[غسان بن أحمد بن عفي]

بسم الله الرحمن الرحيم

سألني سائل كيف الأدب عند طرح السؤال على العالم

فكان نص سؤاله


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فضيلة الشيخ.
حياكم الله.

ما هي الآداب التي ينبغي لطالب العلم أن يتحققها عند سؤاله لأهل العلم
باختصار؟

جزاكم الله خيرا



فكان الجواب


الحمدلله رب العالمين،،،،

يكون ذلك

باحترامهم واظهار الهيبة لهم ولايجلس بين يدي جلسة المتعالم بل المتواضع

كما قال الامام احمد امرنا ان نتواضع لمن تعلم منه

والاخلاص عند طرح السؤال
عملا بحديث
ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف
لعالمنا حقه

والتفكر في السؤال قبل طرحه
وان لايسئلهم فيمالاحاجة له به
كما خرج بعض اهل السنن أن رجلا سأل أبا هريرة فقال لماذا كنوك بابي هريرة
فقال اما تفرق مني

اي تهاب كني فتسالني عما يجدي وينفع

.....الأثر


وليخلص النية
ينوي التعبد بسؤالهم لرفع الجهل والتعلم لا لابراز العلم والاشتهار عندهم طلبا لثناءهم
فمن سمع سمع الله به

ولايخرج عن طريقة

السلف في طرح السؤال

كالسؤال عن المستحيلات

لو نما لرجل جناحان فطار

فكيف يصلي في الهواء

ولا بكيف عند السؤال عن الغيبيات كالصفات
كالسؤال عن كيفية الاستواء لله والنزول بالثلث الاخير
سئل مالك
عن مثل ذلك
فقال
الاستواء معلوم(يعني لغة)
والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة

ويكني العالم ويخفض صوته ولايراجعه
ولايذكر عند الافادة منه الزامات له
يلزمك يلزمك

بل يتأدب فيقول

الايقال انه يلزم لو قيل كذا لكان كذا

ولاينفي قوله بقول اخر
من اهل العلم

الا ان يقدمه استشكالا بابهام
لو قيل ايها الشيخ
كذا وكذا لدليل كذا فكيف يكون الوجه والرد

ولايراجعه برايه فيظهر مقارنته

بل بادب وتوقير يعرض
مافهم ولايتعنت

في الاسئله ويكثر من جداله
حتى يضجره

يقول ابو سلمة بن عبدالرحمن

خسرت علما كثيرا بمجادلتي ابن عباس

لانه اضاع الوقت بمجادلة ابن عباس بدل سؤاله

والانتفاع منه فيما لايعلم
وربما ادخل عليه الغم
فتقاصرت افادته له

ولو احبه لادبه وقلة الاكثار عليه لافاده بكل مايعلم

ولايخرج من مجلس العالم
فيشيع خطأه الزمته بكذ وكذا
فيصغره
فذلك في ضرر على العلم
بل يظهر الادته منه وتوقيره والفرح بلقاءه
ليستفيد الناس منه
فمن السنة توقير صاحب العلم من اهل الاثر والحديث

نساله ان يوفقنا لحسن الادب مع العلماء فانهم ورثة الانبياء وان الانبياء لم يورثوا دينارا واادرهما ولكن ورثوا العلم
فمن اخذه اخذ بحظ وافر


كتبه اخوكم/أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
الاثنين1437/6/12