عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 29-03-2015, 07:33PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 14 )


[ المتن ]


الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم
1 ـ الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى
وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن‏.‏
حيث يقول‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏‏.‏



[ الشرح ]

(‏وقد دخل في هذه الجملة‏)‏ أي‏:‏ التي تقدمت وهي قوله‏:‏ ‏(‏وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى
به نفسه بين النفي والإثبات‏)‏ فأراد هنا أن يورد ما يدل على ذلك من الكتاب والسنة، وبدأ بسورة الإخلاص
لفضلها‏.‏ وسميت بذلك لأنها أخلصت في صفات الله ولأنها تخلص قارئها من الشرك‏.‏



قوله‏:‏ ‏(‏التي تعدل ثلث القرآن‏)‏ أي‏:‏ تساويه وذلك لأن معاني القرآن ثلاثة أنواع‏:‏ توحيد‏.‏ وقصص‏.‏ وأحكام،
وهذه السورة فيها صفة الرحمن فهي في التوحيد وحده، فصارت تعدل ثلث القرآن‏.‏ والدليل على أن
هذه السورة تعدل ثلث القرآن ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلًا سمع
رجلًا يقرأ‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر له
ذلك وكأن الرجل يتقالها، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن‏)‏
قال الإمام ابن القيم‏:‏ والأحاديث بكونها تعدل ثلث القرآن تكاد تبلغ مبلغ التواتر‏.‏


‏(‏حيث يقول‏)‏ الله جل شأنه‏:‏ ‏{‏قل‏}‏ أي‏:‏ يا محمد وفي هذا دليل على أن القرآن كلام الله إذ لو
كان كلام محمد أو غيره لم يقل‏:‏ ‏{‏قل‏}‏، ‏{‏هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏ أي واحد لا نظير له ولا وزير ولا مثيل ولا
شريك له‏.‏ ‏{‏اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏ أي‏:‏ السيد الذي كمل في سؤدده وشرفه وعظمته وفيه جميع صفات الكمال،
والذي تصمد إليه الخلائق وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها‏.‏


‏{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ‏}‏ أي ليس له ولد ولا والد‏.‏ وفيه الرد على النصارى ومشركي العرب الذين نسبوا لله الولد‏.‏

‏{‏وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ أي ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير‏.‏

والشاهد من هذه السورة‏:‏ أنها تضمنت وجمعت بين النفي والإثبات فقوله‏:‏ ‏{‏اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏ إثبات‏.
‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ نفي‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس