عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-03-2017, 03:36PM
الصورة الرمزية أبو حفص عمر القفاص
أبو حفص عمر القفاص أبو حفص عمر القفاص غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الدولة: جدة - المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8
افتراضي شبهات في التنفير من أهل العلم

التشغيب على معلمي العلم و السنة ، بكثرة الاستطراد في الدرس ، و أنه يخالف المشايخ ، و التنفير منهم بمثل ذلك ، وبيان أن حجتهم داحضة.




بسم الله الرحمن الرحيم

من تشغيب أعوان الشيطان و هم لايشعرون على ذوي العلم ، و حملته من أهل السنة و الأثر :
طعنهم في أسلوب التدريس ، و اجتهاد المعلم في الطريقة المثلى التي يغلب على ظنه فائدتها ، مع كونها مسائل فنية اجتهادية لا إنكار فيها. فلا إنكار في مسائل الاجتهاد .
فمعلم يستطرد للحاجة ؛ لوقع المسألة وحصول المناسبة ، وطلب الناس لمعرفة حقيقتها ويفصل و يصور المسائل بالأمثلة الواقعة ؛ لتكون قريبة مفهومة ، ويكرر . فيقرأ في المجلس الواحد نحو خمسة أحاديث -كما جاء عن شعبة- و آخر يختصر و يجمل ، و لا يشرح إلا مايظن أنه مما يستعصي فهمه و تصوره ، فيقرأ في مجلسه ثلاثين حديثا ، و تُقرأ مائة مسألة مما هي في الكتاب مع شرح موجز يسير ، و هكذا -كما حال مشيختنا الكبراء من العلماء- و لم يكن هذا يعيب على ذا، ولا ذا على ذاك. -مادام انه مايشرحه ضمن دائرة القواعد السليمة و الآثار الصحيحة العلمية الرشيدة - بل التنفير من أجل مثل هذه الاجتهادات صد عن سبيل الله ، و هو مما يريده الشيطان . فالفاعل يكون من أعوانه و هو لا يشعر . ألا و هو العيب على معلمي الحديث و الفقه و الأثر ، بلا مرجح شرعي معتبر .
( فلان يستطرد...يكرر...كتب الدرس كثيرة )

قال ابن القيم :
وهؤلاء أعوان الشيطان ، يأتون على معلمي العلم و السنة فيذكرون عيبا فيه أو في درسه ، يصدون عن سبيل الله . أو كما قال .

ومن ذلكم التشغيب :
التنفير بذكر استطراد المعلم و تكراره ، لمناسبة يجتهد صاحب العلم والسنة للاستطراد بذكرها ، و الاستدلال فيها ، وبيان الحق ؛ تنبيها ؛ لوقوعها ، والحاجة إليها وربما كرر ، ثم يعود الى ماهو بصدده ومهمته ويتم . فتجد من لاعلم عنده ينفر الناس عنه بعيبه في هذا ، و هو أحق بالعيب فيه لجهله ؛ فإن الاستطراد بذكر ما ينفع : سنّةٌ ،
فإذا جمع إلى ذلك تهمة المعلم و سوء الظن به ؛ فظلمات من البغي و الظلم بعضها فوق بعض.
روى مالك في موطأه عن أبي هريرة: أن رجلا سأل النبي ﷺ فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ، وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ، فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا، أَفَنَتَوَضَّأُ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ».

فما علاقة حل الميتة بالسؤال الذي هو عن حكم الوضوء من ماء البحر؟ أليس هذا أيها الفهيم اللبيب الناصح الأمين استطرادا !!
و قد علم نبينا ﷺ نفعه للسائل ؛ فعلمه إياه استطراداً ، و الاستطراد بعلم من العلم ، أفيعاب على شيء فعله رسول الله ﷺ ، و قد كان يعيب أهل ذلكم الزمان ممن يصد الناس عن سبيل الله شيخ الإسلام باستطراداته، فانبرى لهم ابن القيم فقال -رحمه الله تعالى- في مدارج السالكين صفحة 285 بالجزء الثاني:
وَ كَانَ خُصُومُهُ - يَعْنِي شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَةَ - يَعِيبُونَهُ بِذَلِكَ. وَ يَقُولُونَ: سَأَلَهُ السَّائِلُ عَنْ طَرِيقِ مِصْرَ - مَثَلًا - فَيَذْكُرُ لَهُ مَعَهَا طَرِيقَ مَكَّةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَخُرَاسَانَ، وَالْعِرَاقِ، وَالْهِنْدِ. وَأَيُّ حَاجَةٍ بِالسَّائِلِ إِلَى ذَلِكَ؟! . وَلَعَمْرُ اللَّهِ لَيْسَ ذَلِكَ بِعَيْبٍ، وَإِنَّمَا الْعَيْبُ: الْجَهْلُ وَالْكِبْرُ. وَهَذَا مَوْضِعُ الْمَثَلِ الْمَشْهُورِ:
لَقَّبُوهُ بِحَامِضٍ وَهْوَ خَلٌّ =
مِثْلَ مَنْ لَمْ يَصِلْ إِلَى الْعُنْقُودِ
.
انتهى

ومن تلكم التشغيبات :
دعوى مخالفة الشيوخ ، كقول البعض: هذه المسألة التي يقولها هذا المعلم ، لم أسمع أحداً من الشيوخ يقولها ، فهل هذا منهج علمي في الرد !!!
فقد كان يقال لشيخ الاسلام
في مسألة ذكرها : لم نسمع أحداً يقولها من أهل العلم ،
فيقول : هل اتفقوا أم اختلفوا ؟
فيقال : اختلفوا .
فيقول حينئذ : فلم تجعلون قول عالمكم حجة على عالمي ؟!
و قال في موطن آخر :
إذا اختلف العلماء ؛ فلا يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية .

وقال في موطن آخر :
إن من تربى على قول ونشأ عليه يصعب إقامة الحجة عليه.

فياخسارة من عادى أولياء الله ممن يعلم العلم النافع ، و يبصر الناس بدينهم ، فهو معادٍ من وجه لطريق الأنبياء و الرسل ، كما قال نبينا ﷺ: من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سلك له به طريق إلى الجنة .
و في الحديث الذي خرجه البخاري مرفوعاً ، من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، فاللهم عليك بمن صد الناس عن السنة و أهلها بالتشغيبات المتكلفة ، و التهويلات و التعنتات البائرة -حسدا أو كبر أو جهلا- بلاحق عن سبيل الله ومنهج سلفنا الصالح، النبي ﷺ و أصحابه .


كتبه ناصحاً/

أبو عبدالله ماهر بن ظافرآل ظافر القحطاني

عضو التوعية بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حفص عمر القفاص ; 29-03-2017 الساعة 03:40PM
رد مع اقتباس