عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-03-2017, 10:39AM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي إصلاح الجوارح سنة مهجورة فأحيوها


تربية القلب لإصلاح الجوارح سنة مهجورة فأحيوها
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي خلق الخلق وما تركهم سدى بل رباهم .....بالنعم و أدبهم..... بالمصائب والأوجاع ونقص في الأرزاق ونكد القلوب وتسليط النقم وهو علام الغيوب وذلك بعد ما ارسل لهم الرسل بالهدى والعلم النافع وهو الغني فلو كفروا وعصوه ما ضروه بل واعدهم بعذاب شديد واقع ماله من دافع
فمن تأديب الله لعباده قبل وفاتهم ليسلكوا الطريق وليتقوا يوم الوعيد تسليط الهموم والغموم على قلوبهم ليصلحوها وليزكوها فتُقبل على الحي القيوم بالتوحيد والقيام بحقوقه من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والحج وترك المنكرات ولتصلح جوارحهم فيقضوا أوقاتهم باستعمالها تعبدا بالعلم النافع والعمل المفيد الصالح
قال بن القيم رحمه الله :إن العبد إذا عصى الله ((أي بشرك أو بدعة أو رياء أو إهمال صلاة أو عقوق والدين وشهادة زور وكذب وغش بتجارة وخيانة البصر وحسد اخفاه بقلبه ثم ظهر)) سلط الله على قلبه جنديان لاينفكان عنه
الاول : الهم الثاني: الغم
فلا يزالان يحاربانه ولايستسلمان لأسلحة الدنيا وزخرفها من نزه وفاخر الألبسة والبيوت وأحاديث مجالس وشراء متاع فان زائف من الأسواق
بل لايستسلمان إلا لسلاح واحد قوي فتاك يبددهما ولايبقي لهما أثرافيدعهما قاعا صفصفا لا ترى لهما عوجا ولا أمتا....التوحيد وإتباع السلف وسيد العبيد إخلاصا ومحبة وتعظيما فيستبدل حينئذ خوفه وحزنه وهمه وغمه ونكده بتعظيم الله وخشيته ومحبته ورجاءه وحسن الظن به والتوكل عليه ومحبة ما يحب والإنقياد لتحصيله وبغض ما يبغض والإنقياد للزهد فيه وتبكيته.....(انتهى كلامه بتصرف وزيادة)
فدعى سبحانه المؤمن بتلك الهموم والغموم والهموم و الأنكاد المسلطة عليه عند اقتراف الذنب ظاهرا أو باطنا إلى مراقبة حركات قلبه ونزغاته وتقلباته لأن حركات الجوارح كاللسان واليد والرجل والعين لا سبيل لإصلاحها إلا بإصلاح القلب وحركاته فإذا تحرك لشهوة التعلق بغير الله وإراد إتباع هواه بتقديمه ورجاءه ذكر ألمه إن فعل وعاقبته بقوله تعالى " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " (الجن أية 6)اي تعبا
فمن تعلق بغيره سبحانه فلا يزيده تعلقه بغيره سبحانه بقلبه إلا هما وغما ونكدا وتعبا وكذلك على قدر تعلقه واعراضه عن إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يكون همه وغمه ونكده ..........حتى ينقاد للتوحيد وافراد رب العبيد
قال بن تيمية رحمه اللهمحركات القلوب الى علام الغيوب ثلاثة
الحب والخوف والرجاء
فلا يكون حبه والخوف منه ورجاءه والتعبد له بذلك وكمال الذل له سبحانه والخضوع إلا بتدبر القرآن الذى هو شفاء لما في الصدور وتدبر اسماءه وصفاته ونعمه وحكم أحكامه والثقة بحكمته وأقداره وأفعاله ومن ثم الإنقياد لطاعته ظاهرا وباطنافقال تعالى " .....ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "[سورة الممتحنة 10]
خرج مسلم عن النعمان عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال ( ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ . ألا وهِيَ القَلبُ)(صحيح مسلم 1599) وفي صحيح مسلم ( إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى صورِكُم وأموالِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأعمالِكُم ) (صحيح مسلم 4651)
فمن هنا تعرف غلط كثير من العامة لما ينكر عليه منكر صالح بعض معاصي الجوارح القولية او الفعلية فيُعرِض قائلا وقد يشير إلى قلبه أهم شيء النية هنا !!! او اهم شيء يكون هذا أبيض..!!!
فيُقَال له لو زكيت قلبك بمراقبة تحركاته فوجهته للإنقياد لله تعالى وحبه وتعظيمه وخشيته ومتابعة رسول الله والسلف وأحسنت الظن بالعاقبة لمن أطاعه سبحانه لصلحت حركات جوارحك ولسانك
ولا صلاح له من قبل ومن بعد إلا باعتقاد السلف في القدر والصفات... وغير ذلك وإصلاحه بإتباع المنهج الحق الذي صاروا عليه.. في الجهاد والدعوة والتكفير ومعاملة ولي الامر
فاللهم آتى نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى


وكتبه ناصح نفسه قبل غيره من أحبابه وإخوانه ...
ابوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني







منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله في وسائل التواصل الإجتماعى
رد مع اقتباس