عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 13-04-2015, 01:52AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 28 )

[ المتن ]
:


11 ـ إثبات اليدين لله تعالى في القرآن



وقوله‏:‏ ‏{‏مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏}‏ وقوله ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ
بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء‏}‏‏.‏



[ الشرح ]

{‏مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ‏}‏ الخطاب لإبليس لعنه الله لما امتنع من السجود لآدم ـ عليه السلام ـ أي‏:‏ شيء صرفك
وصدك عن السجود‏.‏ ‏

{‏لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏}‏ أي‏:‏ باشرت خلقه بيدي من غير واسطة، وفي هذا تشريف وتكريم لآدم‏.‏ قوله‏:‏ ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ‏}‏
اليهود في الأصل من قولهم‏:‏ ‏{‏هُدْنَا إِلَيْكَ‏}‏ وكان اسم مدح ثم صار بعد نسخ شريعتهم لازمًا لهم وإن لم يكن فيه
معنى المدح‏.‏ وقيل‏:‏ سموا بذلك نسبة إلى يهودا بن يعقوب ـ عليه السلام ـ‏.‏



‏{‏يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ‏}‏ يخبر تعالى عنهم بأنهم وصفوه بأنه بخيل، كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء، لا أنهم يعنون
أن يده موثقة‏.‏

‏{‏غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ‏}‏ هذا رد عليهم من الله تعالى بما قالوه ومقابلة لهم بما افتروه واختلقوه‏.
وهكذا وقع لهم فإن فيهم من البخل والحسد الشيء الكثير، فلا ترى يهوديًا إلا وهو من أبخل خلق الله‏.‏
‏{‏وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ‏}‏ معطوفة على ما قبله والباء سببية، أي‏:‏ أبعدوا من رحمة الله بسبب هذه المقالة‏.‏

ثم رد عليهم سبحانه بقوله‏:‏ ‏{‏بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ‏}‏ أي‏:‏ بل هو في غاية ما يكون من الجود والعطاء فيداه
مبسوطتان بذلك‏

.‏ ‏{‏يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء‏}‏‏:‏ جملة مستأنفة مؤكدة لكمال جوده‏.‏ فإنفاقه على ما تقتضيه مشيئته فإن شاء وسع
وإن شاء ضيق‏.

فهو الباسط القابض على ما تقتضيه حكمته‏.


الشاهد من الآيتين الكريمتين‏:
أن فيهما إثبات اليدين لله سبحانه وتعالى، وأنهما يدان حقيقيتان لائقتان بجلاله وعظمته ليسنا كيدي المخلوق،
وزعم أن المراد باليد القدرة أو النعمة وهذا تأويل باطل وتحريف للقرآن الكريم‏.‏



فالمراد باليد القدرة والنعمة، إذ لو كان المراد باليد القدرة كما يقولون لبطل تخصيص آدم بخلقه بهما، فإن جميع
المخلوقات حتى إبليس خلقت بقدرته، فأي مزية لآدم على إبليس في قوله‏:‏ ‏{‏لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏}‏‏.‏ فكان يمكن
لإبليس أن يقول‏:‏ وأنا خلقتني بيديك إذا كان المراد بها القدرة‏.


وأيضًا لو كان المراد باليد القدرة لوجب أن يكون لله قدرتان وقد أجمع المسلمون على بطلان ذلك، وأيضًا
لو كان المراد باليد النعمة لكان المعنى أنه خلق آدم بنعمتين وهذا باطل لأن نعم الله كثيرة لا تحصى وليست
نعمتين فقط‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس