عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 01-11-2015, 12:52AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




ما هو مفهوم الحب في الله والبغض في الله.



السؤال:

ما هو مفهوم الحبُّ في الله، والبغضُ في الله، والولاء والبراء؟

الجواب:

في الحديث: « لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوِلَايَةَ لِلَّهِ»، الحبُّ في الله بأن تحبَّ المسلم لا تحبُّهُ إلا لله، لا لنسبٍ ولا لمالٍ، ولا لجاه، وإنما تحبُّهُ لكونه مطيعًا لله، عابدًا لله، مُصليًا، صائمًا، مُزكيًا، حاجًّا، بارًا، واصلًا، صدوقًا، أمينًا، ذو خلُقٍ فاضل واستقامة طيبة، فتحبُّهُ لله، (الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)،


فالمحبة في الله، صلةٌ قويَّة باقية، لا انفصام لعُراها، لأنها منبثقة عن عملٍ قلبي، أما الحبُّ من أجل الدنيا وشهواتها، ومصالحها، فهذه محبةٌ عارضة، تزول بزوال أسبابها، أما المحبة لله، فهي الباقية الثابتة، لكونها نابعة عن قلبٍ خاشعٍ لله، مُحبٍ لمن يحبُّ الله، مُبغضٌ لمن يُعادي الله، موالي لمن يوالي لله، مُتبرِّأً من كل عدو لله، مشركًا به، كافرًا به، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ )،


إذًا فيتبرأ المسلم من كلِّ مشركٍ ومن كل يهودي ونصراني، ومن كلِّ مُلحدٍ ضال، من كل فاجرٍ يُعادي الله ورسوله، يتبرأ منه، على قدر فسوقه وفساده، ويوالي أولياء الله، ويحبُّ أولياء الله، ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْعَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) فأيدهم بالولاية .



فيا أخواني: لابد من هذا في الحديث: « لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيُبْغِضَ لِلَّهِ فَإِذَا أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ فَقَدْ اسْتَحَقَّ الْوِلَايَةَ لِلَّهِ»، قال ابن عباس: "وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئا ".




الملف الصوتي :

http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/001_0.mp3



المصدر :

سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء


http://mufti.af.org.sa/node/3669



التوسل والشفاعة



السؤال:

هل التوسل والشفاعة تقدح في العقيدة؟


الجواب:

التوسل والشفاعة؛ التوسل على أقسام:

هناك توسلٌ مشروع هو: التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة كما أخبر النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن أصحاب الغار
الذين إنطبقت عليهم الصخرة؛ وأصبحوا لا يُرون ولا يُسمعُ كلامهم ولا يروا أشخاصهم وأيقنوا بالهلكة، فتوسلوا بصالح أعمالهم، أحدهم: توسل ببر أبويه، والثاني: توسل إلى الله بعفته عن الحرام وأنه قادرٌ على المعصية وتنازل عنها خوفًا من الله،
والثالث: توسل إلى الله بأمانته، فدلَّ على أن التوسل لله والإخلاص لله وبعبادته والإيمان به والإخلاص له أمرً مفيدٌ نافع، فلو توسلت إلى الله بمحبة رسول الله وإيمانك برسول الله وتوسلت بما يرضي الله - جَلَّ وَعَلاَ- وتوسلت إليه بآسمائه وصفاته، (قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)الآية؛


فالتوسل إلى الله - جَلَّ وَعَلاَ- بالأعمال الصالحة هذا جائ ، والتوسل لقضاء الحاجات بإنسان حيٍ قادرٍ لا مانع من ذلك؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- عن موسي:( فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) .



أمَّا التوسل الممنوع: فهو توسل المشركين الذين يتوسلون لله بدعاء الأموات ودعاء الغائبين وقالوا: (هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) وقال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- عنهم: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ* أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) .



فالمشركون والوثنييون والجهميون يقولون: ما عبدنا اللات والعزى ولا عزير ولا غيره إلاَّ لنجعلهم وسائط بيننا وبين الله، يبلغونهم حاجاتنا وضرورياتنا، وكفرَّهم الله لقوله: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ) وقال - جَلَّ وَعَلاَ- عنهم: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ) .



إذًا فالشفاعةُ الممنوعة أن: تطلبها من الأموات أو الغائبين، أما طلبها من الحيَّ الحاضر القادر فلا مانع، ولهذا الخلق يوم القيامة إذا اشتد منه الكرب وعُظم الخطب في الموقف يلتجأون ويتوسلوا إلى الله بالأنبياء؛ فيأتوا آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى وكلهم يعتذر، إلى أن ينتهي المقام إلى محمدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيَخِرُ ساجدًا ويسأل الله أن يقضي بين العباد وهو المقام المحمود الذي قال الله فيه: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) .



فالشفاعة المممنوعة هى: طلبها من الأموات والغائبين فيما لا يقدر عليه إلاَّ الله فإن الأموات لا ينفعون؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ)وقال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) . فالشفاعة المنفية ما كانت هكذا، أما الشفاعة الجائزة فهى تكون بإذن الله ورضاه؛ ؛ قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) والله لا يرضى إلا عن الموحدين، أما المشركون فلا يرْضى عنهم، ولهذا لا تفيد الشفاعة لهم، قال - جَلَّ وَعَلاَ-: (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) .




الملف الصوتي :

http://mufti.af.org.sa/sites/default/files/03_19.mp3



المصدر :

http://mufti.af.org.sa/node/3668








.
رد مع اقتباس