عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 26-09-2010, 03:19PM
أبو عبدالرحمن نورس العراقي أبو عبدالرحمن نورس العراقي غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 28
افتراضي من أشراطها قبض العلم وظهور الجهل

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فما أحوج الناس إلى مثل هذا الموضوع ألا وهو الساعة لقد ذكر أخونا الحبيب تركوا الصلوات الخمس وذكر أنّ بعضهم إن حضر جنازة لايدخل المسجد وينتظر في الخارج كلامه من ذهب لكن هؤلاء تعلّقت قلوبهم في الدنيا وهذا الذي يحصل في عمموم الدول وإلا فما المراد من حضور الجنازة لاشك أنها تذكر الآخرة أصبحت القلوب قاسية كان السلف رحمهم الله إذا سمعوا آيات الخوف سقطوا مغشيا عليهم بسبب الخوف وبينما نحن نسمع آيات الخوف وتمرّ على القلب كأنها شراب بارد السلف عرفوا الله بقلبوهم ولم يفرّقوا بين الواجب والمندوب من حيث العمل اين نحن منهم هذا الذي يحصل اليوم بسبب بعدنا عن تعلم العلم الشرعي فأحببت أن أذكر علامة من علامات الساعة ألا وهي (قبض العلم وظهور الجهل )هذة العلامة نَقَلتُها من كتاب أشراط الساعة من باب الفائدة . اسأل الله العظيم أن يعلمنا العلم الشرعي ويجعله خالصا لوجه الكريم وأن يرزقنا العمل بهذا العلم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
من علامات الساعة التي أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبض العلم وظهور الجهل ، فعن أبي موسى وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج ، والهرج : القتل » (1) .
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويثبت الجهل ، ويشرب الخمر ، ويظهر الزنا » (2) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويلقى الشح ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج ، قالوا : يا رسول الله ، أيم هو ؟ ، قال : القتل القتل » (3) .
_________
(1) أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الفتن ( 8 / 89 ) .
(2) أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب العلم ( 1 / 28 ) .
(3) أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب العلم ( 1 / 29
قال ابن العربي (1) : " وأما ذهاب العلم ، قال المشيخة : فيكون بوجوده ، إما بمحوه من القلوب ، وقد كان في الذين قبلنا ، ثم عصم هذه الأمة ، فذهاب العلم منها بموت العلماء ، وقد قال جماعة من الناس : إن ذهاب العلم يكون أيضا بذهاب العمل به ، فيحفظون القرآن ولا يعملون به فيذهب العلم . . . والذي عندي أن الوجوه الثلاثة في هذه الأمة ، فقد يذنب الرجل حتى يذهب ذنبه علمه ، وقد يقرؤه ولا يعمل به ، وقد يقبض بعلمه فلا ينتفع أحد به ، أو يمنع من بثه فيذهب لوقته " (2) .
وقال القرطبي أثناء شرحه لحديث : « إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل » : وأما قلة العلم وكثرة الجهل فذلك شائع في جميع البلاد ذائع ، أعني برفع العلم وقلته : ترك العمل به (3) .
وقال ابن حجر : قيل : إن المراد نقص علم كل عالم بأن يطرأ عليه النسيان مثلا ، وقيل : نقص العلم بموت أهله ، فكلما مات عالم ولم يخلفه غيره نقص العلم من تلك البلد (4) .
_________
(1) هو أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري الإشمبيلي ، المالكي المعروف بابن العربي ، من حفاظ الحديث ، صنف كتبا كثيرة في الحديث والفقه والأصول والتفسير ، ومنها : العواصم من القواصم ، وعارضة الأحوذي شرح سن الترمذي . توفي سنة 543 هـ . وفيات الأعيان ( 1 / 489 ) نفح الطيب ( 1 / 340 ).
(2) عارضة الأحوذي ( 10 / 121 ) .
(3) التذكرة ص ( 748 - 749 ) .
(4) فتح الباري ( 13 / 17 ) .
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : « لما كان في حجة الوداع ؛ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم ، فقال : " يا أيها الناس خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم " ، وقد كان أنزل الله عز وجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (1) . قال : فكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته واتقينا ذلك حين أنزل الله ذلك على نبيه صلى الله عليه وسلم . قال : فأتينا أعرابيا ، فرشوناه بردا ، فاعتم به ، حتى رأيت حاشيته خارجة من حاجبه الأيمن ، قال : ثم قلنا له : سل النبي صلى الله عليه وسلم . فقال له : يا نبي الله كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف ، وقد تعلمنا ما فيها وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا ؟ قال : فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب ، قال : فقال : " أي ثكلتك أمك ، هذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف ، لم يصبحوا يتعلقون منها بحرف مما جاءتهم به
أنبياؤهم ، ألا وأن من ذهاب العلم أن يذهب حملته ( ثلاث مرات ) » . (1) .
يقول النووي أثناء شرحه لحديث عبد الله بن عمرو السابق : " هذا الحديث يبيّن أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس مَحْوه من صدور حفاظه ولكن معناه : أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالا يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون " (2) .
وقد وقع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في زمان من قبل فكيف بزماننا ، قال ابن بطال (3) : " وجميع ما تضمّنه هذا الحديث من الأشراط قد رأيناها عيانا فقد نقص العلم وظهر الجهل ، وألقي الشح في القلوب وعمّت الفتن وكثر القتل " (4) . من أجل هذا حَثَّ السلف على طلب العلم ، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « عليكم بالعلم قبل أن يقبض ، وقبضه ذهاب أهله ، وعليكم بالعمل ، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه ، وعليكم بالعلم ، وإياكم والتنطع والتعمق ، وعليكم بالعتيق » (5) . وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : « ما لي أرى علماءكم يذهبون ، وجهالكم لا يتعلمون ، فتعلموا قبل أن يرفع العلم ، فإن رفع العلم ذهاب العلماء » (6) . وقد ظهر مصداق هذا كله في زماننا ولم يبق العلم إلا في أناس قليل ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 27-09-2010 الساعة 03:27AM
رد مع اقتباس
[ أبو عبدالرحمن نورس العراقي ] إن [ 2 ] من الأَعْضَاءِ يَشْكُرُونَكُمْ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].