عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-06-2009, 11:03AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إعلم رحمني الله وإياك أن الصبر هو حبس اللسان عن التشكي على وجه الجزع
والنفس عن الجزع والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيواب والصياح ونحو ذلك
وإذا كان خبرا مؤلما كموت أخ او صاحب أو ولد فالصبر عند الصدمة الأولى أي عندما يطرق الآذآن سماع المصيبة فيحبس نفسه ولسانه وجوارحة عن العمل بهما بماينافي الصبر
فإذا لازم الألم كمرض مزمن أو جار مؤذي فصبر فأجره عند الله أعظم
قد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أجرك على قدر مشقتك
قال تعالى إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
فأجر الصابر عظيم مضاعف إلى سبعمائة ففي الصبر دليل على الإيمان إذ أن الصابر يحتسب الثواب عند الله يوم القيامة ويعلم أن الله يعلم عن صبره ويثيبه فيكون مؤمنا بالله واليوم الآخر على ذلك القدر
قال تعالى ومن يؤمن بالله يهد قلبه
قيل في تفسير ذلك كما عند البخاري معلقا قال عَلْقَمَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ هُوَ الَّذِي إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ رَضِيَ وَعَرَفَ أَنَّهَا مِنْ اللَّهِ

وأنواع الصبر ثلاثة صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله المؤلمة
وقد ابتليت بالثالث فينبغي أن تصبر على أقدار الله المؤلمة
وتعلم أن الله قد كتب عليك ذلك قبل أن يخلق السموات والأرض بأربعين سنة ولايكون شيء في الكون لايريده الله أرادة كونية
فقد روى مسلم في صحيحه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

فعملك أعمالا بالجوارح واللسان كالغضب على إنسان بمايخالف الواجب عليك تجاهه من الاحترام والحرص على فعل أسباب المودة والتحاب في الله أو ظلمه بالكلام من أجل جراحك فذلك ينافي الصبر
فعليك أن تحبس نفسك عن ذلك وتصبر على ماقسم الله لك فذلك الجراح والأقراح لعلها خير لك
روى أبوداود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ

وأحسن الظن بربك فمن عباد الله من قد لايصلحه إلا المرض فإذا أصحه أفسده
فهو في مرضه متعلق بالله يكثر من دعاءه والصبر على داءه
فيكون أجره أعظم ممن هو صحيح البدن بلاسقم لأنه يضاعف له أجر الصبر

وقد روى الترمذي وله شاهد هو حسن به كما قال صاحب السلسلة الصحيحه رحمه الله
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ
رد مع اقتباس