عرض مشاركة واحدة
  #39  
قديم 07-10-2010, 11:33PM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد [11]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحبه وبعد :

فهذا هو الباب الرابع عشر من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله .

قال الإمام المجدد رحمه الله باب قول الله تعالى :
( أَيُشركونَ ما لا يخلُقُ شيئا وهم يُخْلقونَ * ولا يَستطيعونَ لهم نصراً ولا أنفسَهُم يَنصرونَ ) الأعراف : 191 _ 192

قال حفظه الله : ومراد الإمام المجدّد من هذا التبويب إلزامهم بتوحيد الألوهية من حيث أنهم ( الكفّار ) مُقِرّون بالربوبية .

وقوله : ( أيشركون ) أي في العبادة .
وأنهم يجعلون المخلوق شريكا للخالق في العبادة التي خلقهم من أجلها .

ثم قال المصنّف وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ) فاطر (13 _ 14) .

قال صاحب الفتح يخبر تعالى عن حال المدعوّين من دونه من الملائكة والأنبياء والأصنام وغيرها بما يدل على عجزهم وضعفهم وأنهم قد انتفت عنهم الأسباب التي تكون في المدعو وهي المُلْك وسماع الدعاء والقدرة على استجابته فمتى لم توجد هذه الشروط تامّة بَطُلَت دعوته فكيف إذا عدمت بالكلية .

قال المصنف رحمه الله : وفي الصحيح (البخاري) عن أنس قال : " شُجَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم أُحد وكُسرت رباعيّته ، فقال كيف يفلح قوم شجّوا نبيّهم ؟ فنزلت ( ليس لك من الأمر شيءٌ ) آل عمران " 128 " . هذا الحديث رواه البخاري معلّقا وقال قال حميد وثابت عن أنس .
( وحديث حميد وصله أحمد والترمذي والنسائي ، وحديث ثابت وصله مسلم ) .

قال حفظه الله : إنّ الله يبيّن للمشركين أنّه إذا كان النبيّ عليه الصلاة والسلام وهو خليل الله ليس له أن يُدْخِل أحَدٌ الجنّة أو النار .
وأن كلمة ليس التي وردت في الحديث نكرة في سياق نفي تدلّ على العموم .

ثم قال المصنّف رحمه الله : وفيه (البخاري) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر : الّلهم العن فلانا وفلانا ، بعدما يقول سمع الله لمن حمده ربّنا ولك الحمد ، فأنزل الله : ( ليس لك من الأمر شيء ) الآية
** وفي رواية يدعو على صفوان بن أميّة وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ، فنزلت ( ليس لك من الأمر شيءٌ ) الآية .

قال في الفتح : فيه جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة وأنّ هذا لا يضرّ في الصلاة .
وفيه أن الإمام يجمع بين التسميع والتحميد وهو قول الشافعي وأحمد وخالف أبو حنيفة ومالك وقالا : يقتصر على سمع الله لمن حمده .

ثمّ قال المصنّف رحمه الله : وفيه (البخاري) عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أُنزل عليه ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) " الشعراء 214 " . فقال يا معشر قريش أو كلمة نحوها ىاشتروا أنفسكم لا أُغني عنكم من الله شيئا يا عبّاس بن عبد المطّلب لا أُغني عنك من الله شيئا يا صفيّة عمّة رسول الله لا أُغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمّد سليني من مالي ما شئتِ لا أُغني عنك من الله شيئاً .

قال في الفتح وفيه أنّه لا يجوز أن يُسأل العبد إلا ما يقدر عليه من أمور الدنيا ، وأمّا الرحمة والمغفرة والجنّة والنّار ونحو ذلك من كل مالا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا يجوز أن يطلب إلا منه تعالى .

والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد .
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 25-05-2011 الساعة 02:44PM
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].