عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-05-2011, 05:25PM
أم سالم أم سالم غير متواجد حالياً
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: إن طال بي الزمان , فالأمل في جنة الرحمن
المشاركات: 123
افتراضي علامة أهل البِدع وذكر بعض طوائفهم، للشيخ العثيمين رحمه الله

يقول الإمام مُوفَّق الدين أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن محمد ابن قدامة المقدسي في كتابه لمعة الإعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد :

[...] وكلّ مُتّسم بغير الإسلام والسنّة مبتدع ، كالرافضة، والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية ونظائرهم فهذه فرق الضلال، وطوائف البِدع , أعاذنا الله منها[...]

ويشرح قول الإمام ، الشيخ محمد ابن صالح العثيمين :

علامة أهل البدع وذكر طوائفهم

لأهل البدع علامات منها:
1- أنهم يتصفون بغير الإسلام والسنة بما يحدثونه من البدع القولية والفعلية والعقيدية .
2- أنهم يتعصبون لآرائهم فلا يرجعون إلى الحق وإن تبيّن لهم .
3- أنهم يكرهون أئمة الإسلام والمسلمين.

ومن طوائفهم :
1- الرافضة : وهم الذين يغلون في آل البيت ويُكفّرون من عداهم من الصحابة أو يفسقونهم، وهم فرق شتى فمنهم الغلاة الذين ادعوا أنّ عليًا إله ومنهم دون ذلك .
وأول ما ظهرت بدعتهم في خلافة عليّ ابن أبي طالب حين قال له عبد الله بن سبأ أنت الإله , فأمر عليّ رضي الله عنه بإحراقهم وهرب زعيمهم عبد الله بن سبأ إلى المدائن .
ومذهبهم في الصفات مختلف ، فمنهم المُشَبّه ومنهم المعطل ومنهم المعتدل ، وسُمّوا رافضة لأنّهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حين سألوه عن أبي بكر وعم رضي الله عنهما فترحم عليهما فرفضوه وأبعدوا عن . وسموا أنفسهم شيعة لأنهم يزعمون أنهم يتشيعون لآل البيت وينتصرون لهم ويطالبون بحقهم في الإمامة .

2- الجهمية : نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي قتله سالم أو سلم بن أحوز سنة 121هـ، مذهبهم في الصفات التعطيل والنفي ، وفي القدر القول بالجبر ، وفي الإيمان القول بالإرجاء : وهو أنّ الإيمان مجرّد الإقرار بالقلب وليس القول والعمل من الإيمان ففاعل الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان ، فهم معطلة جبرية مرجئة ، وهم فرق كثيرة.

3- الخوارج : وهم الذين خرجوا لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم .
مذهبهم التبرؤ من عثمان وعلي والخروج على الإمام إذا خالف السنّة ، وتكفير فاعل الكبيرة وتخليده في النار ، وهم فرق عديدة .

4- القدرية : وهم الذين يقولون بنفي القدر عن أفعال العبد، وأن للعبد إرادة وقدرة مستقلين عن إرادة الله وقدرته ، وأول من أظهر القول به معبد الجهني في أواخر عصر الصحابة تلقاه عن رجل مجوسي في البصرة ، وهم فرقتان : غلاة وغير غلاة ، فالغلاة ينكرون علم الله وإرادته وقدرته وخلقه لأفعال العبد وهؤلاء انقرضوا أو كادوا . وغير الغلاة يؤمنون بأن الله عالم بأفعال العباد لكن يُنكرون وقوعها بإرادة الله وقدرته وخلقه وهو الذي استقرّ عليه مذهبهم .

5- المرجئة : وهم الذين يقولون بإرجاء العمل عن الإيمان، أي تأخيره عنه فليس العمل عندهم من الإيمان ، والإيمان مجرد إقرار بالقلب، فالفاسق عندهم مؤمن كامل الإيمان وإن فعل ما فعل من المعاصي وترك ما ترك من الطاعات ، وإذا حكمنا بكفر من ترك بعض شرائع الدين فذلك لعدم الإقرار بقلبه لا لترك هذا العمل ، وهذا مذهب الجهمية وهو مع مذهب الخوارج على طرفي نقيض .

6- المعتزلة : أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري وقرر أن الفاسق في منزلة بين منزلتين لا مؤمن ولا كافر وهو مخلد في النار ، وتابعه في ذلك عمرو بن عبيد ، ومذهبهم في الصفات التعطيل كالجهمية ، وفي القدر قدرية ينكرون تعلق قضاء الله وقدره بأفعال العبد، وفي فاعل الكبيرة أنّه مخلّد في النار وخارج من الإيمان في منزلة بين منزلتين الإيمان والكفر ، وهم عكس الجهمية في هذين الأصلين .

7- الكرامية أتباع محمد بن كرام المتوفى سنة 255 هـ ، يميلون إلى التشبيه والقول بالإرجاء ، وهم طوائف متعددة .

8 - السالمة : أتباع رجل يُقال له : ابن سالم , يقولون بالتشبيه .

9- وهذه هي الطوائف التي ذكرها المؤلف ثمّ قال : ونظائرهم مثل الأشعرية أتباع الحسن علي بن اسماعيل الأشعري ، وكان في أول أمره يميل إلى الإعتزال حتى بلغ الاربعين من عمره ، ثمّ أعلن توبته من ذلك وبيّن بُطلان مذهب المعتزلة وتمسك بمذهب أهل السنّة رحمه الله . أما من ينتسبون إليه فبقوا على مذهب خاص يُعرف بمذهب الأشعرية لا يُثبتون من الصفات إلا سبعًا زعموا أنّ العقل دلّ عليها ويؤولون ما عداها وهي المذكوررة في هذا البيت :
حي عليم قدير والكلام له ~~~~ إرادة وكذلك السمع والبصر
ولهم بدع أخرى في معنى الكلام والقدر وغير ذلك .

نسأل الله أن يعصمنا من البدع والفتنة، ويحيينا على الإسلام والسنّة ،
ويجعلنا ممن يتبع رسول الله في الحياة ويحشرنا في زمرته بعد الممات برحمته وفضله ، آمين .

---------------------------------
مقتبس من شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب لمعة الإعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد :
للإمام مُوفَّق الدين أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن محمد ابن قدامة المقدسي .
طبعة الشركة الجزائرية اللبنانية
الطبعة الأولى للعام 1428 هـ - 2007 م .

التعديل الأخير تم بواسطة أم سالم ; 08-05-2011 الساعة 05:27PM
رد مع اقتباس