[أبو عبد الله بشار]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا هو الباب السادس والثلاثون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .

قال المصنف رحمه الله
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

قال حفظه الله :
- وقوله من الشرك أي الأصغر وقوله بعمله أي العمل الصالح .
- ويكون شركاً أكبرَ من اعتقد أنه يطلب بعمله الصالح من الدنيا أي في هذه الأعمال استقلال بالنفع والضر من دون الله فهذا شركٌ أكبر .
- ومن طلب العلم من أجل الدنيا فهذا محرّم .


ثم قال رحمه الله :
وقوله تعالى : من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبِط ما صنعوا فيها وباطل ماكانوا يعملون * هود 15 - 16 .


قال حفظه الله :
يجب على المسلم أن لا يتشبه بالكفار لأنهم يريدون بأعمالهم الدنيا ... وقد قصد المصنف هذا في إيراده للآيات كي لا نتشبه بالكفار .
- وهذه الآيات كان مجاهد رحمه الله يجعلها في الرياء .
- وفيه أنه من أراد الدنيا بعمله فقد يعجل له فيها ولكن ليس له حظ في الآخرة على عكس المؤمن فإنه يجازى بحسناته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة .


ثم قال رحمه الله :
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : تَعِس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعطَ سخِط تعِس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسةوإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفَّع .


قال حفظه الله :
- إن كان هذا المال الذي يجمعه يعتقد أنه إذا أصاب المال الكثير فإنه يستقل بسعادته من دون الله فهذا شرك أكبر .
- وإن كان يعتقد أن المال سبب واستغرق في جمعه حتى ترك الواجبات فهذا شرك أصغر .
- وقوله وإذا شيك فلا انتقش : دعاء عليه بأن تُشَلّ حركته .
- وفيه ذم حب الدنيا وحب المال وجمعه تكثّرا حتى يشغله عن الآخرة وقد ينساها .
- وفي الحث على ما عند الله وقصده جل وعلا في كل أعماله ولا يهتم بما في أيدي الناس .

والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمد