عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 20-01-2013, 12:56AM
الصورة الرمزية أم العبدين الجزائرية
أم العبدين الجزائرية أم العبدين الجزائرية غير متواجد حالياً
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 848
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد

حول موضوع دوران الشمس حول الأرض فأقول في البداية لا شك أن مما ينبغي لطلاب العلم الشرعي أن يقربوا العلوم الدنيوية إلى العلوم الشرعية لا العكس
فإن فعلوا العكس فلربما زاغت القلوب . وكذلك عدم أخذ ما يقوله علماء النصارى على انه قرآن منزل من عند الله لا يقبل نقاشاً ولا تعديلاً ، فضلاً على أنه يخالف القرآن و السنة.

ولقد أخبر المولى جلا وعلا فقال ( و الشمس تجري لمستقر لها ) قال الشيخ السعدي في تفسيره (أخبر الله أن الشمس و القمر و النجوم تجري إلى مستقر لها ) وقلت: فلم يذكر الله أن الأرض تدور حول الشمس بل ذكر أن الجبال جعلها الله رواسي للأرض .
ولقد قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في رده على من يقول أن الشمس ثابتة والارض تدور عليها ان هذا الكلام ينافي الكتاب و السنة وإن قال معتقداً ذلك فقد كفر .

وقد سئل سماحة الشيخ ابن عثيمين حول دوران الشمس حول الأرض ؟ فقال ( ظاهر الأدلة الشرعية تثبت أن الشمس هي التي تدور على الأرض، وبدورتها يحصل تعاقب الليل و النهارسطح الأرض، وليس لنا أن نتجاوز ظاهر الأدلة إلا بدليل أقوى من ذلك يسوغ لنا تأويلها عن ظاهرها،ومن الأدلة على أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل و النهار مايلي
قال تعالى عن إبراهيم في محاجته لمن حاجه في ربه ( فإن الله يأتي
بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب ) فكون الشمس يؤتى بها من المشرق دليل ظاهر على أنها التي تدور على الأرض.
وقال أيضاً عن إبراهيم ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون ) فجعل الأفول من الشمس لا عنها ولو كانت الأرض التي تدور لقال ( فلما أفل عنها)<br>3 - قال تعالى ( وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين و إذا غربت تقرضهم ذات الشمال ) فجعل الازورار و القرض من الشمس وهو دليل على أن الحركة منها ولو كانت من الأرض لقال يزاور كهفهم عنها، كما أن غضافة الطلوع و الغروب إلى الشمس يدل على انها هي التي تدور وغن كانت دلالتها أقل من دلالة قوله( تزاور ) ( تقرضهم )
- وقال تعالى( وهو الذي خلق الليل و النهار و الشمس والقمر كل في فلك يسبحون) قال ابن عباس : يدورون في فلكة كفلكة المغزل. اشتهر ذلك عنه.
- و قال تعالى ( يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً) فجعل الليل طالباً للنهار، و الطالب مندفع لا حق، ومن المعلوم أن الليل و النهار تابعان للشمس.
– و قال تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس و القمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار) فقوله ( يكور الليل على النهار) أي يديره عليه ككور العمامة دليل على أن الدوران من الليل و النهار على الأرض ولو كانت الأرض التي تدور عليهما لقال ( يكور الأرض على الليل والنهار) وفي قوله ( كل يجري لأجل مسمى) المبين لما سبقه دليل على أن الشمس و القمر يجريان جرياً حسياً مكانياً لأن تسخير المتحرك بحركته أظهر من تسخير الثابت الذي لا يتحرك.
– و قال تعالى ( و الشمس وضحاها و القمر إذا تلاها ) ومعنى ( تلاها) أتى بعدها وهو دليل على سيرها ودورانها على الأرض ولو كانت الأرض تدور عليهما لم يكن القمرتالياً للشمس بل كان تالياً لها احياناً وتالية له احياناً ، لأن الشمس أرفع منه والاستدلال بهذه الآية يحتاج إلى تامل
– قال تعالى ( و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم و القمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) فإضافة الجريان على الشمس وجعله تقديراً من ذي عزة وعلم يدل على أنه جريان حقيقي بتقدير بالغ، بحيث يترتب عليه اختلاف الليل و النهار و الفصول ، وتقدير القمر منازل يدل على تنقله فيها ولو كانت الرض التي تدورلكان تقدير المنازل لها من القمر لا للقمر،ونفى غدراك الشمس للقمر وسبق الليل للنهار يدل على حركة اندفاع من الشمس و القمر و الليل والنهار.
و قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر وقد غربت الشمس : أتدري أين تذهب ؟ قال : الله ورسوله اعلم. قال : فإنها تذهب فتسجد تحت العرض فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك ان تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها" أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ، متفق عليه، فقوله ( ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها) ظاهر جداً في أنها تدور على الأرض وبدورانها يحصل الطلوع و الغروب.
- الأحاديث الكثيرة في إضافة الطلوع و الغروب و الزوال إلى الشمس فإنها ظاهرة في وقوع ذلك منها لا من الأرض عليها .
ولعل هناك ادلة اخرى لم تحضرني الآن ولكن فيما ذكرت فتح باب وهو كاف فيما أقصد و الله الموفق.
( فتاوى العقيدة 1/72)
وقال سماحته في فتوى اخرى عندما سئل عن دوران الأرض حول نفسها ودورانها حول الشمس فأجاب :خلاصة رأينا حول دوران الأرض أنه من الأمور التي لم يرد فيها نفي ولا إثبات لا في الكتاب ولافي السنة، وذلك لأن قوله تعالى( والقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) ليس بصريح في دورانها، وإن كان بعض الناس قد استدل بها عليه محتجاً بأن قوله( ان تميد بكم) يدل على أن للأرض حركة، ولولا هذه الرواسي لاضطربت بمن عليها.<br> وقوله( الله الذي جعل لكم الأرض قراراً ) ليس بصريح في انتفاء دورانها، لأنها إذا كانت محفوظة من الميدان في دورانها بما ألقى الله فيها من الرواسي صارت قراراً وغن كانت تدور .
اما رأينا حول دوران الشمس على الأرض الذي يحصل به تعاقب الليل و النهار، فإننا مستمسكون بظاهر الكتاب و السنة من أن الشمس تدور على الأرض دوراناً يحصل به تعاقب الليل والنهار، حتى يقوم دليل قطعي يكون لنا حجة بصرف ظاهر الكتاب و السنة إليه – وانى ذلك – فالواجب على المؤمن أن يستمسك بظاهر القرآن الكريم والسنة في هذه الأمور وغيرها...فإذا قال الطالب : أيهما نأخذ به أظاهر الكتاب والسنة أم ما يدعيه هؤلاء الذين يزعمون أن هذه من الأمور اليقينيات؟
فجوابه: أنا نأخذ بظاهر الكتاب والسنة، لأن القرآن الكريم كلام الله تعالى، الذي هو خالق الكون كله، و العالم بكل ما فيه من اعيان واحوال، وحركة وسكون، وكلامه تعالى أصدق الكلام وابينه، وهو سبحانه انزل الكتاب تبياناً لكل شيء، واخبر سبحانه ان يبين لعباده لئلا يضلوا، وأما السنة فهي كلام رسول رب العالمين، وهو اعلم الخلق بأحكام ربه وأفعاله،ولا ينطق بمثل هذه الأمور إلا بوحي من الله عز وجل، لأنه لا مجال لتلقيها من غير الوحي وفي ظني والله اعلم أنه سيجيء الوقت الذي تتحطم فيه فكرة علماء الفلك العصريين كما تحطمت فكرة داروين حول نشأة الإنسان .
( فتاوى العقيدة 1/70)
والحمد لله أولاً واخراً

المصدر
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس