عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 01-11-2015, 12:56AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





العقيدة الصحيحة


السؤال:

ما مفهوم العقيدة الصحيحة وكيف يحقق المسلم العقيدة الصحيحة وهل هى أساس الأعمال؟ وهل إن فسدت العقيدة يفسد دينه؟


الجواب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ أَشْرَفِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَشْرَفِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى التَّابِعِيِّن لَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.


نسأل الله للجميع التوفيق والسداد، بعد،

العقيدة الصحيحة أساسها أفراد الله بجميع أنواع العبادة، بأن تعبد الله وحده، تُصلي له، تصوم له، تحُج لرَبكْ، تدعو رَبكْ، تستغيث به، تستنصر به، تُنيب إليه، تخشع له، تستعين به، لكل أنواع العبادة تصرفها لربكْ - جَلَّ وَعَلاَ- قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) وقال: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) .


فرسُّل الله جميعًا من أولهم؛ من نوح إلى آخرهم وسيدهم محمدٌ بن عبد الله ابتدأوا دعوتهم إلى إخلاص الدين لله، وإفراد الله بجميع أنواع العبادة، قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)، وقال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فالتوحيدُ أساس المِلَةِ والدين والعروة الوثقى قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ-:( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .


وكل الأعمال لا إعتبار لها ولا ميزان لها إلا إذا بُنيت على إخلاصٍ لله وإفراد الله بالعبادة، فما أشرك مع الله غيره، بأن دعا غير الله وذبح لغير الله ونذر لغير الله، وظن أن الأموات يسمعون دعائه، ويجيبونه فإن هذا شركٌ أكبر لا يغفر وهذا محبطٌ لجميع الأعمال كلها. قال تعالى: ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)، وقال - جَلَّ وَعَلاَ-: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ * بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ)، ولمَّا ذكر الأنبياء في الأنعام قال: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .


فالشرك محبطٌ للأعمال قاضٍ عليها، لا ميزان ولا إعتبار لها، بل هى هباءً منثورا، إذًا فالعقيدة الصحيحة من أفرد الله بالعبادة، فإن دعا فإلى الله يدعو ربه، إن استغاث بربه، إن استعان بربه، في كل أحواله متعلقٌ بربه، يعلمُ أن الله مالكُ النفع والضر، ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)،وقال: ( قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) .


فيا اخواني: لا اعتبار لأعمالنا إلاَّ بصحة العقيدة: توحيد الله إخلاص العمل لله، إفراد الله بالعبادة، وإفراد الله بجميع أعمالنا وأن نجعلها كلها لله لا لغير الله، هذه هى عقيدتنا وسنسأل عنها في قبورنا، فإن كل عبد سيسأل في قبره أول ما يُوضع فيه عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فالمؤمن يقرُّ بأن اللهُ ربه وبأن محمدً نبيه وبأن الإسلام دينه، فهذا من السعداء ثبتنا الله وإياكم على ذلك .


الملف الصوتي :

http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/01_24.mp3


المصدر :

سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء


http://mufti.af.org.sa/node/3667







.

رد مع اقتباس