل العلم رحمهم الله في ثبوته فطعن فيه طائفة ونصره طائفة أخرى فممن ضعفه : الإمام مالك وابن شهاب الزهري والاوزاعي والنسائي وألمح يحيى بن سعيد للإمام أحمد بضعفه ( عون المعبود 7/48-49ط دار الكتب العلمية ) وكذا ضعفه الإمام ابن باز رحمه الله سمعته منه في شرحه على صحيح مسلم .
وصحح الحديث جماعة منهم الحاكم وقال هو على شرط البخاري وذكر النووي تصحيح الأئمة له وكذا نصره الإمام الألباني رحمه الله كما في الارواء (4 /116 ) .
والحديث أعل بالاضطراب ، . والإمام الألباني رحمه الله تعالى لم ينكر إضطراب الحديث بل إنه كما قال رحمه الله :" الإضطراب عند أهل العلم على نوعين : أحدهما أن يأتي على وجه مختلف .. إلى أن قال : " والآخر ما كانت وجوه الاضطراب فيه متباينة .. الى قوله " وحديثنا من هذا النوع " ا.هـ ( الارواء 4/119) فهو ترجيح منه أن هذا الاضطراب من النوع الذي لايضر الحديث .
- وكذلك أعل الحديث بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في البخاري ومسلم الدالة على صيام يوم السبت . كحديث : " لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو يوما بعده " ( البخاري 19845 ) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من الشهر السبت والأحد ( صحيح الجامع 4847 ) وكذلك حديث جويرية في صيام الجمعة عند البخاري وغيره .
- قال الأثرم : حجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر . ( عون المعبود 7/48-49) وكذلك ما ورد في صيام الست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر فغالبا ما توافق يوم سبت .
- ثانيا :- حكم صيامه مضاف إليه يوم :-
من صام السبت وصام قبله يوما أو بعده يوما فقد خرج من الخلاف واحتاط لنفسه وهو غير مخالف عند الجميع سواء من صحح الحديث أو ضعفه ، وعلى هذا حري بمن أراد الأجر أن يصوم يوم عرفة وهو يوافق هذه السنة إن شاء الله يوم السبت ويصوم كذلك يوم الجمعة قبله ، وعلى هذا يخرّج كلام أهل العلم رحمهم الله تعالى من أن النهي وارد على الإفراد لا على إذا ضيف له يوم وكذلك يخرج – الصائم – من الكراهة التي ذكرها بعض العلماء من إفراد يوم السبت . والله تعالى أعلم .
ثالثا :- صيام السبت إذا وافق يوم عرفة مفردا :-
إذا وافق يوم السبت يوم عرفة فلا بأس بإفراده بالصيام وهذا اختيار الإمام ابن باز رحمه الله سمعته منه في شرح صحيح مسلم عند حديث النهي عن صيام يوم الجمعة وهو كذلك قول الجمهور على إن النهي عن صيام السبت لو صح فهو للتنزيه لا للكراهة ، بل إن بعضهم ذكر أن يوم عرفة داخل – على القول بصحة الحديث – فيما افترض علينا ولذلك قالوا : " وما افترض يتناول المكتوب والمنذور وقضاء الفوائت وصوم الكفارة وما في معناه ما وافق سنة مؤكدة كعرفة وعاشوراء .( عون المعبود 7/48/49) .
وكذلك لأن هذا الصائم لم يقصد السبت لكونه سبتا! بل قصد عرفة طلبا لأجر الصوم .
رابعا :- قول الألباني رحمه الله عند كلامه على حديث : " لا تصوموا يوم السبت : قال " فلا يجوز أن يضاف إليه قيد غير قيد " الفريضة " كقول بعضهم " إلا لمن كان له عادة من صيام أو مفردا " فإنه يشبه الاستدراك على الشارع الحكيم ولا يخفى قبحه " . ( الصحيحة 1/446)
هذا الكلام منه رحمه الله غير مسلم ، وذلك أن القائلين به إنما قالوه استنادا على الشارع الحكيم فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في صوم يوم الجمعة أنه قال : " لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون من صوم يصومه أحدكم " ( مسلم النووي 7/267 ) فإذا كان هذا القيد ثبت في يوم الجمعة والنهي عن صيامه – اعني الجمعة – ثابت بلا خلاف ( إلا ما نقل عن مالك واعتذر له بعدم وصول الدليل له ) فهو أحق أن يكون قيدا في السبت على قوة خلاف العلماء في ثبوت الأحاديث الناهية عن صيامه . ولذلك من كان له عادة في صوم عرفة أو عاشورا ثم وافق السبت فلا حرج عليه فيما لو أفرده بالصيام .
هذا ماتيسر لي جمعه والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدا .
منقول :من سحاب كتبه أحد طلبة العلم
رد مع اقتباس