عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-04-2017, 03:48PM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي سب الريح و إظهار الضَجَر من الحر خلقان مذمومان


سب الريح و إظهار الضَجَر

من الحر خلقان مذمومان


بسم الله الرحمن الرحيم

فجزى الله نبينا محمد خير ما جزى نبي عن أمته و أن الإعتقاد الواجب شرعا أن نقدم حبه على حب أنفسنا و أولادنا و أباءنا و أمهاتنا و أموالنا ..... ذلك لما تلى علينا من الكتاب والسنة ما يزكي قلوبنا وعلمنا ما لم نكن نعلم مما عاد علينا بالنفع في دنيانا وأخرانا فنحمد الله على بعثته و رسالته و رحمة الله بنا بنبوته وتعليمه ولقد كنا لولا الله ثم تعليمه لفي ضلال مبين وشقاء وخيم قال تعالى (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[سورة آل عمران 164]
فمما علمنا ترك التعرض لسب الأشياء التي ليس لها اختيار و مشيئة بل أنها مقهورة تحت تصرف الواحد القهار فمن سبها فإنما يسب فاعلها ومرسلها ومدبرها ومكونها وهو الرب الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى و أرسل الرياح لواقح وقت الحر والبرد
فمن ذلك سب الدهروهو الزمان كالساعة واليوم والسنة خرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قال اللهُ تعالَى : يُؤذيني ابنُ آدمَ ، يسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ ، بيدي الأمرُ ، أُقَلِّبُ الَّليلَ والنَّهارَ )متفق عليه
ومن ذلك سب الحمىخرج مسلم عن جابر مرفوعا - " لا تسُبِّي الحُمَّى . فإنها تُذهِبُ خطايا بني آدمَ . كما يُذهبُ الكِيرُ خبثَ الحديدِ "
ومن ذلك سب الريح اذا هاجتمع كونها من جند الله يصرفها حيث شاء لا مشيئة لها فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا عصفتِ الريحُ قال : " اللهمَّ ! إني أسألك خيرَها ، وخيرَ ما فيها ، وخيرَ ما أُرسلت به . وأعوذُ بك من شرِّها ، وشرِّما فيها ، وشرِّ ما أُرسلت به "
وروى الإمام الترمذي في سننه من حديث أُبَي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تسبُّوا الرِّيحَ فإذا رأيتُم منْها ما تَكرَهونَ فقولوا اللَّهمَّ إنَّا نسألُكَ خيرَ هذِهِ الرِّيحِ وخيرَ ما فيها وخيرَ ما أرسلَت بِهِ ونعوذُ بِكَ من شرِّ هذِهِ الرِّيحِ وشرِّ ما فيها وشرِّ ما أُرسِلَت بهِ "
قال الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الأم: (ولا ينبغي لأحد أن يسُبَّ الرياح؛ فإنها خلق لله تعالى مطيع، وجندٌ من أجناده، يجعلها رحمةً و نقمة إذا شاء).
وسب كل شيء لا اختيار له مما هو تحت تصرف الرب و قهره يدخل في ذلكم النهي فإذا سب شيئا من ذلك يعتقد تأثيره استقلالا كفر بالله واشرك , و إن جعله سبب فينظر إن تبين أنه سبب بالدليل والتجربة كالريح و تكسيرها الأشجار والإعصار شركا اصغرا لأنه اعتقد ما ليس بسبب أنه سبب.
فاللهم ارزقنا توحيد وكمال التعلق بك خضوعا وتعظيما ورغبا ورهبا ومحبة وخوفا ورجاءا
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم و آتي نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.


كتبه

أبوعبدالله ماهر بن ظافر آل ظافر القحطاني

التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 11-04-2017 الساعة 04:01PM
رد مع اقتباس